الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب .. سيارة مغربية جديدة كل دقيقة

يبدو أن المغرب عندما ضربت بكل التوقعات والحسابات المنطقية عرض الحائط، وفاجأت الجميع كأول منتخب كروي «عربى وإفريقي» يتأهل للمربع الذهبى بمونديال قطر 2022 كان بداية النهضة فى مجالات عدة، ولا يقتصر على كرة القدم فقط، وفى القريب ستُفجر ثورة اقتصادية على المستويين العربى والإفريقى كعلامة بارزة فى منطقة الشرق الأوسط، رغم اليقين أن الموهبة والفكر والتفوق الكروى يستوطن مناطق حضارية راسخة ومهارات بشرية متطورة قادرة على صنع المعجزات فى مجالات اقتصادية واجتماعية لو أتيحت فيها الأجواء والظروف للانطلاق والتمرد على الواقع المُر المأساوى باعتبار أن «المادة الخام» موجودة فى التخطيط والموهبة والاستيعاب والتحصيل، والعلاقة المتلازمة بين مهارة القدم والرياضة عامة والفكر، قد تحدث هزات وهبوط وتبقى الروح والإرادة الرهان أوقات التحدى.
والمغرب بدأ ينتفض وأزاح «غطاء الانكفاء» الفيروس المميت ضد التفاعل والعطاء والتميز، محتقراً أن يكون رقمًا بلا قيمة، وما أكثر الأمم التى انكفأت على نفسها، و«تمرمغت فى التقليدية» وعدم التطوير فاضمحلت وأصبحت حضارات مندثرة للتغنى والتندر معتمدة على مساعدات وفائض الآخرين!
وفى المغرب لبنات جديدة وإضافات أجمل وأثمن، وثورة صناعية واكتفاء ذاتي زراعة وإنتاجًا بات مفخرة ومصدر إعجاب المراقبين والمتخصصين.
والمغرب قِبلة مهمة للمستثمرين ذوى القيمة المضافة والاستثمارات الاستراتيجية بعيدة الأجل، ركيزته الاستقرار السياسى والاقتصادى، وقطع رقاب الفساد والمحسوبيات، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجى كبوابة لإفريقيا وأوروبا، وما يتمتع به من أيدٍ عاملة مؤهلة وبنية تحتية حديثة ومتطورة، تختصر الطريق نحو قوة اقتصادية إقليمية، بفضل منشآت وطرق برية وموانئ وسكك حديدية ممتازة.
فهى صاحبة أول مُنتج للسيارات السياحية على صعيد القارة الإفريقية، والمُصدر الأول للسيارات ذات محركات الاحتراق الداخلى إلى الاتحاد الأوروبى، وصنّعت العام الماضى أكثر من 570 ألف سيارة، بما يعادل سيارة واحدة تقريبًا فى كل دقيقة.
وفى نوفمبر، بلغت صادرات السيارات 145.9 مليار درهم «14.4 مليار دولار»، وتوقعات بتخطى200 مليار درهم فى 2026.
وبات ميناء طنجة الأكبر فى المغرب وإفريقيا والمتوسط، لسعته وزيادة صادراته.
ورغم أهمية الموقع الجغرافى والبيئة المساعدة والموانئ والمناطق اللوجستية الاقتصادية اللافتة والمميزة والتى استقطبت 1200 شركة أجنبية بإيرادات 14 مليار دولار عام 2023، إلّا أنّ جودة «رأس المال البشري» القادر على استيعاب التكنولوجيا واقتحام طرق المعرفة الوعرة وتعقيداتها هو الأبرز فى معادلة النجاح الكبير للأشقاء، وشق طريق الريادة من خلال إنتاج 3 أنواع من هذه السيارات، وتوقيع اتفاقيات لدعم التنقل الكهربائى لتطوير سلسلة قيمة البطاريات الكهربائية.
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد.