غياب الولاء والفساد.. فاينانشيال تايمز ترصد أسباب انهيار الجيش الأفغانى
رصدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أسباب انهيار الجيش الأفغانى السريع على الرغم من المليارات التي تم إنفاقها على تدريبه وتسليحه.
وقالت الصحيفة إنه قبل ستة أسابيع فقط، بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن واثقا أن أكثر من 300 ألف من رجال قولت الدفاع الوطنى والأمن الأفغانية لديهم التدريب والعتاد والكفاءة اللازمة لمنع استيلاء طالبان على البلاد بعد الانسحاب الأمريكي.
وقال بايدن فى أوائل يوليو الماضى إن احتمالية سيطرة طالبان على كل شيء وامتلاك البلاد كلها غير مرجحة بشكل كبير. لكن برغم التفوق الكبير للقوات الأفغانية فى السلاح والتدريب، فإن مقاتلى طالبان شنوا هجوم مكنهم من استعادة السيطرة على البلاد.
وانهارت قوات الجيش الأفغانى ببساطة، تنحت أو تقتهرت إلى قواعدها، على الرغم من المليارات التي تم إنفاقها على التدريب والعتاد من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وفى بعض الأحيان تركوا أسلحة متقدمة.
ويقول مسئولون عسكريون غربيون سابقون، وأكاديمون مستقلون إن انهيار القوات المسحة الأفغانية يعكس خبية الأمل العامة الواسعة من حكومة الرئيس أشرف غنى، والفساد المزمن وسوء الإدارة داخل القوات المسلحة والافتقار الكير للثقة بين القوات بأن بإمكانهم الفوز على طالبان بدون الدعم العسكرى والاستخباراتى الأمريكي.
وقال مايك مارتن، الضابط البريطاني السابق ومؤلف كتاب عن حرب أفغانستان، إن المشكلة فى الجيش ليس غياب التدريب أو الأسلحة، فالأمر الأكثر أهمية فى الحرب هو السياسة. وأوضح مارتن، أن غنى الذى عمل بالبنك الدولى وألف كتابا عن إعادة إعمار الدول الفاشلة قبل انتخابه رئيسا عام 2014، افتقر للمهارات السياسية لجعل الجماعات الإثنية المختلفة فى البلاد موالية لفكرة الإجماع الوطنى.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه عندما واجه العديد من الأفغان الانسحاب الأمريكي الوشيك، طغت الروابط العرقية والقبلية وحتى الأسرية على أي ولاء قد يشعرون به للجيش الأفغانى الناشئ، مما مكن قادة طالبان الإقليميين من التفاوض بشأن الاستسلام السلمى تقريبا للعديد من القوات.