في ذكرى وفاته ”حسن فايق ”يعالج أمراض الحب والقلب من الصبا حتى خريف العمر
قدم الفنان الكبير حسن فايق ، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 14 سبتمبر 1980م ، تقريرا مصورا عام 1948م بعنوان «مرض القلب» ، حيث أدى الفنان وبالصور الفوتوغرافية المعبرة، حياة الإنسان، وما يعتريه من هموم وأحزان في مسيرته وخاصة في أمراض الحب والقلب في مراحل عمرية مختلفة من الصبا حتى خريف العمر
ما لم تعرفه عن حسن فايق
ولد حسن فايق والذي كان يكتب في الصحف باسم حسن فائق في 7 يناير 1898 بحي محرم بك بمحافظة الإسكندرية، وسط أسرة فقيرة، وأحب التمثيل منذ الصغر، وفي عام 1917 انتقل لمحافظة القاهرة، وانضم لفرقة عزيز عيد المسرحية، وهناك تعرف على الفنان الكبير يوسف وهبي، ونشأت بينهما صداقة ، وقد كان الفنان حسن فايق صاحب الضحكة المميزة ، من الثوريين في ثورة 1919م ، حيث طالب برحيل الاحتلال البريطاني عن وطنه مصر، ويضم تراثه الفني الكثير من الأفلام التي مازال المصريون يشاهدونها، وقد أصيب الفنان حسن فايق عام 1975م بشلل نصفى، جعله قعيدا وقد رحل في ثمانينيات القرن الماضي.
مجلة «الإثنين والدنيا» والتي أدى فيها الفنان حسن فايق التمثيلية المصورة ، قدمت 6 صور لمراحل الإنسان الصورة الأولى رفيقة الصبا ،حيث كان يرتدى الفنان حسن فايق ملابس تعبر عن كل مرحلة عمرية وكتبت مقدمة " " ما قولك في أنه ما فى رجل إلا وأصيب في محلة عمره ، إصابة إيجابية بمرض القلب ، وظهرت عليه أعراضه ، وأصبحت حالته تدعو للرثاء ، لا تتسرع في الإجابة الذي يعرف بمرض القلب وهو الحب ، وهانحن نقدم تقريرا مصورا عن سير المرض فى مختلف مراحل العمر ، وقد قام بالتمثيل الأستاذ حسن فايق.
وقالت المجلة " تنشأ الإصابة بمرض القلب فيما بين عمر ال11-15 وهى ناتجة عن جرثومة تدعى رفيقة الصبا ، لا تزيد سنها عن سن المريض ، وينتقل المرض في هذه المرحلة بطريق العدوى من جار أو زميل مصاب بالمرض ، أما وساطة العدوى فهي الكلام إذ يأخذ المصاب يروى القصص والحكايات عن مرضه وزميله ينصت له باهتمام ، وتنحصر أعراض المرض أما ميل المريض إلى الانزواء عن الناس ، وإما بكثرة أحادثه مع أقرانه عن المرض، ولكن أهم أعراضه هو الانكباب على كتابة أبيات من الشعر الغزلي الرديء، وللأسف لا توجد وقاية في الوقت الحاضر ، حيث لم يخترع بعد علاج ناجح.
في صورة لحسن فايق وهو ينظر لصور الحسناوات ، قالت المجلة إنه مابين سن 17 إلى 19 سنة ينشأ المرض عن إصابة الشاب بكوكب حسناء من كواكب السينما أو المسرح ، ولا يشترط أن تكون الكوكب شابة صغيرة السن، بل قد تكون كبيرة ولها أولاد وقد يكون ابنها أو ابنتها أكبر من عمر الشاب المريض – دون أن يعلم طبعا – ، وتتلخص أعراض المرض في هذه المرحلة في الإكثار من الاستماع إلى الأغاني العاطفية ، والتردد الدائم لدور السينما والمسرح ، والحرص على مطالعة المجلات الفنية ، والاحتفاظ بصور الكواكب الحسان ، والعلاج في هذه الحالة يقع على كاهل أصدقاء المريض ومعارفه، فمتى رأوا المريض على هذه الحالة قابلوه بضحكات السخرية وكلمات التريقة اللاذعة.
ما بين عمر 19 إلى 20 سنة، قد يقع الإنسان في حب حسناء فوق الثلاثين وقد تكون ليست له ، لكنه قد يصاب بالمرض، ورغم أن المريض يعترف بمرضه، إلا إنه يستمر في هلاوسه ومرضه، لذا لابد من وقفة حازمة مع المريض وخاصة من أبويه ، أما في مرحلة عمر مابين 20 إلى 28 سنة فإن بعض المرضى يقعون في حب امرأة شابة تخطت الأربعين من العمر وتبدو أعراض المرض فى اهتمام المريض بملبسه، ووضع قناع الصرامة والنضج على وجهه لكي يبدو أكبر سنًا، والعلاج الوحيد للمريض فى هذه الحالة ينحصر فى الطموح فبقدر طموحه تكون مقاومته لسريان المرض.
أما الأمراض التي تصيب الإنسان ما بين عمر 28 إلى 40 سنة، فقد أداها الفنان حسن فايق وهو مرض يصيب الأزواج فقد يقع المريض في حب زوجة أخري غير زوجته، والشفاء الوحيد في هذه الحالة أن تقتنع زوجته بتغيير سلوكها فلابد من الرقة والعطف في معاملتها لزوجها ، والابتعاد بقدر الإمكان عن أسباب النكد والشجار معه ، والوقاية في مثل هذه الحالة خير من قنطار علاج ، أما مرحلة خريف العمر من 40 ل50 سنة وما بعدها ، فقد يصاب الإنسان بمرض القلب حيث باستطاعة أي أنثى ولو في العشرين من العمر إصابة قلبه وتتلخص أعراض المرض في هذه المرحلة في إكثار الرجل النظر الدائم فى المرآة ، والتقاط عسى ما يكون ما نبت في شعر رأسه من الشيب واستخدام الصبغة دائما ، وقد تتخذ الأعراض شكل بعثرة الأموال بغير حساب إذا كانت معه أموال في سبيل التودد للفتاة ، والعلاج في هذه الحالة يكون بالنقد المرير على المريض وتذكيره الدائم بعمره وإنذاره بفقد سمعته وكرامته فى المجتمع ، وقد أنهى الفنان حسن فايق دور خريف العمر بصورة أمام المرآة وهو يزيل الشعر الأبيض من رأسه.