بوابة الدولة
الأحد 22 ديسمبر 2024 07:32 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
فحص 334 مواطنًا خلال قافلة طبية بعزبة النخل في الإسكندرية السيدة انتصار السيسى تتوجه بالشكر للمتطوعين فى الهلال الأحمر المصرى متطوعو وزارة الشباب والرياضةYLY يشاركون في تنظيم معرض تراثنا للحرف اليدوية الحوار الوطنى يؤكد مساندته لمواقف القيادة السياسية الهادفة لحماية مصر وشعبها وزير الأوقاف: نعمل على الارتقاء بالأداء العلمي والدعوي لتحقيق رسالة مستنيرة ماك أليستر يضيف الهدف الثاني لليفربول أمام توتنهام دوري أبطال إفريقيا.. الأهلي ينهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي أمام شباب بلوزداد ” الحرية المصرى” : حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة اتسم بالمكاشفة بشأن التحديات التى تواجه الوطن بالصور انفجار سياره ملاكي بشارع يسري راغب بحي غرب باسيوط وزير السياحة: إنشاء بنك للفرص الاستثمارية بمصر ومخططات للمقاصد السياحية السيدة انتصار السيسى تتوجه بالشكر والاعتزاز للمتطوعين فى الهلال الأحمر المصرى الحكومة تستعد لإطلاق مبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى

كمال ممدوح حمدي يكتب.. الرؤية عبر الجدران!

ربما تكون هذه
الفتاة, مثل كل الناس, في حياتها المعاشة التي كانت أو التي لا تزال .. لطالما
خاضت اشتباكات التصدي والتحدي, أو المراودة, والمهادنة مع نفسها, وكم من مرة تركت
جسدها الناحل الهزيل وارتحلت إلى الممالك التي لا تقبض فيها اليد على شيء, ثم صحت
سجينة تحت جلد يكبل فيها خطوة واحدة خارجة .. ما أبشع أن يحمل الجسد المكدود ثقل
الجسد ويمضي .. ربما كانت في عالمها المعاش أشد الناس سعادة أو أعظمهم تعاسة,
وربما كانت ممزقة بين التمني والاحباط, وربما كانت مضيعة وبائسة, أو جبارة وعنيدة
.. في كل الحالات كان لها حوارها الذي لم تجترح فيه كلمة, ولم يذع منه سر ..

حين أمسك
الفنان فرشاته, يواجه بها سطحاً أبيض بلا عمق أو دبيب صوت, كانت في رأسه تلك
الفتاة في الصورة, يعطيها من الدماغ قدراً من الحرية تتحرك فيه, ومساحة من المكان
محكم الحدود, ومزقة من الزمن تحوطها الأسوار, كان يلقنها ما شاء من حوار تقوم
بأدائه مثل دمية مسرحية, يأمرها بالفعل ويمنعها عن الكلام ..

الفنان هو الذي
أتى بها بشروط مسبقة  إلى دماغه وأمرها
بالطاعة, ولكنه حين يبدأ في إتمام جريرته, يتصيد منها خطاً بعد خط يحمله إلى
اللوحة, أو لونا بدرجة دون أخرى, كي يطلقها في النهاية من الرأس إلى اللوحة
فتعصاه. يعرف أنه سيبسط هنا مساحة من اللون الأحمر بدرجة الدم القاني, وبشكل الجزء
الظاهر من ثوبها, وهى تخطو, فتأتي المساحة فارضة عليه السكون بدلًا من الحركة,
وتأتي درجة اللون مشوبة بقتامة الحزن التي تصادر أي احتمال للفرح .. الأشكال
والألوان وهى تتشكل مثولًا لفتاة الدماغ تشتبك مع الفنان في حوار كحوار الجسد,
تعرف كيف تتحدى وتتأبى على رغبته, وكيف تنصاع لكل ما لا يهوى, فلا يملك إلا
المهادنة والتماس السلام .. أدار لنا الفنان ظهر الفتاة, وغيب ملامح الوجه حتى لا
نتعرف فيه على وجه نعرفه, أراد أن يكون مطلقاً, حالة لانسان, هو أي انسان, أراد أن
ينتهب من "خصوصية" حوار البنت في حياتها "عمومية" مستباحة,
وأراد أن يستلب من الألوان عواطفها, فإذا البنت تشيح قليلاً بطرف الوجه, لتفضح كل
ما كان يحاك ضدها .. لم يبح الفنان بكلمة من مؤامرته في ادعاء حوار للفتاة يحمله
إلينا لم يكن هو ما دار بينها وبين نفسها, ولم يكشف لنا عن سر من أسرارها, أتم
اللوحة التي استوت على سطحها الفتاة سيدة لها, فاستسلم, ووجه إليها كلماته
الأخيرة, "تخيري لنفسك ما تشائين, أو ما يختاره لك سواي .." ثم نفض يديه
عنها وراح يتصيد من الدماغ من جديد, ما يكون أكثر انصياعاً, أو عناداً ..

في غياب كامل
من المعرفة, بحقيقة الذي كان بين الفتاة ونفسها في حياتها المعاشة, وما كان بينهما
في دماغ الفنان, وفي غياب المعرفة بسلاسة الحوار أو جفافه بين الفنان وخطوطه
وألوانه, نمارس بدورنا ادعاءً جديداً لحوار جديد بين البنت ونفسها .. نتمم جملًا
ناقصة لدينا منها كلمة أو كلمتان لم تنطق بهما الفتاة في الحياة, ولم تترددا في
جنبات دماغ الفنان, وننسج الحكايات التي ما كان منها شيء, وندعي – نيابة عنها,
وعنه – من المواقف ما يزينه الزيف والاجتسار .. هنا نستعيد للآخرين حياة لم تكن
لهم ونبتهج, ونحكم الخطوات النهائية للمؤامرة وندعي ذكاء يفضح تدبير الأخرين ..
هنا نمارس دون أن ندري مشاركة في حياة وهمية للفتاة, ومشاركة لفعل ابداعي للفنان,
كي نتمم للفن غايته, نصنع منه المرآة التي لا تعكس وجوها لنا إلا بأروع وأحب ما
نهوي ..

ما أراه –
يقيناً – ليس ما تراه, في بنت هى الآن تمر بلحظة قصيرة ودقيقة برحابة دهر .. !
بانتظار ما يصدر به القرار, ينصفها على نفسها, أو ينصف نفسها عليها, فحركة اليد
فوق الباب تفتحه وترده في فعل واحد, بين المراودة في اتخاذ القرار والعدول عنه,
ربما كانت تريد الخروج على غير رغبتها, مدفوعة بأمر, أو منساقة لرغبة, خطت كل
رحابة الدار نحو الفعل حتي بقيت الخطوة الأخيرة لتمامه فتوقفت .. ربما كانت هى
الراغبة حتى ردتها نفسها, وربما كانت نفسها هى الأمارة حتى تصدت لها بالعصيان,
ولكن النتيجة النهائية بعد لم تكتمل .. ربما كانت وحيدة طالت واستطالت عليها أيام
الانتظار للغائب الحبيب, تسمع حفيف الأوراق, ولكنها تدفع بنفسها إلى تصديق أوهام –
تعرف أنها أوهام – بأن تلك هى خطوات الغائب يقترب, تجري, تجتاز رحابة الدار في
قفزة واحدة, تفتح الباب وهى عارفة بأن أحدالم يأت, فيفاجئها وهج شمس يخطف البصر,
تطرق الرأس وتنخرط في بكاء هى التي صنعت أسبابه .. ! بيت فقير على ما يبدو, طيني
صنع بابه من خشب شجر لم يشذب, وغرست فيه مسامير من الخشب, وأسرة من أم مقعدة, وبنت
تربّت على الحياء من صورتها في مرآة, جاءها قادم فنهضت البنت تحدثه من خلف الباب,
يمنعها الحياء أن ترفع وجهها رغم أنها تعرف أن أحداً لن يراها, بيت فقير, يقع في
نهاية زقاق مسقوف, فها هو الفنان قد أدخلنا البيت, وأوقفنا خلف الفتاة نرى امتداد
الزقاق الذي ضن برؤيته على الفتاة, فستره عنها الباب المفتوح, يطلعنا داخله على
كآبة الدار التي استحالت فيها كل الأشياء والألوان إلى دكنة وقتامة, حتى الضوء
المراق على عتبة الدار من خارجها, يتشح بغلالة سوداء حين يخطو للداخل, ومع ذلك يضن
ببصيص منه الفنان على الفتاة, فلا يطال منها طرف الثوب أو مقدمة القدم أو ظهر
الكف, يضيء فيه جانباً .. حتى الباب, ذلك المنفذ الذي يمكن أن تنسرب منه الهموم
إلى الخارج, أو تدخل عبره البهجة من الشارع, يؤطره الفنان بشريط من السواد, محال
أن يكون لون طين الجدران ..

للفعل الذي تهم
به الفتاة وتتراجع عنه احتمالات بعدد العيون التي تطل على اللوحة, كلها نسج جديد
وادعاء لحوار لم يكن ما دار برأس الفنان, قبل أن تعصاه الألوان, تلامس طرفاً من
حوار دار بين الفتاة ونفسها إلينا, لتخبرنا بالحقيقة, كي نحررها من سجون نودعها
فيها ..!

اللوحة للفنان عبد الجبار اليحيا, لو قلت إنها إحدى اللوحات الضائعة لفنان فذ مثل فيرمير لصدق الناس, فكلاهما, اليحيا في هذه اللوحة وفيرمير في كل أعماله تقريباً, كان صياداً ماهراً للحظة المحال, ذلك الزمن الآخر الذي لا ندركه, الواقع بين زمني فعل, وفعل لاحق, كتلك التي فتحت نافذة ومدت يدها بالماء إلى النباتات, لا نعرف هل روتها وتسترد يدها, أو تزمع سقياها وتهم بصب الماء, أو تلك التي مدت يدها بالكاد تلامس وترا في آلة موسيقية, لا نعرف هل شدت الوتر وتركته للتو يستنفد اهتزازاته ونشيجه, أم انها تهم بشده وتتحفز لتحريض الأنين فيه .. كذا هذه الفتاة هنا, دخلت تهم باغلاق الباب, أو خارجه تشد إليها الباب حتى يتسع عن آخره, لم يكتمل الاغلاق أو الفتح, كي يظل مقبوضاً عليه ذلك الزمن الآخر, ومجمداً على ثبات أبدي, مع أنه في الحياة يندس مختبئاً في زمن فعل يسبقه أو زمن فعل يلحق به, يظل مقبوضاً عليه ذلك الزمن المحال, وتظل مطروحة كل الاحتمالات, لتضج اللوحة بجمال كل ما ليس ماثلًا فيها للعين, على نحو ما أشار مالا رمية: "الجمال في اللوحة, هو في كل ما يقع خارج اطارها" ربما ..!

إعلامي ومفكر موسوعي

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى22 ديسمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.8700 50.9697
يورو 53.0523 53.1665
جنيه إسترلينى 63.9385 64.0791
فرنك سويسرى 56.9589 57.0770
100 ين يابانى 32.5214 32.5873
ريال سعودى 13.5411 13.5699
دينار كويتى 165.1141 165.4915
درهم اماراتى 13.8493 13.8780
اليوان الصينى 6.9714 6.9859

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4309 جنيه 4286 جنيه $84.33
سعر ذهب 22 3950 جنيه 3929 جنيه $77.30
سعر ذهب 21 3770 جنيه 3750 جنيه $73.79
سعر ذهب 18 3231 جنيه 3214 جنيه $63.25
سعر ذهب 14 2513 جنيه 2500 جنيه $49.19
سعر ذهب 12 2154 جنيه 2143 جنيه $42.16
سعر الأونصة 134012 جنيه 133301 جنيه $2622.88
الجنيه الذهب 30160 جنيه 30000 جنيه $590.29
الأونصة بالدولار 2622.88 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى