المستشار أسامة الصعيدى يكتب .. بعد الإطلاع العالم الافتراضي مسرحاً للجريمة
دعونا نعيش في دهاليز هذا الموضوع الهام والذي يواكب التطور المذهل الذي تعيشة البشرية الآن، والذي بلغ قمته مع ظهور وسائل الاتصالات الحديثة وشبكات الإنترنت، والتزايد المستمر لمستخدمي هذه الشبكات.
وفى ذات السياق أضحت شبكة الإنترنت وما يتصل بها من أجهزة كمبيوتر وأجهزة اتصال حديثة مسرحاً لإرتكاب الجرائم التي تمثل عدواناً على حرمة الحياة الخاصة وإزعاجاً لمن تقع عليهم تلك الجرائم، أو سباً أو قذفاً فى حقهم، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاته المختلفة ومنها الفيس بوك وسيلة سهلة لارتكاب الكثير من الجرائم والتي تندرج خطورتها طبقاً للسلوك الإجرامي الذي يشكل النموذج الإجرامي لكل جريمة، فقد يجد الشخص نفسه مرتكباً جريمة من الجرائم المشار إليها أو مرتكباً جريمة من جرائم الإرهاب أو مستخدماً أو مروجاً لأفكار أو أعمال إرهابية أو محرضاً على ارتكابها.
وفى ذات السياق دعونا نتناول فى هذا المقال مثالاً واحداً يقع فيه الكثير من الأشخاص دون أن يدري هؤلاء أن فعلهم يشكل جريمة يعاقب عليها القانون، كما هو الحال فى مشاركة ما يتم نشره على صفحات الغير، فكثيراً ما يحدث أن يقوم شخص بكتابة عبارات على صفحته يسب فيها غيره أو يقذف فى حقه أو ينشر أخبار كاذبة فيجد ذلك هوى فى نفس شخص آخر أو يرى ذلك معبراً عن مكنونات نفسه ومن ثم يقوم بالمشاركة بنشرها على صفحته أو التعليق عليها بما يؤيدها، ففي هذه الحالة يُعد فاعلاً آخر للجريمة.
وفى النهاية »يجب الحذر من التعامل مع هذا العالم الافتراضي الوهمي الذي يختلط فيه الواقع بالوهم، فتكون الخسائر جسيمه سواء الناتجة عن اضطراب الهوية الثقافية، أو الوقوع فى مغبة إرتكاب أفعال تُشكل نموذجاً إجرامياً على مسرح هذا العالم الوهمي "الفيس بوك"، فلا يُعذر أحد بجهله للقانون«.