م . أحمد عبد الوهاب يكتب : المرأة تستحق التمكين

يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي، في مبادرة هدفها تمكين النساء والفتيات في مختلف أنحاء العالم وشتى المجالات.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الاحتفال هذا العام سيحمل شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات".
التاريخ يكشف دور المرأة الهام في كافة المجالات السياسية والإنسانية والإقتصادية والفنية والثقافية والعلمية، وسجل بحروف من نور أسماء سيدات كانت لهن بصمات ودور فاعل ومؤثر غير مجريات التاريخ ، ولعلنا نذكر أسماء منها ماري كوري الحاصلة على جائزة نوبل والأميرة ديانا ومارجريت تاتشر ،وبينظير بوتو ، وأنديرا غاندي وأنجيلا ميركل ، وعلى المستوى العربي الشيخة فاطمة بنت مبارك زوجة الراحل الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات التي أسستأول اتحاد نسائي إماراتي وساهمت في تعزيز دور المرأة على كافة الأصعدة .
وفي مصر كان للمرأة دور عظيم عبر مختلف العصور ولعل أبرزها مشاركتها في ثورتي ١٩١٩ ، و٣٠ يونيو عام ٢٠١٣ ، بالإضافة لدورها الوطني الهام عندما شاركت في الحياة السياسية وكان لها تمثيل مميز في كافة الاستحقاقات الانتخابية ، لدعم استقرار الوطن والخروج من عنق الزجاجة ولدينا أسماء محفورة في ذاكرة مصر منها ، إستر فانوس ، أمينةالسعيد ، حكمت أبو زيد ، درية شفيق ، سهير القلماوي ،صفية زغلول،عائشة راتب ،
عائشة عبد الرحمن،فوزية عبد الستار،
مفيدة عبد الرحمن،ملك حفني ناصف،
نبوية موسى،نعمات أحمد فؤاد، نوال السعداوي، هدى شعراوي، وغيرهن كثيرات .
ونالت المرأة الكثير من الحقوق شىئاً فشيئاً، حتى بلغت أزهي عصورها في الجمهورية الجديدة ، حيث تجسدت الإرادة السياسية الداعمة للمرأة والحريصة على حقوقها والنهوض بأوضاعها وتجلت هذه الإرادة فى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عام 2017 عاماً للمرأة المصرية ، ثم استراتيجية تمكين المرأة ٢٠٣٠ التي تهدف لوضع المرأة في المكانة التي تليق بقدراتها وتضحياتها على مدار التاريخ.
وفى إطار الترجمة القانونية والواقعية لهذا الاهتمام، فقد أفرد دستور 2014 جانباً هاما من مواده للمرأة إذ خصص 24 مادة للمرأة ، تقديرا لدورها الوطني،
وبذلت الدولة جهوداً كبيرة لتوفير فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية للمرأة، بالإضافة إلى زيادة مشاركتها في الحياة السياسية وصنع القرار.
كما تبنت الدولة عددًا من السياسات والمبادرات التي تهدف إلى دعم المرأة المعيلة، ومكافحة العنف ضد المرأة، وتعزيز حقوقها في جميع القطاعات.
و شهد ملف تمكين المرأة المصري في عهد الرئيس السيسي طفرة غير مسبوقة محلياً ودولياً، وبنظرة على التشكيل الوزاري الأخير، والذي صدر يوم 3 يوليو من العام الماضي 2024، سندرك حجم تمكين المرأة المصرية ،حيث ضمت الحكومة الجديدة 4 وزيرات هن: مايا مرسي وزيرا للتضامن الاجتماعي، ورانيا المشاط وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي، وياسمين فؤاد وزيرا للبيئة، ومنال عوض ميخائيل وزيرا للتنمية المحلية.
وضمت القائمة الكاملة لمناصب نواب الوزراء في الحكومة الجديدة، 4 سيدات تولين منصب نائبات للوزراء وهن، عبلة الألفي نائبا لوزير الصحة، ومارجريت صاروفيم نائبا لوزير التضامن، وصباح عبداللطيف مشالي نائبا لوزير الكهرباء، وغادة عبدالغني نائبا لوزير الاتصالات.
ولم تخل قائمة المحافظين ونواب المحافظين أيضا من تمثيل المرأة، حيث ضمت القائمة جاكلين عازر محافظا للبحيرة، 9 نائبات للمحافظين، وهن منى البطراوي نائبا لمحافظ القاهرة، وأميرة عبدالحكيم نائبا لمحافظ الإسكندرية، وهند عبدالحليم نائبا لمحافظ الجيزة، وإيمان عمر ريان نائبا لمحافظ القليوبية، وشيماء محمد الصديق نائبا لمحافظ دمياط، ولبنى عبدالعزيز نائبا لمحافظ الشرقية، وماجدة بباوي نائبا لمحافظ البحر الأحمر، وإيناس سمير نائبا لمحافظ جنوب سيناء، وحنان مجدي نور الدين نائبا لمحافظ الوادي الجديد.
كما زادت نسبة تمثيل المرأة المصرية على مستوى مجلس النواب، في البرلمان الحالي حيث حصلت المرأة المصرية على 162 مقعدًا، وهن 14 امرأة بنظام التعيين، و148 امرأة بالانتخاب، بنسبة 27%، وبذلك يضم المجلس الحالي أكبر عدد لتمثيل المرأة فى مجلس نيابي في تاريخ مصر، ما يجعل البرلمان المصري يحتل مرتبة متقدمة بين أكثر البرلمانات تمثيلا للمرأة.
وفي إنجاز جديد للمرأة المصرية، تم اختيار الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتعاون الدولى ضمن أفضل 30 امرأة رائدة في قيادة التغيير بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك وفقا لتصنيف مجلة" أيكونومي ميدل ايست" .
ولا شك أن المرأة بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة تستحق ما حصلت عليه من تمكين في كافة المجالات بعد أن أثبتت أنها قادرة على مشاركة الرجل في اتخاذ القرار وآليات تنفيذة ، ومساهمتها الفاعلة في عملية التنمية من أجل بناء وطن قوى يواجه التحديات ولن يتأتى ذلك إلا ببناء مجتمع عادل يضمن الحقوق والفرص المتساوية لأبنائه وبناته.