بعد تتويجها بلقب بطولة أمريكا المفتوحة للتنس.. البريطانية رادوكانو «موهبة من السماء»
عندما تنالي إشادة نجم الروك ليام جالاجر واصفا إياكي بأنك «موهبة من السماء» وأنت في سن الثامنة عشرة، فهذا على الفور يضعك في دائرة الضوء ويحملك مسؤوليات محددة.
ولكن رغم سنها الصغير وخبرتها البسيطة فرضت البريطانية الشابة إيما رادوكانو نفسها بقوة في عالم تنس السيدات عبر التتويج بلقب بطولة أمريكا المفتوحة، لتحصد أول لقب لها في بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى.
وأصبح جالاجر واحدا من مشجعي رادوكانو وهم في تزايد مستمر ، منذ أن أصبحت اللاعبة اليافعة أول بريطانية منذ 42 عاما تبلغ الدور الرابع لبطولة ويمبلدون خلال ظهورها الأول.
وانتهت تجربة رادوكانو في ويمبلدون بالانسحاب بسبب مشاكل في التنفس، لكن ذلك لم يحول دون المضي قدما نحو إنجاز أكبر.
وأجرت مجلة "فوج" الشهيرة جلسة تصوير للاعبة البريطانية ، لكن نتيجة للأسس التي نشأت عليها برعاية والديها إيان وريني ، حافظت رادوكانو على تركيزها داخل الملعب ونالت المكافأة عن ذلك.
وأثناء فترة الإغلاق التي فرضتها بريطانيا قبل نحو عام بسبب جائحة كورونا، تزامنا مع توقف منافسات التنس، كانت رادوكانو تتدرب في منزلها عبر تسديد الكرة في حائط المرآب.
وحصلت رادوكانو على الدرجة النهائية في مادتي الرياضيات والاقتصاد قبل نحو شهر مما يعني تفوقها على المستويين الرياضي والعلمي، بحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا).
إنجاز رادوكانو في ويمبلدون والذي وصفه جالاجر بأنه مقدس، يبدو أنه بات من الماضي خاصة بعد التتويج بلقب فلاشينج ميدوز.
وبدأت رادوكانو ممارسة التنس في سن الخامسة أي بعد ثلاثة أعوام من قدومها من تورنتو الكندية ، رفقة عائلتها.
وبدأت رادوكانو تتدرب بين العاشرة والسادسة عشر في مجمع بروملي للتنس ، كما لعبت مدرسة "نيوستد وود" دورا محوريا في التعليم الرياضي للاعبة البريطانية مثلما حدث مع بطلة العالم في ألعاب القوى دينا اشر سميث.
وتمتلك رادوكانو مواهب متعددة حيث تهوى أيضا ممارسة سباقات "جو كارتينج" للسيارات وموتوكروس ، ركوب الخيل ، الرقص ، الجولف ، التزلج وكرة السلة.
وبعيدا عن الرياضة أبدت رادوكانو شغفا في تعلم اللغتين الصينية والرومانية الخاصة بوالديها ، كما تتحدث لغة الماندرين ، وتشاهد البرامج التليفزيونية التايوانية بنهم ، وتعشق زيارة جدتها ماميا في بوخارست.
ووضعت رادوكانو لاعبة التنس الصينية لي نا والرومانية سيمونا هاليب على رأس قائمة الملهمين لها.
وبدأت رادوكانو التتويج بالألقاب الوطنية في بريطانيا وهي في سن التاسعة واستمرت على نهجها في سن الثانية عشر وصولا لسن السادسة عشر ، وجاء أول لقب لها في بطولات الاتحاد الدولي للتنس لفئة الناشئين في سن الثالثة عشر وبلغت دور الثمانية لبطولة ويمبلدون للناشئات في 2018 عندما فازت على الكندية ليلى فيرنانديز منافستها في نهائي فلاشينج ميدوز.
وصعدت رادوكانو في 2018 أيضا إلى المركز العشرين في التصنيف العالم لفئة الناشئات بعد أن بلغت أيضا دور الثمانية لبطولتي رولان جاروس وأمريكا المفتوحة.
وبعد أن بلغت الثامنة عشر في نوفمبر الماضي سجلت رادوكانو ظهورها الأول في بطولات الكبار، عبر بطولة نوتنجهام في يونيو عقب حصولها على بطاقة دعوة (وايلد كارد) وبلغت دور الثمانية للبطولة مما أقنع نادي عموم إنجلترا بمنحها بطاقة دعوة للمشاركة في ويمبلدون.
ويبدو أن تجربة ويمبلدون كانت مصدر إلهام لرادوكانو التي شقت طريقها بشكل مذهل نحو التتويج بلقب فلاشينج ميدوز.