سعيد صالح والزعيم.. أشهر ثنائى فنى بدأ من مدرسة السعيدية
في أحد اللقاءات النادرة، كشف سعيد صالح الذى تمر اليوم ذكري ميلاده( 31 يوليو عام 1940)، كواليس صداقته بالزعيم عادل إمام، قائلا: "إحنا كنا زملاء فى المدرسة السعيدية، ومكنش حد يقدر يستحملنا فى ثانوى، بس كانوا ساعات بيستحملونا عشان دمنا كان خفيف»، ومن بعد الثانوية، تفرق الصديقان، ولكنهما التقيا على خشبات مسرح الجامعة قبل أن ينطلقا من خلال مسرحية "مدرسة المشاغبين" .
وفى ذكرى وفاته نتذكر كيف شكل الفنان الراحل سعيد صالح ثنائيا فنيا مع عادل إمام، وكان مشهد مقتل سعيد صالح ليأتى الزعيم ليأخذ ثأر صديقه شبه مكرر فى معظم الأعمال التى جمعت النجمين، ومنها "سلام يا صاحبى"، و"الهلفوت"، و"على باب الوزير"، و"أنا اللى قتلت الحنش"، و"المشبوه"، واتهم النقاد الراحل سعيد صالح بأنه ارتضى أن يكون "سنيدًا" للزعيم، رغم أنه سبقه بالبطولة المطلقة.
البعض أرجع تفوق الزعيم لذكائه وإقناعه لسعيد صالح بأن يلعب الدور الثانى أمامه، رغم موهبته الجامحة التى أشاد بها النقاد والفنانين، ورغم ذلك حققا سويًّا نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا لا يمكن الإغفال عنه.
قال فى أحد لقاءاته متذكرا مشهده فى فيلم المشبوه: "أنا وعادل إمام عملنا شغل حلو قوى فى كل أفلامنا ومن ساعة مابطلت اشتغل معاه مبقتش أفلامه زى الأول"، ليتبع ضاحكًا: "لا أنا بهزر عادل بيعمل أفلام حلوة قوى.. لأنه شاطر وذكى والناس بتحبه.. ولو طلبنى بكرة هروح اشتغل معاه".
بعد عرض فيلم "الجردل والكنكة" الذى شارك فيه صالح بدور صغير انتقده بعض الصحفيين، رد قائلاً: "عادل صاحبى ولو طلبنى فى أى حاجة هعملها على طول"، وبعدها وافق على الظهور كضيف شرف فى فيلم الواد محروس بتاع الوزير، ثم شارك أيضًا كضيف شرف فى فيلم أمير الظلام.
كان فيلم زهايمر آخر الأفلام التى جمعت الصديقين، وكان سعيد صالح وقتها يمر بأزمة صحية كبيرة، وفسر النقاد مشهد بكاء عادل إمام، بأنه كان يبكى بالفعل صديقه سعيد صالح صديق عمره.
مخرج فيلم "زهايمر" عمرو عرفة، تحدث عن كواليس مشهد الزعيم وسعيد صالح فى الفيلم، قائلا: "مش عارف أخرجت المشهد ده إزاي .. قبل ما أصوره كنت بعدي علي ا. سعيد صالح كل يوم احكيله المشهد و كإنه بيسمع لأول مره و كنت مرعوب بس مش شايف حد غيره يعمل الدور و لما جه التصوير قال كلام غير اللي في السيناريو بس نفس المعني و أحلي .. الله يرحمك يا عّم سعيد علي بالي طول الوقت".
وسأله واحد من المتابيعن: "أظن دموع الأستاذ عادل إمام كانت حقيقية في نهاية المشهد" ليرد عمرو عرفة: "حقيقية جدا".
وفى صباح يوم الجمعة الأول من أغسطس 2014، رحل عن عالمنا سعيد صالح، إثر أزمة قلبية حادة، ودفن فى مسقط رأسه فى المنوفية، حينها لم يسلم الثنائى من الشائعات، وقيل إن عادل إمام لم يحضر جنازة رفيقه لأنه كان فى «المصيف»، الأمر الذى نفاه عادل إمام فيما بعد قائلاً: «سعيد جزء من حياتى ويعلم الله أننى لم أفارقه لحظة وكنت دائم السؤال عنه..وعندما أجد صعوبة فى الوصول له كنت اتصل بابنته هند التى أحبها مثل ابنتي، وبكل أسف فإن الوفاة حدثت وأنا فى زيارة لمدينة دبي، وكنت أتمنى أن أكون فى وداعه، فقد كان صديقا مخلصا وفنانا موهوبا بمعنى الكلمة»، وأضاف: «إن رحيله كسر ظهري».