09الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يكتب : عمارة يعقوبيان ” .. سر صاحبها الجاسوس .. وحكاية زكى رستم ( 22 )

تقف عمارة يعقوبيان فى قلب وسط البلد القاهرة صرحا شامخا تشتم من مجرد إليها رائحة التاريخ فتلك الجدران طالما شهدت أحداثا وقصصا ومواقف ، شُيّدت هذه العمارة الفخمة في ثلاثينيات القرن العشرين على يد المليونير هاغوب يعقوبيان رئيس الجالية الأرمينية ، الذي حرص على أن تتسم بتصميم معماري أوروبي فاخر ، كل سكانها كانوا من النخبة الثرية والشخصيات البارزة في المجتمع المصرى فى العصر الملكى.
بدأت قصة العمارة الشهيرة ، إبان حقبة الملكية الدستورية ، عام 1934 وبالتزامن مع النهضة العمرانية التى أحدثها الخديوى إسماعيل ، حين كلف " يعقوبيان " ، المهندس المعماري الأرمينى «جارو باليان» ، ونقش اسم صاحبها يعقوبيان على مدخلها باللغتين العربية والإنجليزي على مدخلها بالنيون المضئ.
وضع يعقوبيان في مدخل العمارة صندوق كبير يحمل تليفوناً أسود ، كان معداً خصيصاً لاستقبال «الترنكات»_ المكالمات الواردة من خارج مصر_ ومن ثم تحويلها للسكان ، كنوع من توفير الرفاهية للسكان.
تتكون العمارة من ٩ طوابق _ وهو ارتفاع شاهق آنذاك_ والمشيدة على على مساحة شاسعة _ 885 متر مربع ، في 34 شارع «طلعت حرب» بجوار سينما ميامي وبالقرب من ميدان «طلعت حرب» بوسط القاهرة تميزت أبناء الطبقة الأرستقراطية بين باشوات ووزراء وأثرياء أجانب أو من تمصروا منهم ، نظرًا لطرازها الفريد وموقعها المتميز إلى جوار مساكن الطبقة الحاكمة وصناع القرار، ومن بينهم إثنين من مليونيرات الجالية اليهودية المصرية من أبناء عائلة «موصيري».
ضمت العمارة بين ساكنيها ديانات مختلفة ، وفي أعقاب ثورة يوليو ١٩٥٢ ، وبعد إجراءات التأميم تحولت ملكية عدد من شقق العمارة ،سكن عمارة يعقوبيان عدد من المشاهير ـ أبرزهم الفنان القدير «زكي رستم»_ وعقب وفاته وضع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري لافتة كتب عليها " هنا عاش الفنان زكي رستم " تكريما وتخليدا له ولفنه وأعماله المميزة.
في أعقاب ثورة يوليو شاع أن مالك العمارة، هاغوب يعقوبيان، كان عميلا للمخابرات المصرية في اسرائيل، لكن هذه القصة عارية عن الصحة؛ فالعميل الحقيقى كان شخصاً آخر يحمل اسمًا مشابهًا هو، كابورك يعقوبيان_ عرف في إسرائيل باسم إسحق كاوتشوك.
البعض يطلق عليها إسم جروبى نظرا لوجود هذا المحل الشهير بها.
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبدالناصر محمد مدير تحرير بوابة الدولة الإخبارية والخبير المالى والإقتصادى