حوار المنامة يختتم أعماله اليوم..”التعاون الخليجى”: الخليج لم يتخلَ عن لبنان..
يختتم حوار المنامة الذى انطلقت أعمال النسخة الـ17 منه الجمعة الماضى، بالعاصمة البحرينية، أعماله اليوم الأحد ، بمشاركة أكثر من 300 شخصية دولية بارزة .وشغلت النقاشات حول الصين، والنقاشات حول التحديات الراهنة وفى مقدمتها "الإرهاب" النصيب الأكبر من نقاشات المنتدى، وكان لأزمة لبنان والخليج نصيب أيضا من النقاش، وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية نايف الحجرف أن دول الخليج لم تتخل عن لبنان، مشددا على أن مشكلة تنظيم حزب الله مشكلة داخلية وعلى اللبنانيين التعامل معها.
وقال الحجرف أمام المنتدى، إن قضايا التغيير المناخي، والتنمية المستدامة، وتمكين المرأة، وغيرها، لم تعد تحديا يخص بلدا واحدا، بل نماذج على أهمية تعددية الأطراف، ومنها مبادرة السعودية الخضراء، وغيرها من المبادرات، معتبرا أن هذه التعددية كفيلة بتحقيق النجاح بالتعامل مع جائحة كورونا.
وأشار الحجرف إلى أن الكثير من التحديات التي لازالت تواجه منطقة الخليج، ما يعزز من دور التعددية والعمل معا لإيجاد الحلول.
وأضاف الحجرف: «بلا شك أن حوار المنامة يؤمن نقاشات نحن بحاجة إليها فيما العالم يختبر الكثير من المسائل، بلا شك أن التعددية والشرق الأوسط موضوع بغاية الأهمية، لما للتعددية من ارتباط بالأمن والدبلوماسية، بالنسبة لنا في الخليج فإن التعددية هي أسلوب للمعيشة، وأنا واثق أن العديد منا قد رأى مبادرات متعددة الأطراف، لاسيما بالتعامل مع الصراعات والنزاعات التي كانت تشهدها المنطقة في الثمانينات، ومجلس التعاون الخليجي يعتمد على مبادرة متعددة الأطراف، وتؤمن باستدامته من خلال الدول الأعضاء، وتاريخنا مليء بالسياسات المتعددة الأطراف، ليس فقط في أوقات الحرب، بل أيضا في أوقات السلم، فهناك الكثير من النقاشات، التي تتمحور حول تعددية الأطراف، رغم أن الكثير من المبادرات تتم خارج هذه المجالات، ولكنها لا تحظى بالاهتمام نفسه، أو الطابع ذو الأولوية القصوى، لقد آن الأوان لتوسيع النقاشات لتشمل مجالات أخرى، لاسيما المسائل التي لا ترتبط بالنزاعات المسلحة، وأن نلتزم بحلها".
وأضاف: «إن التغير المناخي، والتنمية وتمكين المرأة، جميعها أمثلة ومواضيع لم تعد تخص بلد واحد، بل نماذج للتعددية الأطراف، ومنها على سبيل المثال مبادرة السعودية الخضراء، وغيرها من المبادرات، جميعها أمثلة على الحدود الجديدة للتعددية، نحن نؤمن أنها كفيلة بالنجاح لاسيما في معالجة جائحة كورونا".
وتابع: «في دول المجلس نوسع الهيكلة لكي تتصدى لتحديات أخرى، ويمكننا القول إننا في سباق مع الزمن، ونعمل معا عبر مسارات عابرة للحدود في مجال الطاقة ومجالات أخرى، ولن نتمكن من تحقيق أي من هذه الأهداف، بل إن كل هذه الأهداف سوف تأتي بالمنافع، وهذه هي التعددية الجديدة. هناك نظرية المانية مفادها أن الحرب هي الاستمرار للسياسات ولكن بأساليب أخرى، ربما آن الأوان للتركيز على الاستدامة، والتطور الاقتصادي، ونتطلع نحو عالم يعمل مع بعضه البعض، فخلال العامين الماضيين، قربت جائحة كورونا من بعضه البعض، ولكن علينا أن ندرك أنه لا زال أمامنا العديد من التحديات، بل نرى أن التعددية تعزز السيادة، وإذا كان هناك نداء لاعتماد تعددية أكثر حداثة، وإقامة شراكة بين الدول والمؤسسات فقد شكل 2020 هذا النداء، فنحن بحاجة لتبادل الأفكار، والتحديات المشتركة، علينا أن نؤمن بجهودنا المشتركة وان نلبي مسؤولياتنا المختلفة، وعلينا ألا ننتظر فالوقت مؤات، كي نتصرف».
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية سامح شكري إلى أهمية تطوير هيكلة المنظمات الدولية، لاسيما التي أسست في خلال ظروف سياسية واقتصادية مختلفة، ولم تعد تواكب هيكلتها التطورات العالمية.
وقال شكري: «كما يقال الحاجة أم الاختراع، والإنسان منذ القدم كلما واجه تحديًا، ذهب نحو تطوير أداة لمواجهة هذا التحدي، ولم تكن نشأة المنظمات الدولية إلا حلقة في سلسلة التطور الإنساني، لقد شكلت المنظمات الدولية نتاج الظروف التي نشأت خلالها سواء من خلال آلياتها وظروفها، ومنها أمثلة دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقوات حفظ السلام في أماكن الصراعات، والمنظمات المختلفة التي تنشط في مجال تمكين المرأة، وكذلك حقوق الطفل».
وتابع: «لقد لعبت جامعة الدول العربية منذ تأسيسها 1945 - كأول منظمة إقليمية تؤسس بعد الحرب العالمية الثانية - دورا إقليميا بارزا تزامن مع حصول دول عربية عدة على استقلالها، ولكن لا بد من الاعتراف أن أمام النجاحات كان هناك أيضا إخفاقات، بعضها آثار خيبة الأمل إزاء عمل المنظومات لا سيما فيما يتعلق بالتوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وكذلك الكثير من القضايا والتحديات التي ترتبط بالتنمية المستدامة».
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش على أن النزاع في ليبيا يتطلب الابتكار والواقعية واستراتيجية شمولية حول أسلوب تطبيقها.
وقالت المنقوش: «إن وجود ليبيا في هذا الحوار أمر مهم، لأن الكثير من القضايا التي طرحت في الحوار تعاني منها ليبيا ومنها التدخل في شؤونها، وعدم الاستقرار، والصراعات المسلحة، إذ إن طبيعة النزاع في ليبيا تتطلب الابتكار والواقعية واستراتيجية شمولية حول أسلوب تطبيقها، وحل النزاعات لابد أن تأخذ الاتجاهات المحلية بعين الاعتبار».
وعلى هامش حوار المنامة المنعقد حاليا بالبحرين، عقد وزير الخارجية سامح شكرى مباحثات مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي "أنيت ويبر"، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ، إن اللقاء تركز على سبل دعم ركائز الأمن والاستقرار، ومستجدات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، وأضاف أن الجانبين تناولا عدد من القضايا المهمة، لاسيما تطورات سد النهضة والأوضاع في السودان الشقيق.