المرصد الإخبارى الأوروبى: القمة الأوروبية قد تشهد توترا بسبب عضوية أوكرانيا
ذكر المرصد الإخبارى للاتحاد الأوروبى أنه من المتوقع أن تكون هناك حالة من التوتر أثناء المناقشات التى سيجريها القادة الأوروبيون خلال قمتهم المقبلة؛ نظراً لأن قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا أعربوا خلال زياراتهم للعاصمة الأوكرانية كييف مؤخراً عن تأييدهم لمنح "وضع المرشح لعضوية الاتحاد " إلى أوكرانيا فورا، بينما مازال موقف دول أخرى، وخاصة هولندا، يتسم بالتردد فيما يتعلق بهذه المسألة.
وأكد المرصد الأوروبى - فى معرض تحليل إخبارى نشره اليوم /الاثنين/ - أن الوضع الراهن يستلزم التحدث بصوت واحد خلال القمة الأوروبية المقبلة، المقرر أن يعقدها القادة الأوروبيون فى بروكسل يومى 23 و24 من شهر يونيو الجاري؛ لمناقشة مسألة منح "وضع المرشح لعضوية الاتحاد" إلى أوكرانيا وكيفية معالجة مشكلتى ندرة الطاقة ونقص الغذاء.
وأشار إلى أن أعضاء البرلمان الأوروبى سيناقشون مقترحات مفوضية الاتحاد الأوروبى الداعية إلى منح "وضع المرشح " إلى كل من أوكرانيا ومولدوفا، بينما يتم وضع شروط لمنح هذا الوضع إلى جورجيا، لافتا إلى أن الأعضاء البرلمانيين سيصوتون على هذه المسألة يوم الخميس المقبل، وأنهم سيدلون بأصواتهم أيضاً بشأن اتفاقية مع حكومات دول بالاتحاد تدعو إلى العمل من أجل زيادة احتياطيات الغاز الاستراتيجية فى أوروبا بسرعة قبل حلول فصل الشتاء.
وأوضح التحليل أن أعضاء البرلمان الأوروبى سيناقشون أيضاً موضوع علاقات الحكومة الروسية مع الأحزاب اليسارية واليمينية المتطرفة بدول الاتحاد مع الأخذ فى الاعتبار تداعيات الحرب الروسية فى أوكرانيا.
وقالت المحللة فى مجلة المرصد الإخبارى الأوروبى الكاتبة شدى إسلام "إن العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا وتزايد نفوذ موسكو فى منطقة جنوب شرق أوروبا وتقديم أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا طلبات للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى كانوا من الدوافع المحركة لإعادة تركيز الاهتمام على حملة الاتحاد لتوسيع نطاقه، حيث شهدت الفترة الراهنة انتشاراً لمخططات ومقترحات جديدة وإلقاء خطب مثيرة، بالإضافة إلى القيام بزيارات على مستوى رفيع، وذلك فى الوقت الذى يستعد فيه القادة الأوروبيون للقاء طال انتظاره مع 6 من قادة دول منطقة غرب البلقان يوم 23 يونيو".
وأضافت "حملة الاتحاد لتوسيع نطاقه كان قد أصابها التعثر فترة طويلة، ولا يمكن بين عشية وضحاها نسيان الفرص الضائعة ولا الوعود التى لم ينفذها الاتحاد على مدى عشرات السنين، وأن النهج الذى اتبعه الاتحاد واتسم بالتهاون إزاء جنوب شرق أوروبا كان قد تسبب فى حدوث حالة من الإحباط وأدى إلى فقدان شعبية الاتحاد ومصداقيته هناك، كما أن تراجع قوة التحول التى روج لها الاتحاد كثيرا أدى إلى تباطؤ الإصلاحات فى منطقة غرب البلقان وتزايد النزعة القومية هناك، ولذلك فإن الأمر يتطلب بصورة ملحة اتباع نهج جيو سياسى جديد يتسم بالحدة".
وجاء فى التحليل الإخبارى للمرصد أن التحركات الرامية لدمج دول المنطقة الست فى الاتحاد كانت قد اتسمت ببطء شديد يصل لحالة الجمود، وأنه على سبيل المثال استغرقت مفاوضات جمهورية الجبل الأسود من أجل الانضمام للاتحاد 10 أعوام، كما أن المحادثات مع صربيا كانت بطيئة بطريقة مؤلمة، وأن علاقات بلجراد الوثيقة مع روسيا ورفض حكومتها فرض عقوبات على موسكو أديا إلى توتر علاقات بلجراد مع بروكسل، وأن كوسوفا والبوسنة والهرسك مازالتا تنتظران الحصول على وضع المرشح لعضوية الاتحاد، وأن بروكسل فشلت فى بدء مفاوضات مع ألبانيا وشمال مقدونيا، ولذلك فإنه ليس من المحتمل حدوث انفراجة قريبا.
وعلى نفس المنوال، حذر مركز "روبرت شومان" للدراسات والأبحاث الأوروبية من أن تلاشى الآمال فى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى جعل منطقة جنوب شرق أوروبا تبدو بمثابة "جيب" داخل أوروبا يعانى من المتاعب الاقتصادية والتوترات الاجتماعية والصراعات المستمرة بدون حل، وأن الحرب فى أوكرانيا ساعدت على إعادة إشعال عداوات قديمة.
وأشار المرصد الإخبارى للاتحاد الأوروبى إلى أنه وفقاً لهذا التحليل، فإن القمة الأوروبية المقبلة ستتيح فرصة للاتحاد الأوروبى ليوضح ما سيحدث خلال الفترة المقبلة وليستمع إلى قادة دول غرب البلقان بشأن القضايا التى تثير القلق فى بلادهم، وأن الاتحاد إما أن يحقق خلال هذه الفرصة نجاحاً كبيراً، وإما أن يتعرض لإخفاق تام.
واختتم بالقول "نظراً لأن المنطقة تشهد حالياً تنافسأً متزايداً على النفوذ فيها، فإنه يتعين على قادة الاتحاد الأوروبى التحدث بصوت واحد إلى زعماء وشعوب منطقة غرب البلقان حتى يمكن تهدئة حالة التوتر ومشاعر القلق السائدة هناك، والحد من التنافس المتنامى على النفوذ فى المنطقة".