صحيفة: ترامب لن يعترف لكنه تراجع أولا فى الحرب التجارية مع الصين

بعد أن وعد بشن حرب تجارية على الصين بفرض أشد الرسوم الجمركية قسوة حتى الآن، تراجع البيت الأبيض بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسرعة وهدوء فيما يتعلق بهواتف آيفون وأجهزة الكمبيوتر الأخرى بعدما ردت بكين برفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من 84% إلى 125%، فى مؤشر على تراجعه أمام التنين الصينى.
واعتبرت صحيفة الإندبندنت البريطانية فى تحليل لها أن هذه الخطوة تمثل تراجعا حتى وإن لم يعترف ترامب بذلك، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة سيتعين عليها إيجاد أرضية مشتركة مع الرئيس الصينى شي جين بينج فى نهاية المطاف.
وقال كريس بلاكهيرست، فى تحليله إن ترامب ربما لم يجد وقتا لقراءة كتاب الفيلسوف البريطاني، برتراند راسل الصادر عام 1922 والذى يحمل عنوان "مشكلة الصين"، معتبرا أن قراءته ربما تكون مفيدة له نظرا لما يقدمه من ملمح حول كيفية تفكير الصينيين.
وأشار الكاتب إلى فقرة جاءت فى كتاب راسل تقول "الأمة الصينية هي الأكثر صبرًا في العالم؛ فهي تفكر في القرون كما تفكر الأمم الأخرى في العقود. إنها في جوهرها غير قابلة للتدمير، ويمكنها تحمل الانتظار".
واعتبر كاتب التحليل أن مثل هذه الأمثال هي التي تُحدد ثقافة الصين ونهجها، كما لاحظ راسل. واليوم، تكمن وراء استراتيجية بكين تجاه التصعيد الدراماتيكي الذي يُقدم عليه ترامب في التنافس الاقتصادى بين الولايات المتحدة وأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
وأشارت الصحيفة إلى تصعيد ترامب ضد الصين، مدعيًا فى بداية الأمر في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أنه لا استثناء لتلك السلع. وأكد "نحن ندرس أشباه الموصلات وسلسلة توريد الإلكترونيات بأكملها في تحقيقات تعريفات الأمن القومي القادمة". لذا عكس إعفاءها تراجعا.
وكعادته، لم يُدلِ الرئيس شي بتصريح وتجنب استعراض العضلات والصراخ مثلما يفعل الرئيس الأمريكي وظهر ثابتا هادئا مستعدا.
وأضافت "الإندبندنت" أن هذا لا يعنى أن الصين لن تترنح. فحسابات ترامب وحاشيته هي أن الصين بحاجة إلى الولايات المتحدة. فبدون هذا الخلل التجاري الهائل، الذي يشير إليه باستمرار، لن تجد البلاد سوقًا مكافئة لصادراتها. ويعتقدون أن شي وزملاءه يعتمدون على الولايات المتحدة في ازدهار البلاد، ولإطعام سكانها، وفي الوقت نفسه، لتغذية نمو ثروات الطبقة المتوسطة المتضخمة.