آسر أحمد يكتب: دياب شرير لا يحب أحدا سوى والدته

شكل جديد للشرير جسده النجم محمد دياب، داخل حبكة مسلسل "قلبي ومفتاحه"، وبالرغم من أن كثيراً ما يتسلح الأشرار بفعل الخير ومسك "السبحة" إلا أن "أسعد" كان له طريقة مختلفة في استخداماته لكل ما سبق، فهو الشرير الذي يسعي جاهداً طوال الوقت لمحاولات التغيير والخروج من بؤرة أفعاله التي حتماً نهايتها معلومة لكل من يسلك هذا الطريق المحفوف بالمخاطر.
أسعد الشرير الذي لا يحب سوى نفسه ووالدته، نجح بشكل كبير فى فرض إطار خاص به وبكل من حوله، إطار محاوط بالقلق وغياب الطمأنينة والحذر الشديد، فهو شرير نتاج سنوات كثيرة تحملها في الفقر، فتلك الشخصية المركبة لا بد وأن تعانى كثيراً صغيراً لتصبح بتلك الهيئة في الكبر، الهيئة التي لا تعلم سوي تحقيق الأموال باي طرق ممكنة لأنها الأمان الذي حرمه منه الفقر، فوالده هو الحاج "عبد النبي" الشيال، فكل ما سبق كانت أسباب ومراحل تكوين تلك الشخصية، التي تداري عورتها في شراء الملابس الماركة والسيارة الفاخرة التي تركن أسفل المنزل، والسهر المتواصل ومحاولاته المستمرة بشراء ولاء كل من حوله بالأموال.
كعادتي وطوال مشاهدتي للأعمال الدرامية أو السينمائية وأنا أنجذب بشكل أكبر لدور الشرير، فهو الشخصية الأكثر تعقيداً في أي حبكة، شخصية يملؤها الكثير من الجوانب المركبة من نشأتها وتربيتها ورغباتها التي غالباً ما تشكل بطرق غير متوقعة، فدائماً ما تكن محاولاتهم هي السيطرة على من حوله ومحاربته المستمرة لكل الخير الذي يحاوطه حتى لا يشعر بأنه يفعل شيء ما خاطئ، فكل محاولاته هي لإضفاء شعور الطمأنينة لأفعاله لكي يشعر بمزيد من الأريحية.
النجم محمد دياب، نجح بشكل ساحق في خلق شخصية شرير جديدة داخل حبكة مسلسل "قلبي ومفتاحه"، فبالرغم من تجسيده لشخصية الشر في أعمال كثيرة سابقة، إلا ان هذا الدور هو الأهم في مشواره الدرامي لأنه دور متكامل بكل ما تحمله الكلمة من معني، فمنذ الوهلة الاولي لظهوره داخل المسلسل ونجح في فرض خطه الدرامي المختلف وهو ما لا ينجح فيه الكثيرين من الأشرار الذين يحاولون بكل استماته إخفاء شرهم، ولعل سلاسة دوره هو ما منحه العلامة الكاملة للدور.