الكاتبة الصحفية هايدى فاروق: تكتب لبوابة الدولة الاخبارية - دعونا نتجمل
ماذا ستفعل أذا وجدت
نفسك في يوم وليلة مسئولا عن ثلاث مراهقين
( مشاكل جنسية وإدمان و أصدقاء سوء(
هل فكرت يوما كيف ستتعامل مع
طفل صغير من ذوى الاحتياجات الخاصة
؟
هل تعرف كيف لطفل
جديد في العائلة أن يغير من نمط حياتك كلها
؟ ماهى الأشياء التي ستقلع عنها للأبد وما هي الأشياء التي ستستغني عنها مؤقتا ؟
هل فكرت يوما أذا كان قدرك هو الحرب مع مرض شرس !!!!!!!! أعتقد أنك لم تفكر ولن تفكر في ذلك ولن تشغل بالك هذه الأمور مطلقا .
فكيف ستفكر وأنت محاصر
بدراما وسينما تعظم من أخطاؤك وتكافئك على سلبيتك وتقدم لك
نماذج تستمتع بأخطائها .
خيانة , غدر , دناءة علاقات متشابكة أطفال مشردون واهالى قلوبهم حجر قلة أصل هو يا سادة الفن الواقعي مرآة الحقيقة والتي لا
يجرؤ احد فينا الاعتراض علي دوره فلا يمكن
أن نزيف واقع نعيش فيه حتى بات التلفزيون والسينما أقرب لصفحة حوادث في جريدة يومية .
لكن التساؤل الذي
يطرح نفسه إلا يمكن أن نتجمل؟ إلا يمكن أن
نقدم فن خالص يمنحنا بعض الطاقة الإيجابية؟
لن نكذب أو نزيف لكن دعونا نقدم
, قصة إنسانية , قصة نجاح , قصة تضحية , رحلة لهزيمة مرض , خلطة
بسيطة سهلة فمن المؤكد انه لا يزال فينا من
يريد أن يشاهد مثل هذه النوعية. .
فعلي سبيل المثال
تنتج السينما الأمريكية المئات سنويا من أفلام
العنف والخيال والرعب والإثارة والدم , لكن
بالتوازي مع ذلك تنتج أيضا نسبه لايستهان بها
من الأفلام الوثائقية و السير الذاتية والأفلام الاجتماعية والإنسانية عن علاقة الأسرة وعلاقة الأولاد بالأم والأب قصص
رائعة فى فن التعامل مع الأطفال سواء الأطفال العاديون أو من ذوى القدرات الخاصة.
وهنا أريد أن أتوقف عند فيلم صدر في أوائل العام الحالي وهو فيلم (instant family )ربما لم يأخذ حقه فى التقييم , لكنى اعتبر ان فكرته فكرة مميزة .
الفيلم يدور حول فكرة تبني المراهقين , حيث أن المراهق دائما شخص منبوذ بالنسبة للأسر التي تتخذ قرار التبني ويتناول الفيلم قرار زوجان اقبلا علي تبني ثلاث أشقاء في عمر المراهقة ..
وأثر هذه التجربة
علي حياتهما كيف غيرتهما من مجرد شخصيات أنانية كانت تفكر
في تبنى طفل صغير (جميل) للخروج والتنزه به واستكمال الشكل السطحي للعائلة إلى فردان
تحملا في يوم وليل مسؤولية حقيقة لثلاث مراهقين. ..
أرجوكم ياصناع الفن
لا نريد رؤية زوج متذمر من حياته فيلقي بأولاده
ومسؤولياته ويهرب , لانريد أن نشاهد زوجة خائنة
أو أمرآة ضعيفة قليلة الحيلة لانريد رؤية شقيقة تخطف زوج شقيقتها ولا زوج يتفنن فى
خيانة زوجته حتي وان كانت هي الحقيقة , خلصونا من الطاقة السلبية التي حاصرتنا وجعلت
الجميع يستمتع أخطاؤه ساعدونا كي
نتجمل نخاطب إنسانيتنا حتي ولو همسا.