الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : القافلة تسير والكلاب تعوى

في عالمنا، هناك نوعية من البشر لا تستحق سوى الحذر والابتعاد، هؤلاء الذين تزينت قلوبهم بالسواد، مليئة بالغل والحقد والكراهية، وكأنهم أُرسلوا إلى الأرض فقط لبث الفتنة والشر بين الناس، تراهم يتحركون بيننا بوجوه بشوشة، لكن ما تخفيه قلوبهم أسوأ من الشياطين أنفسهم،هؤلاء لا يعرفون للراحة طريقًا إلا إذا رأوك تتألم، يحلمون كل ليلة بسقوطك، ويتمنون كل صباح أن يروك منكسرًا.
لا تتوقع منهم خيرًا، فهم مثلما يقول المثل الشعبي "البطن اللي فيها الحقد ما تشبعش"، قلوبهم خالية من كل ما هو جميل، مشحونة بالكراهية كما يشحن البحر الأمواج، كلما ارتفعت، زاد غلهم، وكلما تقدمت، اشتعلت نيران الحسد في صدورهم،هم يراقبون نجاحاتك كما يراقب الصياد فريسته، ينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض عليك، لا بالكلمات فقط، بل بالأفعال المسمومة التي لا هدف منها سوى تدميرك.
هولاء ينطبق عليهم المثل "الحقد مثل النار، لا تأكل إلا صاحبها"، تجدهم يغرقون في سمومهم، يحترقون داخليًا كلما رأوك ناجحًا، ولا يهدأ لهم بال إلا إذا أحدثوا شرخاً وطغينة بين الناس وأحدثوا الفتن وكما قال أجدادنا "اللي في قلبه مرض ما في عينه نوم"، هؤلاء لا يعرفون الهدوء ولا يستطيعون النوم إلا إذا زرعوا الفتن وزرعوا الشوك في طريق الآخرين.
احذر الاقتراب منهم، لأن كل نقاش معهم هو ساحة معركة خاسرة سلفًا. هم لا يريدون النقاش، بل يسعون إلى جرّك إلى مستنقعهم الملوث بالكراهية، حتى تحقق لهم غايتهم النهائية بأن تصبح مثلهم، مليئًا بالغل والضغائن، إذا رددت عليهم، فقد منحتهم الانتصار، وإن سقطت في شباكهم، فقد أسعدتهم وجعلتهم يشعرون بنشوة النجاح المزيف.
تجنبهم كما يقول المثل "اللي ما يتقي شر الناس، يعش وسط الفتن"، ولا تمنحهم الفرصة ليشعروا أنهم نجحوا في جرك إلى مستنقعهم المظلم، التجاهل هو سلاحك الأقوى، وكما يقول المثل "الكلمة اللي ما تعجبك خليك ساكت عليها، وسيبها تموت في حلق اللي قالها"، دعهم ينزفون سمومهم حتى يذوبوا من الحقد الذي يملأ قلوبهم، وتذكر دائما مع هولاء المثل الشعبى " قل ما شئت بمسبتى، فسكوتى عن اللئيم هو الجواب، لست عديم الرد، لكن ما من أسد يجيب على الكلاب"، انطلق كما انت ولا تعطى لهم وجهك ولا تستدير إليهم ولا تضعهم فى حسبانك، ما دمت قادر على فعل الشىء الذى يعجزون عنه
تذكر أن هؤلاء مثل "الطير اللي بيزق على خراب عشه"، لا يهدأ لهم بال إلا إذا شاهدوا الفشل من حولهم، وعلاجهم الوحيد هو أن يروا الحزن في عيون الناس. لذا، لا تمنحهم هذه اللذة. كن دائمًا في صعود، واتركهم يتآكلون من الداخل، يحترقون بنيران الحقد التي أشعلوها في أنفسهم. وكما يقول المثل "الكلب اللي ينبح ما يعضش"، أتركهم ينبحون وأنت تواصل مسيرتك بثبات.
هذا هو حال الدنيا وهذا هو شأن البشر وفى البشر من هو أحط من الكلاب ، يمتهنون مهنة نسخ الكلام والنباح،والعياذ بالله، والعاقل من مشى فى درب الحياة غير مكترث لقول أحد أو إشارته أو حتى صراخه ما دام يمشى على الطريق المستقيم لا يظلم أحدا.
تحذير شديد اعزائى وأصدقائى ،هؤلاء الأفاعي في جلد بشر، الاقتراب منهم خطر قاتل "اللي بيخاوي العقرب، لا بد يلدغ"، فلا تورط نفسك في معارك لا تستحق، ولا تمنحهم دقيقة من وقتك.