الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب : الفريق أسامة ربيع.. القائد الذي أبحر بقناة السويس إلى آفاق المجد

في زمن تتعثر فيه كثير من المؤسسات أمام التحديات، يسطع نجم رجل استثنائي في سماء القيادة، رجل لا يُشبه إلا نفسه، هو الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، الذي استطاع أن يُعيد تشكيل صورة الممر الملاحي الأهم في العالم، لا بالكلمات أو الخطط المؤجلة، بل بالفعل والرؤية والعبقرية الإدارية.
الفريق " ربيع " ليس مجرد قائد عسكري تقلد منصبًا مدنيًا، بل هو عقلٌ موسوعي، يجمع بين الحنكة البحرية والدراية الاقتصادية، وبين الانضباط العسكري وروح الابتكار المدني، قائد عسكري ، يحمل في قلبه وطنًا، وفي عقله مشروعًا، وفي يده أدوات النجاح،لا يتحدث كثيرًا عن نفسه، لكن أفعاله تتحدث عنه في كل مكان، يعمل في صمت، لكنه يفوق الكثيرين صخبًا بإنجازه وتأثيره، منذ أن تولى مسؤولية الهيئة، انتقلت قناة السويس من كونها مجرد ممر عبور إلى منصة استراتيجية عالمية، تحسب لها كبرى القوى الاقتصادية ألف حساب.
نجح الفريق " ربيع " في تحقيق معادلة شبه مستحيلة: تعظيم الإيرادات مع الحفاظ على الكفاءة والسمعة العالمية. في عهده، حققت القناة أعلى إيراد سنوي في تاريخها بقيمة 9.4 مليارات دولار في 2022/2023، رغم التحديات الجيوسياسية، فيما واجه العالم في 2023/2024 موجة اضطرابات في البحر الأحمر، ومع ذلك حافظت القناة على إيرادات قوية بلغت 7.2 مليارات دولار.
لكن الإنجاز الأهم ربما لا يظهر في دفاتر الإيرادات فقط، بل في دهاليز السياسة العالمية، حيث نجح الفريق أسامة ربيع في إفشال المخطط الإسرائيلي لإنشاء قناة بديلة تربط بين ميناء إيلات والبحر المتوسط، وهو المشروع الذي روّجت له تل أبيب كمنافس لقناة السويس. غير أن الرد المصري لم يكن صخبًا إعلاميًا، بل إدارة استراتيجية هادئة، عززت من ثقة العالم في قناة السويس، وكرّست مكانتها كممر ملاحي لا غنى عنه، بفضل عمق الثقة في القيادة المصرية ممثلة في الفريق ربيع .
أسامة ربيع ليس مجرد اسم في سجل القيادة، بل هو نموذج للموهبة الفذة، للرؤية الثاقبة، وللمسؤول الذي يعشق تراب بلاده ويُحسن خدمة شعبه بصمت الكبار وإنجازات العمالقة.
لقد أثبت أن مصر لا تعاني من ندرة في الموارد، بل كانت تحتاج فقط إلى من يُحسن استثمارها، وأن كل التحديات مهما تعاظمت، تنحني أمام عقلٍ يؤمن بالوطن، وضميرٍ لا يعرف إلا الصدق والانتماء.
ويبقى الفريق أسامة ربيع، الرجل الذي صعد بسفينة قناة السويس وسط أمواج التحديات، قائداً من طراز نادر، يعرف متى يتخذ القرار، ومتى يغامر، ومتى يصمت ليدع الأرقام تتحدث، لم تكن إشادة الرئيس عبد الفتاح السيسي به مجرد تجديد ثقة، بل كانت بمثابة وسام شرف لرجلٍ أثبت أن الوطنية ليست كلمات تُقال، بل أفعال تُترجم على أرض الواقع.
وقد عبّر الرئيس في أكثر من مناسبة عن تقديره البالغ لما تحقق في قناة السويس من طفرات غير مسبوقة، مؤكدًا أن "ما جرى في هذا المرفق العالمي يعكس قدرة المصريين على التحدي، وعلى تحويل الحلم إلى إنجاز يحترمه العالم".
إننا أمام مرحلة ذهبية في تاريخ القناة، تقودها إرادة سياسية واعية، وعقلية تنفيذية حكيمة، وروح مصرية لا تعرف المستحيل، فلتبقَ قناة السويس فخر المصريين، ولتبقَ قيادتها رمزًا للكفاءة والولاء، ولتُسجل كتب التاريخ أن الفريق أسامة ربيع كان أحد عرّابي المجد في زمن الجمهورية الجديدة.