مسمار جديد في نعش الإخوان.. تحرك أمريكي لتصنيف التنظيم كجماعة إرهابية
ظهرت في الفترة الأخيرة أصوات في الكونجرس الأمريكي، ومجلس الشيوخ تطالب بإعتبار وإعلان جماعة الإخوان المسلمين كـ جماعة إرهابية، واتباع الموقف العربي، وذلك لوقف أنشطة الجماعة الخبيثة على حد وصف بعض أعضاء المجالس الأمريكية.
وقدم كلا من السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي، تيد كروز، والنائب الجمهوري في الكونجرس ماريو دياز، مشروع قانون يحث وزارة الخارجية الأمريكية على أن تستخدم سلطتها القانونية لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.
ووفقا للبيان الصادر عن كروز، يتطلب هذا الإجراء من وزارة الخارجية، تقديم تقرير إلى الكونجرس حول ما إذا كانت جماعة الإخوان تندرج ضمن المعايير القانونية الخاصة بمثل هذا التصنيف، وإذا كان الأمر كذلك، فسوف بمكن الولايات المتحدة من اتخاذ إجراءات لخنق التمويل الذي يتلقاه الإخوان المسلمين للترويج لأنشطتها الخبيثة.
مشروع القانون
وأوضح السيناتور تيد كروز، عند تقديم مشروع القانون: "لقد حان الوقت للانضمام لحلفائنا في العالم العربي والاعتراف رسميا بجماعة الإخوان المسلمين بما هي عليه في الحقيقة، منظمة إرهابية، لذلك أنا فخور بإعادة تقديم مشروع القانون هذا لحث إدارة بايدن على تصنيفهم على هذا النحو، ومن واجبنا تحميل الإخوان المسلمين المسؤولية عن دورهم في تمويل الإرهاب والترويج له في جميع أنحاء الشرق الأوسط."
وفي هذا الصدد، قال الدكتور مهدي عفيفي، المحلل السياسي، وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إنه على مدار السنوات الطويلة الماضية، تم تقديم أكثر من قانون لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كـ جماعة إرهابية، وأنه حرص أيضا على ذلك واشترك فيه، ولكن باءت تلك المحاولات بالفشل لأسباب كثيرة.
20 عاما من المحاولات
وأوضح عفيفي، أن على مدى الـ 20 عاما الماضية، فشلت محاولات الكونجرس ومجلس الشيوخ في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كـ جماعة إرهابية، لأن الإخوان لا يوجد لديهم جماعة أو حزب في أمريكا، وبالتالي غير مصنفين بالنسبة للقانون الأمريكية، مشيرا إلى أن الكونجرس ومجلس الشيوخ كانا قد قدما سلفا مشروع إلى المخابرات الأمريكية، والبنتاجون ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة، بهدف مدهم بمعلومات لتصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية.
وأشار أنه بجانب صعوبة تصنيف الأفراد المنتمين للإخوان، هناك اشتراطات قانونية لابد من تقديمها، مشيرا إلى أنه بالفعل يتمنى أن ينجح هذا المشروع لأن جماعة الإخوان المسلمين تسيطر على أكثر من 85% من المؤسسات الإسلامية في أمريكا وعلى الرأي العام للجاليات العربية، وتستخدم القانون الأمريكي الذي يتيح حرية التعبير للمراوغة وتصدير خطابات الكراهية.
تحركات الإخوان بأمريكا
ولفت أن الكثير من أعضائها يشاركون في أعمال خيرية، وبالنسبة للقانون الأمريكي، فهم لا يكسرونه أو حتى يضرون بالمصالح الأمريكية، كما أنهم يستخدمون الأسماء الرنانة لتضليل الرأي العام مثل حقوق الإنسان وحرية التعبير والمرأة، وبالتالي يراوغون ويصعب تقديم اتهامات مباشرة لـ تصنيفهم كجماعة إرهابية، لذلك الموضوع صعب ويحتاج لوقت طويل.
واختتم قائلا: "أتمنى أن يتمكن الكونجرس من تقديم مشروع قانون ويتم تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، ولكن الخطوات الحالية تحتاج لعمل كبير لكي تصل إلى شئ واقعي".