تطوير ينقذ الأرواح.. مكافحة العشوائيات تنقذ سكانها من ويلات الزلازل
الذاكرة استدعت زلزال 1992 وما حدث به من كوارث وخسائر في الأرواح والممتلكات، بعد وقوع زلزال أمس، وبالرغم من أنه كان بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر، وهى القوة الأكبر عن زلزال 92، حيث كانت قوته 5.8 درجة، ونتج عنه قتلى ومصابين، فضلا عن الخسائر فى الممتلكات، إلا أن زلزال أمس لم يشعر به كافة المواطنين، وعدى بسلام دون حدوث أى خسائر عن وقوعه، على عكس زلزال 92 والذى شعر به سكان مصرّ بالكامل، وهذا يجعلنا نتحدث عن العشوائيات فى مصر، وكيف تأثرت فى الماضى مع الهزات الأرضية، وكيف كانت الخسائر الناتجة عنها، خاصة فى المناطق غير الآمنة، وكان توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بالقضاء على العشوائيات خلال السنوات الماضية، له تأثيراته الإيجابية على تلك المناطق، وحافظ على الأرواح من الهزات الأرضية التى وقعت مؤخرا، وهو ما ساعد على عدم التأثر بالزلزال وقوته، عكس ما حدث فى عام 1992، وحادث الدويقة الشهير الذى وقع عام 2008، والذى أسفر عن خسائر عديدة فى الأرواح.
خلال السنوات الماضية استطاعت الحكومة المصرية القضاء على ظاهرة العشوائيات الخطيرة، منذ تولى الرئيس السيسى لحكم البلاد وقرر القضاء على هذه الظاهرة، التى تهدد آلاف الأسر المصرية، ونقلهم من الحياة غير الآدمية إلى حياة كريمة تليق بكونه مواطن مصرى.
بلغ إجمالى عدد المناطق غير الآمنة على مستوى الدولة 351 منطقة، بها 242905 وحدات، ومنذ شهر يونيو 2014 وحتى شهر يونيو 2020، تم تطوير 296 منطقة بها 175897 وحدة (222 منطقة تم تنفيذها بها 143261 وحدة – 74 منطقة تم الانتهاء من إجراءاتها بها 32636).
والجهود متواصلة فى تنفيذ أعمال التطوير لـ54 منطقة بها 65487 وحدة، بالإضافة إلى تطوير 7 مناطق بها 1521 وحدة، وقدرت تكلفة تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة 61 مليار جنيه، ومن أبرز المناطق التى تم تطويرها خلال السنوات الماضية، كانت منطقة مثلث ماسبيرو ومدينة 15 مايو ومدينة بدر ومدينة 6 أكتوبر.
أما عن إجمالى المناطق العشوائية الخطرة 357 منطقة على مستوى الجمهورية على مساحة 160.8 ألف فدان، وتم الإنتهاء من تطوير 312 منطقة عشوائية ، وجار العمل بـ 45 منطقة عشوائية حاليا، فضلا عن وجود 152 ألف فدان مناطق غير مخططة فى مصر، تمثل 37% من العمران، ومن المقرر الإنتهاء من تطوير كل المناطق غير المخططة عام 2030.، وجار تطوير 79 منطقة غير مخططة أخرى على مساحة 6941 فداناً.
وتُعد من أبرز المشروعات التى تم تنفيذها لنقل سكان العشوائيات الخطرة، (الأسمرات 1 و2 و3)، وأ(هالينا)، و(المحروسة 1 و2)، و(روضة السيدة)، و(بشائر الخير1 التي افتتح الرئيس المرحلة الأولى منها في غيط العنب عام 2016)، و(بشائر الخير 2 بمنطقة غيط العنب عام 2018 ويضم 2365 وحدة سكنية)، و(بشائر الخير 3) على مساحة 135 فدانًا والذي يضم 10 آلاف و624 وحدة سكنية، ويقع مشروع (بشائر الخير 4) على مساحة 20 فدانا بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، والعمل متواصل في (بشائر الخير 5) والذي يتضمن إنشاء 15 ألفًا و500 وحدة سكنية، ومساحات تجارية.
حسب بيانات جهاز التعبئة العامة والإحصاء كانت هناك 351 منطقة عشوائية غير آمنة حتى عام 2016 بمساحة 4.7 ألف فدان، وأن مساحة المناطق العشوائية غير الآمنة تبلغ بالقاهرة والإسماعيلية نسبة الـ40.7٪ من إجمالى مساحتهما على مستوى الجمهورية، وتأتى المناطق العشوائية غير الآمنة ذات درجة الخطورة الثانية فى المرتبة الأولى، حيث يبلغ عددها 351 منطقة تلتها المناطق ذات درجة الخطورة الثالثة بنسبة 16.8٪ وتمثل مناطق درجتى الخطورة الأولى والرابعة 11.7٪ من إجمالى المناطق غير الآمنة.
ونجد أن نسبة العشوائيات تمثل نسبة 39٪ من إجمالى الكتلة العمرانية للجمهورية، تنتشر فى 226 مدينة، وكانت الإسكندرية وفقاً للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تحتل المركز الأول من حيث انتشار العشوائيات بنسبة 12.5٪ من إجمالى مساحة المحافظة، وتأتى القاهرة فى المركز الثانى بنسبة 12٪ تليها الجيزة بنسبة 9.6٪ من إجمالى مساحة المناطق العشوائية.
29 عاما على ذكرى وقوع زلزال 1992، أعنف زلزال حدث فى مصر، ونتج عنه خسائر عديدة فى الأرواح والممتلكات، فكانت نتائجه غير متوقعة، شرد العديد من الأسر المصرية، الذين فقدوا منازلهم فى تلك الهزة الأرضية العنيفة التى استمرت نصف دقيقة تقريبا، ولكنها كانت الكفيلة بإنهاء أرواح الكثيرين فى لحظة، ومنهم من نجى من تحت الأنقاض.
تسبب الزلزال في حدوث كوارث عقارية فى مختلف المناطق، وكانت أكثر المناطق المتأثرة، هى المنازل القديمة والعشوائيات المنتشرة على مستوى محافظات مصر، فضلا عن تضرر العديد من المدارس، ونقل الطلاب إلى مدارس أخرى، بعد سقوط بعضها، وتصدع البعض الآخر.
كان حادث فريد من نوعه، حصد أرواح كثيرة، إنه حادث منطقة الدويقة بمنشية ناصر، في بداية عام 2008 تقدم ما يزيد على 2800 مواطن من سكان شارع الخزان بالدويقة بشكاوى إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان يتضررون فيها من الانهيار الصخري الذى يهددهم ومن التصدعات الكثيرة بمساكنهم بسبب انهيار الصخور.
كانت شكاوى أهل الدويقة متكررة بسبب تكرار انهيار بعض الصخور، ولكنها لم تحرك ساكنا، وهذا الاستهتار والتهاون أدى إلى فقدان بعض أرواح المواطنين، وكان قد تنبأ الأهالى بحدوث هذه الكوارث، واستغاثت بعض الأسر فى منطقة الدويقة لنجدتهم، بعد أن أوشكت منازلهم الواقعة تحت تلال الدويقة على السقوط، واتهموا جهاز القاهرة للإسكان والتعمير، التابع لمحافظة القاهرة، بالتسبب فيها، بعد إزالة ٥٠ منزلاً وتهجير سكانها إلى ة.مساكن سوزان مبارك الجديد