أحمد شوقى ضحية السرقات الشعرية.. شاعر عربى يقع فى مأزق نسب قصيدة أمير الشعراء لنفسه
يبدو أن الواقعة التى أثيرت مؤخرا بنسب قصيدة موجودة ضمن منهج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائى لهذا العام، لأمير الشعراء أحمد شوقى بالخطأ، قبل أن يكتشفوا أنها من تأليف المهندس وحيد حامد الدهشان، وثارت بسببها ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، حلقة طويلة من الزج باسم أمير الشعراء إلى قضايا سرقات شعرية.
فلدينا واقعة تعود إلى عام 2016 خلال انعقاد فعاليات سوق عكاظ للأدباء فى دورتها العاشرة، حيث ألقى خالد الطريفى أبيات شعرية من قصيدة "قالوا فروق الملك دار مخاوف" لشوقي، مدح فيها أحد الأمراء، ونسبها لنفسه.
والقصيدة سالفة الذكر كانت قد كتبها "شوقي" عام 1910 أثناء زيارة الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت لمصر، أثناء فترة الاحتلال البريطانى، وكان الرئيس معروف بحديثه بشكل غير لائق عن مصر، ما جعل أمير الشعراء، الذى كان يشغل حينها رئيس قلم الترجمة فى قصر الخديوى، أن يكتب تلك القصيدة التي حاول فيها رفع شأن مصر، خاصة معابد أنس الوجود "معابد فيلة" التي زارها روزفيلت في تلك الفترة، ليقول فيها شوقي:
"أيها المنتحي بأسوان دارًا.. كالثريا، تريد أن تنقضا/ اخلع النعل، واخفض الطرف، واخشع.. لا تحاول من آية الدهر غضا/ قف بتلك القصور في اليم غرقى.. ممسكًا بعضها من الذعر بعضا/ كعذارى أخفين في الماء بضا.. سابحات به، وأبدين بضا/ مشرفات علي الزوال وكانت.. مشرفات علي الكواكب نهضا/ شاب من حولها الزمان وشابت.. وشباب الفنون مازال غضا/ رب نقش كأنما نفض الصانع.. منه اليدين بالأمس نفضا/ ودهان كلامع الزيت مرت.. أعصر بالسراج والزيت وضا/ وخطوط كأنها هدب ريم.. حسنت صنعة وطولاً وعرضا/ وضحايا تكاد تمشي وترعي.. لو أصابت من قدرة الله نبضا/ ومحاريب كالبروج بنتها.. عزمات من عزمة الجن أمضى/ شيدت بعضها الفراعين زلفى.. وبني البعض أجنب يترضى".
أما ما ألقاه الطريفي فكان فيه بعض التعديل في بيتين وأخذ بيتين كاملين حيث قرأ "أيها المنتحي بمكة دارا.. فضّ ختم الزمان والشعر فضّا/ قف بتلك الربوع ربع عكاظٍ.. ممسكا ببعضها من المجد بعضَا/ ربّ نقشٍ كأنما نفض الصانع .. منهما اليدين بالأمس نفضا/ شاب من حوله الزمان وشابت.. وشباب النفوس ما زال غضّا".
ودشن حينها عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج، عبروا من خلاله هذا عن استيائهم من نسب القصيدة على حد وصفهم، كما تعجب الكثير منهم من عدم معرفة أحد الحضور وهم من الشعراء بفعاليات سوق عكاظ من أن القصيدة لشوقي.