ذكرى رحيل نجيب محفوظ.. قصص صاحب نوبل ”همس الجنون ودنيا الله” الأبرز
برع الأديب العالمى نجيب محفوظ فى كتابة الرواية، وأصبح عميد الرواية العربى، وكانت طريقه للحصول على جائزة نوبل فى الآداب عام 1988، لكنه كتب فى كل أنواع الكتابة الأدبية كتب القصة والمسرح والمقال الأدبى، والسيناريو للسينما، لكن دائما يبقى سحره الأبرز فى فن الرواية.
وتمر هذه الأيام الذكرى الخامسة عشر على رحيل أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ، الذى غاب عن عالمنا فى 30 أغسطس عام 2006، تاركا خلفه تراثا أدبى فريد، وأعمال تغنى بها المكتبة العربية، وتضع الرواية المصرية فى مصاف الروايات العالمية.
كتب نجيب محفوظ عشرات الأعمال الروائية والقصصة، من بينهم حوالى 20 مجموعة قصصية، من أبرزها:
همس الجنون
همس الجنون أول مجموعة قصصية من تأليف نجيب محفوظ. هى عبارة عن مجموعة من القصص وقعت فى القاهرة. القصص تدور معظمها حول الفضائح سواء فى المجتمع الراقى أو فى عالم القاهرة السفلى ولا تخلو القصص من نزعة وطنية. وقصص المجموعة كانت قد نشرت متفرقة فترة الثلاثينات فى جرائد ومجلات مختلفة. وتعتبر قصة "ثمن الضعف" التى نشرت أول مرة فى أغسطس 1934 أول قصص نجيب محفوظ. ويذكر نجيب محفوظ عن تاريخ صدور المجموعة: "قد لا يدرى القارئ أن همس الجنون نشرت لأول مرة بعد ظهور زقاق المدق وليس فى عام 1938 كما هو مكتوب فى قائمة مؤلفاتي".
دنيا الله
هى عبارة عن لوحات بالغة الجمال من حياة الناس مليئة بالكثير من اللمحات الإنسانية الرائعة، رصد فيها نجيب محفوظ الكثير من التفاصيل الهامة فى حياة أشخاص من طبقات وظروف مختلفة فى صور جمالية ومختصرة.
المجموعة القصصية "دنيا الله" تؤكد أن نجيب محفوظ لم يكن يكتب إلا ليكشف حقيقة الدنيا، ويحذر الناس من زيفها! يفعلها دائما بذكاء بارع، وبخفاء لطيف، لكن قصص (دنيا الله) بالذات تكاد تصرخ برسالته تلك! حتى فى عنوان الكتاب، الذى هو نفس عنوان القصة الأولى، وتتوالى القصص فى سرعة وذكاء وعمق لتهدم ما استطاعت من أقنعة (دنيا الله)، لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد.
الحب فوق هضبة الهرم
تضم المجموعة، ثمانية قصص كل قصة حياة متكاملة، لا يوجد بها شبهة اختصار، اختلطت فيهما الرمزية بالواقعية بصورة متناسقة، وهم: "نور القمر، أهل القمة، السماء السابعة، سمارة الأمير، الراجل والآخر، صاحب الصورة، الحب فوق هضبة الهرم، الحوادث المثيرة، صدرت طبعتها الأولى عام 1979 مع تصاعد تأثيرات الحروب التى خاضتها مصر، وكذلك السياسات الاقتصادية الجديدة فى عهد الرئيس السادات.
8 قصص اختلطت فيها الرمزية بالواقعية بصورة متناسقة بصورة مذهلة، كل قصة حياة متكاملة لا يوجد بها شبهة اختصار، فالجرعة الأدبية متكاملة الأركان وثيقة الوضوح بديعة التكوين، كل قصة تقدم لك درسًا حياتيا كاملا، مع تركيز على المساوئ البشعة لما فعلته الرأسمالية والجشمع المصرى بالبشر.
خمارة القط الأسود
تتمحور أحداث "خمارة القط الأسود" حول خمارة يتعايش زبائنها مع قط أسود، ولا يبخلون عليه ببقايا طعامهم، وحين تمكنت الخمر من عقولهم وشرعوا فى الغناء، إذا برجل غريب عن الحى وعن الخمارة يحذرهم: أنتم سعداء إذا طلع الصباح عليكم.
كتب نجيب تلك القصص بعد نكسة 67 فمن يقرأ تلك القصص سيشعر بالحزن أو الاحباط من تلك الحرب، ويقول نجيب فى محفوظ ضمن أحداث القصة: "إما أن الذاكرة خدَّاعة كاذبة تختلق ما لا أصل له، وإما أن الدنيا تتغيَّر بقوة لا ترحم الذكريات".
أصداء السيرة الذاتية
أصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ كتاب مكون من نصوص قصيرة تجمع بين السيرة الذاتية والتأمل الفلسفى والحدث القصصى المركز. نشر أولا على حلقات فى أخبار الأدب، ثم أصدره لأول مرة ناشره الأول سعيد جودة السحار مالك دار مكتبة مصر للنشر سنة 1995. آخر طبعاتها كانت من دار الشروق فى 2006.
لم يكتب نجيب محفوظ سيرته الذاتية بشكل مباشر، وكما قال "هناك عشرات المقابلات معى فى مختلف وسائل الإعلام ولا حاجة توجد لكتابة سيرتى الذاتية". لكنه تحدث بطريقة غير مباشرة عن طفولته وصباه وشبابه ورجولته وأزمته الفكرية وخبراته السياسية والحياتية.
احتوى الكتاب على أكثر من 200 فقرة لكل منها عنوان وبداية ونهاية. واختار نجيب محفوظ لهذه المجموعة اسم "أصداء" لينفى عنها صفة السيرة الذاتية، إلا أننا نجد حياته ملخصة فى جميع قصص المجموعة، وهى عبارة عن مقاطع قصيرة للغاية ومكثفة ورمزية.
أحلام فترة النقاهة
أحلام فترة النقاهة هى آخر أعمال نجيب محفوظ. نشرت على حلقات فى مجلة نصف الدنيا ثم جمعت فى كتاب. وهى أول عمل لنجيب محفوظ تنشره دار الشروق. تضمن الكتاب 150 حلما، عبارة عن نصوص أحلام وشذرات من أحلام أضيف إليها أحلام متخيلة. ومحفوظ فى هذا الكتاب وفى أصداء السيرة الذاتية لم يلزم نفسه بحدود نوع أدبى واحد. تُرجم الكتاب إلى الفرنسية والإنجليزية. ويذكر "ريموند ستوك" مترجم الكتاب إلى الإنجليزية أن أحلام فترة النقاهة تحمل من السيرة الذاتية لنجيب محفوظ أكثر مما حملته أصداء السيرة الذاتية. وقد أصدر الطبيب يحيى الرخاوى كتابه "عن طبيعة الحلم والإبداع" وهو تحليل نفسى لكتاب نجيب محفوظ. فى عام 2015 نشرت دار الشروق كتاب "الأحلام الأخيرة" الذى احتوى على 291 حلما لم تنشر من قبل.