فيسبوك يخطط لتغيير اسمه التجاري بعد تآكل ثقة المستخدمين في الشرق الأوسط
تخطط شركة فيسبوك لإعادة تسمية العملاق الأزرق وتغيير علامته التجارية بعد شهور فقط من تسريب وثائق أظهرت تراجع ثقة المستخدمين في الشركة بدول الشرق الأوسط.
من المتوقع أن تعيد شركة وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة، التي تواجه تحقيقات وانتقادات عديدة بشأن ممارساتها التجارية، تسمية منتجاتها ومنصاتها باستتدام أسماء أخرى ومن المتوقع أن يناقش مارك زوكربيرج تغيير الاسم وتغيير العلامة التجارية في مؤتمر الشركة الذي ينعقد يوم الخميس الموافق 28 أكتوبر.
وتزايدت حالة عدم الثقة في فيسبوك على مدار السنوات القليلة الماضية على مستوى العالم، وفي مايو كشفت وثائق مسربة من موظف فيسبوك مقيم في دبي أن شعبية عملاق وسائل التواصل الاجتماعي آخذة في التراجع في الشرق الأوسط.
وكشفت الوثائق منذ بداية صراع مايو في إسرائيل أن المقياس بين مستخدمي إنستجرام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على فيسبوك وصل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق.
وبحسب البحث، انخفضت ثقة المستصخدمين في الشركة بنحو خمس نقاط مئوية في الأسبوع. وجاء في البحث أن "أكبر التغييرات جاءت من قطر والأردن وفلسطين والمملكة العربية السعودية".
ووفقًا للوثيقة، شعر المستخدمون في جميع أنحاء المنطقة بأن الشركة كانت تراقبهم وتتعمد إسكات أصواتهم. على الرغم من انخفاض الثقة في الشركة لا يزال تطبيق واتسآب WhatsApp مستخدمًا على نطاق واسع وموثوق به على المستوى الإقليمي.
وتوصل استطلاع للرأي أجرته شركة PWC سنويًا أن خدمة المراسلة تتمتع دائمًا بأعلى معدلات الاستخدام ووصول من أي منصة اجتماعية في المنطقة.
وفقًا لأحدث البيانات، استخدم 75 في المائة من المواطنين الذين شملهم الاستطلاع في سبع دول في جميع أنحاء المنطقة - مصر والأردن ولبنان وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة - الخدمة، وكذلك فعلت الشركات والوكالات الحكومية. وقالت صحيفة The National إن مصر هي تاسع أكبر سوق لفيسبوك على مستوى العالم.
الخدمات دون تغيير
وفقًا لتقرير موقع The Verge، من المحتمل أن تترك إعادة التسمية تطبيق فيسبوك الأصلي والخدمة دون تغيير في علامتهم التجارية، لكن التطبيق سيتم وضعه ضمن شركة أم تضم علامات تجارية أخرى تضم مليارات المستخدمين، مثل إنستاجرام وواتسآب WhatsApp، في محفظتها.
وتدير شركة جوجل بالفعل هيكلًا مشابهًا مع الشركة الأم Alphabet Inc. واتخذت جوجل قرارًا بتغيير هيكلها في عام 2015 ليشمل ليس فقط محرك البحث في شركتها ولكن يتضمن الفيديو وتكنولوجيا القيادة بدون سائق والذكاء الاصطناعي ضمن محفظتها الضخمة.
ورفض متحدث باسم فيسبوك التعليق، قائلاً إن الشركة لا "تعلق على الإشاعات أو التكهنات". وقال زوكربيرج، الذي شارك في تأسيس الشبكة الاجتماعية في عام 2004، إن مفتاح مستقبل فيسبوك يكمن في المفهوم metaverse - فكرة أن المستخدمين سيعيشون ويعملون ويمارسون الرياضة داخل عالم افتراضي. وتعد سماعات الرأس والخدمات المقدمة من شركة Oculus للواقع الافتراضي جزءًا أساسيًا من تحقيق هذه الرؤية.
وقال زوكربيرج في يوليو الماضي: "في السنوات المقبلة، أتوقع أن ينتقل الناس من رؤيتنا كشركة وسائط اجتماعية في المقام الأول إلى رؤيتنا كشركة ميتافيرس". "metaverse هو التعبير المستخدم للإشارة للتكنولوجيا الاجتماعية من نواح كثيرة."
وتعود صياغة مفهوم metaverse في الأصل لروائي الخيال العلمي نيل ستيفنسون. يصف العالم الافتراضي الذي يمكن للناس الهروب إليه من عالم الواقع البائس.
وتعرض موقع فيسبوك باستمرار لانتقادات شديدة من المنظمين والمشرعين والنشطاء. شاركت موظفة فيسبوك السابقة فرانسيس هوجن في الإبلاغ عن مخالفات الشركة وكشفت عن آلاف مستندات الشركة أمام الكونجرس وصحيفة وول ستريت جورنال. وصفت الوثائق صراع فيسبوك مع تعديل محتواه وما يُزعم عن آثارة الضارة بالصحة العقلية.
في النهاية، يمكن أن تساعد إعادة تسمية الشركة في حماية منتجات فيسبوك، مثل واتسآب WhatsApp، من التحقيقات المكثفة الذي تخضع له الشركة حاليًا.