الكاتبة الصحفية ماجدة صالح تكتب .. ”عفواً للسيدات فقط الخيانه الزوجيه
"الوفاء" .. ليس أن تجاهد نـفسك كي لا تخون بل أن تعجز عن الخيانة.. حـتى لو كنت قادر عليها... لا تبكي على كأس أنكسر.. ولا تيأس علي قلب من حجر.. ولا تشفع لمن خان يوماً أو غدر.. ولا تقل رحل حبيبي بل قل.. من كان ملاكاً فِي عيني عاد لطباع البشر..ومن ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة والوطن.. الخائن يمضي أكثر من نصف عمره في البحث عن الأعذار...ونكران الجميل خيانه أعظم للشرف والامانه وطعنه موت في قلب العشره... ولا خير أبدا ولا بركه في عيشه موطنها الخيانه....كلمات حارقه صدرت من أفواه باكيه... عيونهن ذبلت من تصدع رؤسهن وهول آلامهم النفسيه والعصبيه والمعنويه.. والله لم أجد تعبيراً أكثر قسوة من لهيب دموعهن لقلوبهن المحترقه..لسيدات أضعن عمرهن وزهرة شبابهن في حرم قداسة الزوجيه ..وأفنين حياتهن في بذل كل التضحيات للزوج والأولاد للحفاظ على هذا الرباط المقدس وحماية بيوتهن من الانهيار...ولم تتواري أبدا بل وبذل الجهد وكل الطاقات في تقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي في مساعدة الزوج ليتغلب على كل متاعب الحياه وضيق المعيشه واستيعاب الأزمات في مجتمع قاسي.. حتى ذبلت ورسمت على وجنتيهن تضاريس العمر وهن في وهج شبابهن ليكتشفن كيف أن تحولت "الثمار" إلى عطب..وانهارت الأحلام والأمنيات .ليحل الإنكسار والخذلان والضياع والتشتت الأسرى ورحله لاتنتهي بل أكثر قسوه لحياه بدأت بكلمه ونظره.
حلقه جديده من سلسلة مقالات كاشفه لما آلت إليه البيوت المصريه من إنهيار أسرى معنوي وأخلاقي وديني ومجتمعي لعلنا نضع أيدينا على العلل والامراض الذي يشق جدار الأمان الأسرى ليتحول إلى جحيم وخلافات.. صراخ وعويل.. مشاجرات وضرب بين الزوجين والأهل تعصف بالمشهد العام في مجتمع مريض هزيل تزول عنه كل بوادر التنميه سريعاً... فالمرأة ليست نصف المجتمع بل المجتمع كله تلد وتربي أجيال وتقيم عليها الأمم. منبع الحنان والاحتواء والسلام والوعي الاجتماعي والحضارات.. "الخيانه الزوجيه" أهم الأسباب لانهيار أركان المجتمع لما لها من تأثير وجرح غائر في قلب الاسره ككل سواء للرجل أو المرأه... ينتهى بمشاهد مأساويه بالقتل سواء الزوجه أو الزوج فيسقط الأبناء في دوامة لا تنتهي من الإنحراف والإدمان وأطفال الشوارع...وتمتلأ محاكم الاسره بقضايا وجرائم بشعه إلى الحد الذي فاق كل التوقعات.. حتى زادت نسبة الطلاق كسلاح للدمار الشامل.. دق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري ناقوس الخطر بتقرير حديث لعام 2020 بواقع حاله كل دقيقتين بالتأكيد الخيانه أحد أهم أسبابها.. كشف فيه ارتفاع نسب الطلاق في مصر بشكل غير مسبوق في الآونة الاخيره.
فالمرأة تتهاوى حين تكتشف أن زوجها المقدس خائن لتنهار جبال الثقه ليحل الشك وعدم الأمان.. فالزوج "المولع بمراهقه متأخره " يتفنن بل ويبدع في ملاحقة داعرات منصات شيطانيه للتواصل الاجتماعي "الشات" لغرف نوم مغلقه تبيح الدعاره بكافة أنواعها وقد يكون بأجر.. لنا حديث شيق لاحق ملئ بالمغامرات هزت عروش أشباه رجال كانوا في عداد المحترمين.
سيدات يكشفن عن المستور فليس غريباً أن يكون أحد أسباب خيانة الزوج لزوجته هو عدم تقديره لتبعات هذه الخيانة على نفسية الزوجة وأحياناً عدم اهتمامه بما قد تشعر به وإن كانت الآثار النفسية والصحية والعقلية التي تعاني منها الزوجة المخدوعة قد أُشبعت وصفاً في الأدب والدراما والميديا..و رصد حالة الزوجة النفسية والعقلية بعد الخيانة و وعلى الصحة العامه لها وتأثير ذلك كدينامو في عقر دارها.. فتعتبر صدمة الخيانة من أكثر المواقف التي قد تواجهها الزوجة قسوةً ، حتى إن لم تكن العلاقة مع زوجها على أحسن ما يكون، ذلك أن الخيانة تترك أثراً عميقاً في نفسية الزوجة ونظرتها لنفسها وقيمتها الذاتية، ونظرتها لزوجها وللأسرة التي أسّساها معاً...وينعكس الأمر في تأثير الخيانه أيضا على المجتمع وتفكك أسرى وتربيه الأولاد.. وزيادة معدلات العنف الذى قد ينتهي بالانتقام أو الثأر لكرامتها وعمرها الذي ضاع سدى.. وقد ينتهي هذا الصراع بالموت بل والتمثيل بالجثه كنوع من التشفي لأحدهما هذا ما كشفه سجلات الأقسام والشرطه للأسف الشعور بخيبة الأمل والخذلان عندما كان الزواج التزاماً طويل الأمد بين الزوجين فإن الخيانة خيبة أمل كبيرة تصاب بها الزوجة، وهذا ما يفسر الألم الكبير الذي تعانيه وصعوبة استعادة الثقة بالزوج بعد الخيانة...والغضب كالتفكير السريع والرغبة بالانتقام لكرامتها وعرش أنوثتها.. جزء أساسي من الصدمة النفسية هو الشعور بالغضب المستمر والرغبة الشديدة بالانتقام أو طلب الانتقام الإلهي، وعادةً ما تتناقص مشاعر الغضب بعد فترة وقد تتحول لكراهية عميقة في النفس، لكنها أقل عدوانية...لتدخل في مرحلة أخرى من الاكتئاب والعشوائية في اتخاذ القرار وقد يصل الأمر للتهور في تصفية الكيان الأسرى سريعاً.. بعد الخيانة غالباً ما تمر بها الزوجة بعد تجاوز قوة الصدمة، وبعد انخفاض حدة الغضب والاشمئزاز خوفاً على أولادها لتتحول إلى كتله من الضعف والانكسار لجرح كرامتها ...ومن المشاكل النفسية التي تعاني منها الزوجة بعد الخيانة أيضاً التشوش وفقدان القدرة على التركيز والتفكير أو أداء مهامها الاعتيادية في البيت أو العمل.. فمعظم السيدات يدخلن في دوامة الانهيار من ولا يستطعن العودة إلى الكفاءة المعتادة في الأداء الذهني بعد فترة قصيره و تغيّر جذري بقدرتهن على الأداء والكفاءة في العمل أو الحياة الاجتماعية ولو في بيتها واعبائها اليوميه... وشعورها بالذنب والمسؤولية عن الخيانة، حيث تفكر الزوجة أنها أخطأت بشيءٍ ما جعل زوجها يخونها ويبحث عن امرأة غيرها، وقد يلعب الزوج الخائن دوراً في تغذية هذا الشعور لرمي المسؤولية على الزوجة.... تتعب نفسية المرأة بعد الخيانة من كثرة التفكير بالخيارات، فهي تشعر أن الاستمرار مع زوج خائن أمرٌ مستحيل.. وتراودها عدة اسأله تريد فك شفرتها من رجلها الغادر الذي لم يقدر عشرتها وطيب محبتها له واحسانها له في أوقات الضراء قبل السراء وهي لماذا ومتى وكيف؟!!... تصاب بالتشتت في الفكر والقلب... تتعب نفسية المرأة بعد الخيانة من كثرة التفكير بالخيارات، فهي تشعر أن الاستمرار مع زوج خائن أمرٌ مستحيل، ثم تفكر أنّها لا تريد الانفصال عنه وتخاف على الأولاد وتخاف من الفضيحة، ثم تعود وتفكر بكرامتها وأنها لا يمكن أن تستمر، وتقول لنفسها ربما نبقى معاً لكن دون أن يكون بيننا كلام حتى... هذه الخيارات المؤلمة جميعها من الأمور التي تضغط على نفسية الزوجة بعد الخيانة محاولتها الحفاظ على مظهرها القوي وأنها قادرة على تجاوز الأمر والتعامل معه.. وبعض الزوجات لا يبدين أي ردّ فعلن واضح ويحاولن كبت كل المشاعر السلبية وإخفاء انكسارهن بعد اكتشاف الخيانة، والبعض الآخر يحاولن النهوض بأسرع وقت من مرحلة الانهيار والحزن، وعلى الرغم من أهمية هذه المحاولة بالشفاء من ألم الخيانة إلّا أنها قد تترك آثاراً طويلة الأمد على نفسية الزوجة إن لم تجد طرق سليمة لتفريغ العواطف والأفكار السلبية.
و يشير المتخصصون وأطباء النفسيه أن التعرض للخيانة قد يترك أعراضاً تشبه أعراض الانسحاب في بداية علاج الإدمان خاصّةً عندما تجمع الزوجين علاقة حب عميقة، فالحب يغذي نفس مسارات المكافأة في الدماغ التي تغذيها المواد المخدرة، والشعور المفاجئ بانكسار الحب يشبه الانقطاع المفاجئ عن المخدرات...و قد تميل الزوجة المخدوعة إلى بعض السلوكيات الجديدة بعض تعرضها للخيانة والتي قد تكون شديدة التأثير على صحتها الجسدية والنفسية، مثل الامتناع عن تناول الطعام أو الإفراط بممارسة الرياضة، التدخين وتعاطي الكحول والمهدئات والمواد المخدرة وغيرها من الممارسات الخاطئه...فقد تمزق رباط الثقه والأمان والاستقرار النفسي.. ولم تعد متمسكه به كما كانت لأنها في قلق دائم خاصة لو كان هذا الخائن معدوم النخوه والضمير... فهي تبحث عن الوفاء في قلب رجل رخيص ...في البداية قد لا تأبه الزوجة بردة فعل الزوج.. وستشعر أنه كاذب بندمه ولا يستحق الرأفة أو حتى الشفقه.. لكن إظهار الزوج للندم الحقيقي بعد الخيانة قد يلعب دوراً حاسماً في تقليل آثار الصدمة على الزوجة والرغبة الأكيده في استراد زوجته حفاظا على كرامتها كعشره وأم لأولاده.. أما إذا تظاهر بالبرود وعدم الاهتمام..ومشاحنات يوميه تحول منزل الزوجيه إلى جحيم ترفضه الزوجه الصبوره.... غالبا تنهار من كل هذا القهر والظلم فكيف يكون الإخلاص بالتفاني في حب رجل بالتأكيد مريض عديم الثقه في نفسه."رمرام" كما قالت لي إحدى السيدات وهي تشكو لي خيانة زوجها وان السيده الأخرى بذيئه بل أقل جمالاً وأخلاق.. ولم يهتم اصلا بشأن الأطفال في سن الزهور أصيبوا بحاله تفسيه سيئه أثرت سلبا على عقولهم واستيعابهم بسبب المشاكل اليوميه بينها وبين زوجها....وأخيرا فأصعب انواع النساء تلك التي اذا اشتاقت أوفت .. واذا غارت جنت واذا خافت ابتعدت ...واذا أحست ان كرامتها في خطر رحلت…
تلك العنيده في الحق لاتتراجع....تضحك بصدق وتحب بصدق وتحزن بصدق التي تصبر كثيراً التي تمنحك الفرص لتتغير فهي اذا غادرت لن تعود أبداً... وللحديث بقيه..
كاتبة المقال الكاتبة الصحفية ماجدة صالح بجريدة الوفد ورئيس اللجنه العامه لحزب الوفد بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأه الوفديه.