حكايات وكواليس وأسرار.. النوستالجيا تسيطر على معرض القاهرة الدولى للكتاب
دائما ما ينجذب الإنسان نحو الماضى والحنين لأى ذكريات قديمة، فقد يكون جزءا منها أو أنه يستعيد ما فات من فترات يشعر فيها بدفء المشاعر والوجدان، فيتذكر عائلته، من خلال مشاهد عبر فيلم بالأبيض والأسود، أو من خلال سماع أغنية لمطربى الزمن الجميل، ويبدأ ذهنه فى استرجاع ما عدى وفات، وقد لاحظنا خلال تجولنا فى معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ52 أن النوستالجيا تسيطر على الموقف، لنجد مجموعة من الكتاب وجدوا أن تلك الحقبة ملاذ للحكايات والأسرار والكواليس والمفاجآت، فقدموا مجموعة من الإصدارات عن نجوم العصر الذهبى فى مختلف المجالات سواء الدين أو الفن.
"مذكرات محمد رشدى" لـ سعيد الشحات
مذكرات محمد رشدى
يستعرض الكاتب الكبير سعيد الشحات، عبر كتابه "مذكرات محمد رشدى" تفاصيل كثيرة من حياة الفنان الكبير منذ مولده وحتى رحيله، والتى صاغها بطريقة فنية وعلمية فى الوقت نفسه، بحيث تصبح شاهدا على عصر كامل من الثقافة والفن المصرى.
وقال الكاتب الكبير سعيد الشحات، إن علاقته بالفنان محمد رشدى بدأت نهايات الثمانينيات وبداية التسعينيات، عندما أجرى معه حوارا نشر على 4 صفحات فى مجلة "الموقف العربى"، التى كانت تصدر فى قبرص باللغة العربية، وأعجب "رشدى" بالحوار بعدما قرأه، وأثنى على طريقة الكتابة، وعرض على "سعيد الشحات" كتابة مذكراته، مؤكدا أن لديه الكثير الذى يود قوله.
وأضاف سعيد الشحات: بالفعل بدأنا مجموعة من اللقاءات فى بيته فى فيلا أدهم بمنطقة الدقى، كنا نلتقى مرتين فى الأسبوع وفى كل مرة نتحدث ونسجل على شرائط الكاسيت ساعتين أو أكثر، وقمت بعد ذلك بتفريغ هذه الحلقات وأصبحت جاهزة للنشر.
وتابع سعيد الشحات: ظلت المادة موجودة ولم أنشر منها سوى أربع حلقات فقط فى جريدة الحياة بعنوان "شىء من الذكريات" كنت أريد أن أنشر المادة فى حلقات صحفية ثم أعيد نشرها فى كتاب بعد ذلك، والفنان محمد رشدى كان مهتما بوجودها فى كتاب، ومع مشاغل الحياة، وتوالى الأيام دخلت المذكرات دائرة النسيان.
"تاريخ الغناء المصرى" لـ نبيل حنفى محمود
تاريخ الغناء المصرى
يستعرض الكاتب الكبير الراحل الدكتور نبيل حنفى محمود، عبر إبداعه «تاريخ الغناء المصرى»، قضايا الفن من الزاوية التاريخية برؤية تحليلية عميقة، ويجمع الكتاب ثلاثة عشر فصلا من تاريخ الغناء المصرى فى عصره الذهبى الأخير، وزعت على ثلاثة أبواب، ضم الباب الأول منها خمسة فصول شملت: عصر جديد من الغناء، معيار خلود العمل الغنائى، تغريب الغناء العربى، مشكلات الأصوات الجديدة والزعماء، وأغانى الرثاء.
وشمل الباب الثانى ثلاثة فصول اهتمت بما شهده الغناء المصرى فى عصره الذهبى الأخير من معارك فنية ومنافسات، وجاءت تحت مسميات «تاريخ من الغيرة والتنافس والتأثير المتبادل»، و«يا ناسينى» و«العندليب فى معارك ملتبسة»، وشمل الباب الثالث الذى اتخذ له عنوان شخصيات غنائية على خمسة من أعلام الغناء المصرى فى عصره الذهبى وهم، محمد عثمان، شادية، بليغ حمدى، أحلام، كمال الطويل، وتمثل حكايات مسيرتهم مع الغناء، بالإضافة إلى الحكايات التى وردت بالبابين الأول والثانى، ومشاهد مجسمة للأدوار التى لعبها الغناء المصرى فيما مر به المجتمع المصرى من أحداث ووقائع.
ويقول الكاتب الكبير سعيد الشحات، عن الكتاب، أنه فى عدة فصول شديدة الجاذبية عن المنافسات كتلك التى حدثت بين محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش، ويتحدث عن الخلافات التى أدت إلى التباعد تارة بين أطرافها وخسارة الفن بسببها، كما حدث بين أم كلثوم والسنباطى، لفترة، ويتناول المعارك الملتبسة للعندليب عبدالحليم حافظ وأشهرها معركته فى الإقلال من قيمة سيد درويش، ما فتح عليه النار من أقلام صحفية، وأخرى مع محمد التابعى بسبب اللغط الذى أثاره عبدالحليم حول اسم أم كلثوم بين يوليو 1964 ويوليو 1965.
كتاب الفنان الكبير سمير صبرى «حكايات العمر كله» جاء مليئا بالأسرار والحكايات، وأعاد إلينا قصص العندليب الأسمر، وحكايات كوكب الشرق أم كلثوم، وزاد حنينا إلى السندريلا سعاد حسنى، وأوجد بداخلنا «حنين العمر كله» إلى هذا الزمن الذى لا يزال صداه حيا بداخلنا، ولا يزال نجومه أصحاب سطوة على قلوبنا ومشاعرنا معا.
وفى الكتاب يروى سمير صبرى الكثير عن المصادفات التى غيرت حياته وأسرار زواجه الذى أخفاه عن عائلته وعن ابنه الذى تركه يعيش فى إنجلترا وعن قصص حبه لـ3 نجمات وعن ورطة صنعت منه المذيع النجم، وجاء كما توقعنا بالضبط، حافلا بالأسرار والحكايات التى عرفها «سمير صبرى» عن قرب.
ويحسم الكتاب الجدل حول قصص زواج أم كلثوم التى يراها خطا أحمر، ويؤكد أن عبدالحليم كان يموت من الغيرة على سعاد حسنى، ويبحث عنها كل ليلة فى سهرات نجوم المجتمع، ويقسم أن «السندريلا» لم تمت منتحرة ويروى تفاصيل الأيام الأخيرة فى حياتها وكيف كانت ترفض الحياة من أموال الأثرياء العرب.
«شيوخ الطرب.. الإسلام والفن والموسيقى والقرآن» لـ عادل السنهورى
قدم الكاتب الصحفى الكبير عادل السنهورى، عبر كتابه «شيوخ الطرب.. الإسلام والفن والموسيقى والقرآن»، أجوبة عن عدة تساؤلات مهمة ما زالت تشغل الناس فى كثير من البلدان العربية والإسلامية هل الإسلام ضد الفن.. وما علاقة القرآن بالموسيقى ومقاماتها.. ولماذا انطلق الغناء فى نشأته الأولى فى مصر عبر حناجر «المشايخ» و«الأزهريين» و«حفظة القرآن».. أسئلة عديدة شغلت الكاتب أثناء إعداد هذا الكتاب.
ويقدم للكتاب المايسترو سليم سحاب، فى مقدمة بحثية تؤصل للظاهرة التى بدأت من الأزهر فى العصر الحديث وأسبابها، ويتناول الكتاب سيرة حياة نحو 26 من شيوخ الطرب من خريجى الأزهر الشريف ودارسى العلوم الشرعية ومن حفظة القرآن الكريم منذ القرن الـ19، بداية بالشيخ المعلم محمد عبدالرحيم المسلوب والشيخ محمود صبح ودرويش الحريرى ومحمد رفعت وسيد درويش والحامولى وسلامة حجازى وأبو العلا محمد وحتى الشيخ سيد النقشبندى وسيد مكاوى وإمام عيسى وأبو العينين شعيشع.
ويؤكد الكاتب أنه «بعد بحث وقراءة فى عدة مصادر عن العلاقة أيقنت أن العلاقة وثيقة وعميقة بين الفن عموما والاسلام وبين القرآن والموسيقى، لذلك تولى «مشايخ الغناء والطرب» المسؤولية من البداية وعرف المصريون فن الغناء من خلالهم، حتى الذين جاءوا من خارج منظومة المشايخ من مشاهير الغناء من أمثال الموسيقار محمد عبدالوهاب والسيدة أم كلثوم فى عشرينيات القرن العشرين، كان لزاما عليهم أن يمروا ويتعلموا هذا الفن ومقاماته من الأساتذة الأوائل.. من الشيخ عبدالرحيم المسلوب فى أواخر عهد حكم المماليك والشيخ محمود صبح ودرويش الحريرى وعلى محمود، وصولا الشيخ إمام عيسى، مرورا بالشيخ زكريا أحمد والنقشبندى والشيخ محمد رفعت وسيد مكاوى وغيرهم.
كتاب «اسمى بولا.. نادية لطفى تحكى» لـ أيمن الحكيم
اسمى بولا
يقدم لنا كتاب «اسمى بولا.. نادية لطفى تحكى» لـ أيمن الحكيم، جوانب وأسرارا فى حياة الفنانة الكبيرة نادية لطفى، والذى يكشف لنا أسباب اختيار اسم مسيحى لها عند ولادتها وتهديدات شيخ الجامع لأبيها، إلى جانب انهيارها عندما نشرت جريدة إسرائيلية كذبا وافتراء عن قائمة فنانات كن عميلات لإسرائيل ومن بينهن نادية لطفى، حيث دخلت الفنانة فى نوبة بكاء، وقالت: «يا ريتهم طعنونى فى شرفى ولا اتهمت بالعمالة لإسرائيل»، كما يكشف الكتاب كواليس علاقة الصداقة والعمل التى جمعتها بالعندليب الأسمر.
قدمت الكاتبة الصحفية الكبيرة زينب عبداللاه، للقراء عبر «فى بيوت الحبايب.. الأبناء يفتحون خزائن الأسرار»، وجوها أخرى فى سير لمشاهير وأعلام صاغوا الوجدان المصرى طوال سنوات وهو كتاب توثيقى واستقصائى مكتوب بحبر القلب.
تكشف الكاتبة الصحفية زينب عبداللاه خلال رحلة دخلت فيها بيوت أكثر من 20 شخصية من مشاهير الفن والتلاوة والإنشاد الجوانب المجهولة والتى لا يعرفها الجمهور عن حياة هؤلاء العظماء والمبدعين.
وقالت زينب عبداللاه، فى مقدمة كتابها: «فى هذا الكتاب نحاول أن نرد جزءا من جميل أحباب ندين لهم برصيد الجمال الراسخ فى وجدان الملايين.. عظماء ومبدعون ذابوا كالشموع لينيروا طريقا للحب والفن والإبداع يمتد عبر أجيال، وأفاضوا علينا نهرا من الجمال ننهل منه فيزيد ولا ينقص».
كتاب «الضاحك الباكى» لـ محمد الغيطى
الضاحك الباكى
طرح الإعلامى والسيناريست محمد الغيطى، روايته «الضاحك الباكى» عن قصة حياة الفنان الكبير الراحل نجيب الريحانى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بدروته الحالية، ويتناول من خلاله مسيرة نجيب الريحانى، لأن الفنان نجيب الريحانى يستحق أن توثق سيرته.
ويقول «الغيطى»: الفنان نجيب الريحانى اسمه بالكامل نجيب إلياس الريحانى هو فنان كوميدى لقب بـ«زعيم المسرح الفكاهى»، حيث ظهرت موهبته فى عمر صغير، لكن نجاحه أتى بعد الكثير من المعاناة، وكان ملما بالأعمال الأدبية للكثير من الأدباء العرب والفرنسيين، كما يرجع له الفضل فى تطوير المسرح والفن الكوميدى العربى بأفكاره واسكتشاته المبتكرة آنذاك، كانت أعماله الأولى تقليدا لأعمال غربية لكنها أصبحت فيما بعد انعكاسا للحياة والواقع فى مصر بطريقة ساخرة وكوميدية.
«مذكرات عمر الشريف والنوم مع الغرباء» لـ السيد الحرانى
مذكرات عمر الشريف
كتاب «مذكرات عمر الشريف والنوم مع الغرباء»، للكاتب السيد الحرانى، يستعرض فيه حياة الفنان العالمى عمر الشريف، ويستند فى كتابه إلى أقوال الفنان العالمى من خلال المصادر الإنجليزية والفرنسية والعربية سواء كانت لقاءات تليفزيونية أو إذاعية أو صحفية أو كتب صدرت على لسانه أو عنه.
الكتاب يطرح ويجيب عن الكثير من الأسئلة الشائكة حول حياة الفنان العالمى وجاء جزء منها: لماذا زار صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، عمر الشريف فى منزله بالزمالك؟ لماذا وجهت له اتهامات السب والإساءة إلى شخص الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر؟ لماذا تمت مقاطعة أفلامه بقرار من جامعة الدول العربية؟ لماذا طلب منه الرئيس المصرى الراحل أنور السادات العودة إلى مصر؟ وما الدور الذى لعبه فى عقد اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل؟.