إعلام القاهرة تفتتح مؤتمرها العلمى الـ27 حول تحديات الإعلام والتنمية المستدامة
افتتحت الدكتورة وسام نصر، الأمين العام لمؤتمر كلية الإعلام والذي يعقد في نسخته الـ 27، تحت عنوان: "تحديات الإعلام العربيفي ضوء خطط التنمية المستدامة.. رؤى مستقبلية للإصلاح والتطوير"، والوكيل العام لشئون الدراسات العليا والبحوث، الجلسة الافتتاحية لليوم الأول، بحضور ممثلي وزارة التعليم العالي، وتحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة .
واستهلت كلمتها بتقديم التحية للحضور من الباحثين والممارسين، والشكر لمنظمي اللجان من أساتذة كلية والهيئة المعاونة والطلاب لإخراج المؤتمر بالصورة التي قام عليها، موضحة أنه منذ انطلاق خطط التنمية المستدامة في يناير 2016، أصبحت قضايا التنمية المستدامة تحظى بأهمية كبيرة من قبل العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، ويعتبر الإعلام شريكا أساسيًا في تحقيق التنيمية المستدامة بما يمتلكه من فاعلية الوصول إلى الجماهير، مضيفةً أن المؤتمر يطرح رؤى للإصلاح والتطوير من خلال باحثي وخبراء الإعلام والسياسة والاقتصاد من مصر والمنطقة العربية، ومن أبرز الدول العربية التي شارك باحثوها في المؤتمر تونس والجزائر والعراق ويضم المؤتمر حوالي 60 بحثا من دول مختلفة. تم عرضهم في شكل 7 محاور و12 جلسة بحثية.
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام ورئيس المؤتمر، أن قضية التنمية تمثل أهمية محورية للمجتمعات التي باتت تنشد التنمية المستدامة وتسعى لتحقيقها ومن بينها مصر، خاصة بسبب تداخلها مع مجالات أخرى متشابكة سياسية واجتماعية واقتصادية، ومن هنا تظهر أهمية الإعلام في نشر التنمية المستدامة انطلاقا من دوره في مناقشة ومعالجة مختلف القضايا والمشكلات الاجتماعية، مؤكدة أن تنمية العنصر البشري وتوعيته هي جوهر التنمية المستدامة، فالإنسان هو غاية التنمية ووسيلتها.
وأضافت أن المؤتمر هذا العام يأتي في إطار احتفال الكلية باليوبيل الذهبي لها في يوليو القادم كتتويج لجهود الكلية في خدمة وتوعية المجتمع وإخراج أجيال قادرة على التواصل وبخاصة في إطار الإعلام التنموي.
وفي كلمته، أشاد الدكتور محمد العطار، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، بالدور العريق الذي تقوم به جامعة القاهرة وكلية الإعلام على وجه الخصوص في مؤتمرها السابع والعشرين، وذلك لربط أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الدولة بجهود الإعلام في التوعية وظهر ذلك واضحا في محاربته للإرهاب خلال العشر سنوات الماضية.
وفي مداخلة دولية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أعرب الدكتور نوشير كونتراكتور، أستاذ العلوم السلوكية بجامعة نورث ويسترن بالولايات المتحدة ورئيس جمعية الاتصال الدولية ICA عن سعادته تدشين مقر إقليمي للجمعية بكلية الإعلام، لتنضم لمثيلاتها في تشيلي والصين وروسيا وفرنسا ونيچيريا وكينيا، ولخلق ممارسات إعلامية جادة ومستدامة وتطوير وبناء مجتمع من الباحثين الإعلاميين في المنطقة العربية.
بينما قال الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، إن دمج البعد البيئي في قضايا التنمية مثل تحديا أمام الوزارة، ومع تغيرات المناخ وجائحة كورونا، أصبحت وزارات البيئة عنصرا محورية في كل دول العالم وأدرك المجتمع الدولي أن قضايا البيئة لم تعد رفاهية، وهو ما يضع أمام الإعلام دورا مهما للتعريف بمعنى التغيرات المناخية وتأثيرها على عوام الناس، وخصوصا أن الدول النامية دول متأثرة وليس مؤثرة بالتغيرات المناخية، وأن الأمن القومي أصبح يرتكز بشكل أساسي على الأمن البيئي المتعلق بالحفاظ على الموارد الطبيعية ومن أهمها المياة.
فيما أوضحت الدكتورة غادة لبيب، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن مؤتمر اليوم فرصة لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجه تطوير أدوات الإعلام في ظل تحقيق التنمية المستدامة، باعتبار الإعلام قوة مؤثرة في عملية التنمية وبناء الجمهورية الجديدة، لذلك تؤكد القيادة السياسية دائما على دور الفرد في تحقيق هذه الأهداف ومواجهة التحديات التي تواجه بناء مصر التي نحلم بها جميعا.
وأضافت أن العالم يعيش ثورة حقيقية في مجال الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، ولم تعد ثروة الدول في مواردها الطبيعية فقط بل بما لديها من بيانات ومعلومات تكنولوجية وبمدى قدرتها على مواكبة الحياة الرقمية ، فوفقا لتقرير ديجيتال ريبورت 2021 وصل عدد مستخدمي الانترنت في مصر لنحو 60 مليون فرد، كما يقضي المصريين أكثر من أربع ساعات يوميًا على الانترنت، موضحةً أن التحول الرقمي لا يعني استبدال البشر أو استبعادهم، بل تطوير مهاراتهم وقدراتهم، وفي ضوء ذذلك أطلقت القيادة السياسية المصرية استيراتيجية مصر الرقمية، والتي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ27.
فيما أكد الدكتور عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم سابقًا، أن الإعلام مسؤل مع قطاعات المجتمع الأخرى في بناء الوعي بالتطورات التي يشهدها العالم بما يساعد المجتمع على الحماية من التطرف والإرهاب وتوعية الرأي العام بروشتة مشاريع التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، مشيرًا إلى جهود الدولة لمواجهة التغيرات المناخية والبيئية وأن الإعلام أبرز المساهمين لتوعية المجتمع بالتغيرات المناخية، لافتًا إلى أن الاتحاد العام للجامعات العربية على وشك الخروج بدراسة للتوعية بآليات وحلول القضايا التنموية.
بينما قالت الدكتورة أماني الريس، نائب رئيس معهد التخطيط القومي، إن الأداة الإعلامية هي الوسيلى الأكثر تأثيرا خلال القرن الحالي حيث زادت من طرق الوصول للمعرفة ووسائل تحقيق التنمية من خلال خلق مواقف للقضايا التي تهم المجتمعات، بالإضافة إلى دور الاعلام التنموي الذي يسعى إلى إقناع الرأي العام بضرورة التغيير الاجتماعي لتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال زيادة الوعي بأهدافها والخروج بتوصية بآلية عمل الإعلام التنموي، مؤكدةً أن أهم دور يقوم به الإعلام هو نشر المعرفة لرفع الوعي بقضايا التنمية.
وأضافت الريس، أن الأمم المتحدة أدركت دور الإعلام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء على ذلك قامت بإطلاق مشروع SPG Media Combat، وهو مشروع يضم 62 دولة في خمس قارات من بينهم مصر للوصول إلى الأهداف المنشودة لتحقيق عمليات التنمية.
وفيما يخص دور الممارسين، قال المهندس حسام صالح، المدير التنفيذي للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن المتحدة تعتبر جزءًا من الإعلام التنموي باعتبارها ترتبط بالإعلام المباشر بكل وسائله التقليدية والجديدة باعتبار أن كل ذلك يتكامل معا لصنع خريطة الإعلام التنموي الذي يعرفه بأنه إعلامًا واقعيًا متعدد الاتجاهات، واختتم كلمته بتوجيه رسالة لطلاب الإعلام قائلًا "يجب على طالب الإعلام أن يتقن أدواته لمواكبة تطورات المنافسة العالمية في المستقبل".
ينما أكد الدكتور محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة الوطن ورئيس مجموعة قنوات DMC أن الإعلام المصري تحديًا كبيرًا ذو مسارين متوازيين، الأول يتعلق باللحاق بالتطور التكنولوجي في ظل البيئة الرقمية، والثاني يتعلق بتدريب العنصر البشري والقائمين بالاتصال بغرض توعية الجمهور بكافة السبل والوسائل لتحقيق أغراض التنمية فيما أطلق عليه "الإعلام الإيجابي أو الإعلام التنموي" موصيًا بضرورة استحداث تخصص جديد للصحفيين وهو صحافة التنمية المستدامة.
كما أكد الدكتور صلاح هاشم، مستشار وزارة التضامن للسياسات الاجتماعية أن مفهوم التنمية المستدامة ربما مثل فرصة للمجتمعات للخروج من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مؤكدًا أن كل الدراسات أثبتت وجود علاقة طردية بين الفقر وتدهور البيئة، والمقصود هنا ليس الفقر بمعناه المادي فقط ولكن فقر الوعي، حيث أثبتت دراسة للبنك الدولي أجريت على المجتمع المصري أن معدلات الفقرتزداد حتى مع زيادة التمويل وذلك بسبب عامل الوعي، فالقضية ليست قضية تمويل بل قضية وعي بالاستهلاك يجب العمل عليها جيدًا من خلال الإعلام الذي يعتبر ركن أساسي للاصطفاف حول الدولة والانتقال من وضع سيء إلى وضع أفضل، وتبني استيراتيجية قومية تنموية تحقق مصالح الدولة.