وزير خارجية الفاتيكان يدعو إلى مساعدة لبنان على أن تترافق مع إصلاحات داخلية
دعا وزير خارجية الفاتيكان، أمين سر الكرسي الرسولي للعلاقات بين الدول، المونسنيور ريتشارد بول جالاجير، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان لمواجهة الأفق الاقتصادي المسدود على أن تترافق هذه المساعدة مع إصلاحات داخلية.
وجاء كلام المطران جالاجير في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر عن "البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة"، في جامعة الروح القدس– الكسليك، شمال بيروت، بمناسبة مرور 25 عاما على الزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان.
وقال المطران جالاجير: "لا شك في أن الأسرة الدولية يجب أن تساعد لبنان على مواجهة هذا الأفق الاقتصادي المسدود ووضع حد له. لكن هناك حاجة أيضا إلى تجدد وإصلاحات داخلية تترافق وتنبه حقيقي للخير العام والتزام مقاربة تتخطى المصالح الضيقة للأفراد والجماعات".
وأضاف: "يمكن تخطي الانقسامات والجمود السياسي والاقتصادي عبر الديموقراطية الحقة، وقوامها الحوار والوحدة والتفاهم ووضع الخير العام في مصاف الأولويات".
ولفت إلى أن "الإسلام والمسيحية يتشاركان عددا من القِيم الإنسانية والروحية التي لا تحتمل التأويل... يعيش المسيحيون والمسلمون في الشرق الأوسط ضمن منطقة واحدة، وقد شهد تاريخهم المشترك محطات مجيدة وأخرى أليمة، وهم اليوم مدعوون إلى العمل سويا على بناء مستقبل قائم على الأخوة والتعاون".
وأشار أيضا إلى "الاهتمام المستمر الذي يوليه الكرسي الرسولي للبنان منذ زيارة البابا الفخري بنديكت السادس عشر لبيروت في أيلول/سبتمبر 2012، وصولا إلى البابا فرنسيس الذي ألقى مرارا الضوء على أهمية الوحدة والحرية والعيش المشترك والتعددية والحوار، واصفا لبنان بـ"واحة الأخوة".
وقال: " لا شك في أن زوال لبنان من شأنه أن يكون موضع أسف شديد للعالم بأسره، في حين أن المحافظة على هذا البلد هي من أكثر المهام نبلا وإلحاحا التي ينبغي للعالم المعاصر أن يتولاها، كما جاء في الرسالة البابوية التي وجهها البابا يوحنا بولس الثاني إلى الأساقفة الكاثوليك عن الوضع في لبنان".
يذكر أن المؤتمر يستمر يومين ويبحث في خمسة محاور أساسية، وهي: "المسار التاريخي؛ العلاقات المسيحية-الإسلامية في الحالة اللبنانية؛ العيش المشترك والدولة والمجتمع؛ التربية والثقافات والحريات؛ وإعلان أبو ظبي ورسالة لبنان".