اغتيال عباس حلمى .. هل أوقف حركة التقدم والنهضة ولحق بعهده سمعة سيئة ؟
اليوم تمر ذكرى رحيل، ثالث حكام مصر فى العصر الحديث، بداية من حكم أسرة محمد على باشا، هوعباس حلمي الاول ، الوالى الذى تولى الحكم خلفًا لعمه إبراهيم نجل محمد على، وكان ذلك فى 24 نوفمبر سنة 1848، إذ اغتيل فى مثل هذا اليوم 13 يوليو من عام 1854م، ويعتبر البعض عهده عهد رجعية وقفت فيه حركة التقدم والنهضة التى ظهرت فى عهد جده محمد على باشا، كما لحق بعهده سمعة سيئة، فما هو سبب تشويه سمعته وغموض عهده؟.
عباس حلمى الأول، هو ابن محمد على ولد سنة 1822، وهو عم سلفه الخديوى عباس حلمى الأول إلا أنه أصغر منه سنًا، واختار له والده السلك البحرى فدربه على فنون البحرية، ولما أتم دراسته انتظم فى خدمة الأسطول (قومندانا) ووصل فى أواخر عهد أبيه إلى منصب القائد العام للأسطول.
وحول توقف حركة التقدم والنهضة التى ظهرت فى عهد جده محمد على، ماذا فعل عباس حلمى؟، فعندما تولى عباس حلمى حكم مصر، هدمت أحلام وآمال رفاعة الطهطاوى، حيث أغلق عباس مدرسة الألسن التى ظلت مفتوحة 15 عاما، لعدم رضاه عن سياسة جده محمد على وعمه إبراهيم باشا، وأوقف أعمال الترجمة وقصر توزيع الوقائع على كبار رجال الدولة من الأتراك، ونفى رفاعة إلى السودان عام 1849م، ليعبث عباس بوجه الثقافة والمشروع النهضوى الكبير، الذى رسمه رفاعة.
وبالفعل نفى عباس حلمى الأول رفاعة الطهطاوى، إلى السودان بحجة توليه نظارة مدرسة ابتدائية يقوم بإنشائها هناك، فتلقى رفاعة الأمر بجلد وصبر، وذهب إلى هناك، وظل هناك فترة دون عمل استغلها فى ترجمة رواية فرنسية شهيرة بعنوان "مغامرات تلماك"، ثم أنشأ المدرسة الابتدائية.
أما عن سبب تشويه سمعته وغموض عهده؟، فيقول الكاتب طاهر الطناحى فى مجلة الهلال "عدد ديسمبر "939): أما السبب فى غموض عهد عباس وتشويه سمعة حكمه فهو من صنع المؤرخين الأوروبيين الذين ساءهم منه اعتزاله الأجانب الذين كانوا يسعون بنشاط فى نشر نفوذهم إلى سائر مرافق البلاد فأعرض عن كثير منهم وأراد أن يقوى الروح الوطنية فى البلاد فأثار ذلك نفوسهم وتناولوه بالسعاية والذم واتهموه بالرجعية والجمود ومحاربة الإصلاح وكتب عنه مؤرخوهم فخلعوا عليه أوصاف القسوة والضعف والتأخر وألقوا على عهده سحبا كثيرة من الغموض وقد زعموا أنه أرجع البعثات العلمية التى أرسلها جده محمد على الكبير إلى أوروبا، ولم يرسل بعوثا أخرى وذكر البعض أنه لم يرسل غير 19 طالبا لوقت محدد والحق أن عباس باشا لم يقل عن جده محمد على باشا الكبير عناية بالتعليم وإرسال البعثات إلى أوروبا.