فتحى ندا الخبير الاقتصادى والمالى يكتب.. السجادة ليست حمراء في جدة
استقبال ملون للرئيس الأمريكي جو بايدن بمدينة جدة اليوم ضمن جولته الأولى بالشرق الأوسط والتي بدأها بتل أبيب ثم بيت لحم وينهيها بجدة، ما إن وصلت طائرة الرئاسية الأمريكية الى مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة حتى بدأت مراسم الإستقبال الملون (بألوان باردة – غير معتادة) حيث كان لون درجات السلم ليس هو اللون الأحمر المعتاد في الإستقبالات الرآسية، وما إن فُتح باب الطائرة حتى بدأ فرش سجادة لونها " بينك – أو بمبى " أيضا ليس هو اللون الأحمر كالمعتاد وكما سبق في إستقبال سابقيه من الروساء الأمريكان أو الملوك والرؤساء والأمراء العرب وحتى غير العرب.
إستقبال تشير ألوانه _ الغير متناسقة أيضا فضلا عن عدم ملائمتها لإستقبال رئيس أمريكا " في ظروف عادية " _ الى أن نتائج الزيارة ستكون غير متوقعة ولن تتطابق مع ولن تحقق ما يصبوا اليه مستر بايدن ووزير خارجيته المرافق له من: زيادة مرجوة في إنتاج البترول أو إستثمارات بالمليارات في الاقتصاد الأمريكي "كما حدث مع الرئيس ترامب" أو حتى مشتريات أسلحة أملا منهما في أن تسهم هذه القرارات السعودية فيما لو تم إتخازها من قبل العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز في تخفيف حدة الآثار السلبية لجائحة كورونا والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على الاقتصاد والشعب الأمريكى والتي حققت أرقاما غير مسبوقة من التضخم وأرقام طلبات إعانة البطالة المقدمة من العاطلين الأمريكان فضلاً عن ما وصلت إليه شعبية المستر بايدن الى أدنى مستوى تصل اليه شعبية رئيس أمريكى.
سبقت الزيارة العديد من التكهنات بكيفية الإستقبال والشخصية التي ستستقبل الرئيس الأمريكي في مطار الملك عبد العزيز بجدة، وكانت قد أجمعت أغلب تلك التكهنات وأيضا التغريدات بأن من سيستقبله هو سمو الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، بينما كان في إستقباله اليوم سمو الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود – أمير منطقة مكة المكرمة.
الجدير بالذكر والإشارة أن الإستقبال في قصر السلام بمدينة جدة كان حسب توصيات منظمة الصحة العالمية وأخذ الإحتياطات الازمة حيث تم التلامس الحذر "بقبضة اليد " ولم يحدث تصافح بيد ممدودة مع صاحب السمو الملكى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان.
والجدير بالذكرأيضا: أن كانت CNN قد نشرت تقريرا بعنوان " لاتتوقعوا رقصا بالسيوف عندما يزور بايدن السعودية"، مشيرة إلى أن "الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب للسخرية لانحنائهما للملك السعودي خلال رحلاتهما إلى المملكة. حتى أن ترامب صنع التاريخ باختيار المملكة العربية السعودية في أول زيارة رئاسية له، والتي تميزت برقصات السيف"، وقالت: "بايدن حريص على حفظ ماء الوجه من خلال تصميم رقصة البصريات بعناية. في تناقض صارخ مع أسلافه، فهو لن يذهب حتى إلى العاصمة السعودية، الرياض، واختار بدلا من ذلك عقد قمة متعددة الأطراف مع القادة الإقليميين في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر"، مضيفة: "الرسالة واضحة: هذه ليست زيارة دولة".
الذكريات تعيد لنا استقبال أوباما في الرياض حيث لم يستقبله الملك ولا ولى عهده ولا ولى ولى عهده،
هل ستتطابق نتائج الزيارة مع ألوانها الغير معتادة وغير المتناسقة أيضا، ننتظر وينتظر الشعب العربى لما قد يسلج الصدر ويخفف حتى ولو نفسيا من الضغوط الاقتصادية المركبة لجائحة كورونا والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
سمو الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود – أمير منطقة مكة المكرمة في إستقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم بمطار الملك عبد العزيز في مدينة جدة.
كاتب المقال فتحى ندا الخبير الاقتصادى والمالى