الدكتور جمال حماد يكتب: الله....مُطلع
الله مُطلع على قلوبكم وأعمالكم ، ولايقيمنا بصورنا أوأجسادنا... الخالق... هو الأصل في التقييم ... والقاعدة... أكرمكم عند الله أتقاكم...
ونحن مازلنا..نسير فى نفس دروب الجاهلين بامتياز ، وهى دروب الجاهلية ، والتى كانت تقيم البشر فى عصبتهم وقبائلهم وعدد بعيرهم...الفرق الأن نحن نقيم طبقًا لمعايير زائفة وهى الطبقة الاجتماعية والمركز الاجتماعي والمزايا المادية او السلطوية وغيرها من المعايير السائده فى المجتمعات المتخلفة فقط
والنتيجة نصنع لبشر مكانة ، زائفة بيننا لايستحقوها بأى حال من الأحوال والنتيجة الاكثر حزنا نزيف التخلف لايتوقف ، وبالعكس تمامًا سترى فى دول العالم الأول لديهم الإنسان إنسان لافرق بين وزير وعامل النظافة ، والنتيجة مجتمعات يحكمها الانتماء والولاء وكثير من التسامح ، لأنها صنعت مساواة وعداله قائمة على الحقوق والواجبات ، مما أدى بهذه المجتمعات لمزيد من الرفاهية والجودة والحداثة ، لأنها بفعل المساواة قدسوا العمل والانتاج ، وهنا ظهر الفرق بين مجتمعات تحكم وتسيطر ومجتمعات تابعة...
اما عن مجتمعاتنا وقعت فى أسرى التقييم المزيف ، فلم تنجح فى تقييم موضوعى للبشر قائم على الشفافية واتاحة الفرص للجميع ، ( فرص الملكية والسلطة والحراك الاجتماعي ، ) ولم تنجح فى قاعدة اصيلة للتقييم بنيت على أصل دينى معياره الالتزام والتقوى ،
والنتيجه ماتراه بشكل واقعى فى نسب الطلاق وطريقته ، ومعدلات الجريمة وتصنيفاتها ، لأنها ببساطة مثلا، معايير الزواج لدينا معايير زائفة ، نسف منها من جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه...وسلمنا عقولنا تسليم للمظاهر الخادعة...وجاءت جرائمنا لتدق ناقوس الخطر بعمق على أننا لدينا دين، لكن للأسف نفتقد التدين الحقيقى ،ونغوص عمقا فى تدين شكلى ومظهرى.
أما آن الأوان...أن نخرج من عنق التخلف ، ونعيد إلينا أصالتنا وهويتنا ، ونبدأ بما نستطيع..أم ستظل كوارث الجهل والتخلف تحاصرنا بأمتياز....
إبدأ..ولا تتردد..لايحمل الله نفسا الا وسعها...ابدأ...
كاتب المقال الاستاذ الدكتور جمال حماد استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية