بابا الفاتيكان يبدأ فعاليات زيارة ”الاعتذار الرسمي” إلى كندا
بدأ البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، اليوم الاثنين، فعاليات زيارته إلى كندا بتوجهه إلى موقع مدرسة داخلية سابقة في ألبرتا، حيث يتوقع الكثيرون أنه سيوضح بالتفصيل الاعتذار الذي قدمه في روما هذا الربيع، معترفًا بدور الكنيسة فيما وصف بأنه "مأساة المدارس الداخلية" التي عانى منها السكان الأصليون وبخاصة الأطفال الذين فُصِلوا عن أسرهم بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن الماضي.
ووصل البابا إلى كندا أمس الأحد لبدء ما أسماه "رحلة توبة" تهدف إلى المصالحة مع السكان الأصليين لدور الكنيسة الكاثوليكية في نظام المدارس الداخلية.. كما يزور البابا فرانسيس أيضًا كنيسة في إدمونتون تم تجديدها مؤخرًا بعد أن احترقت في عام 2020.
وتستمر رحلة الاعتذار الرسمي التي يجريها الحبر الأعظم حتى 29 يوليو الجاري، وتتضمن ما لا يقل عن خمس مراحل تفصل بينها آلاف الكيلومترات بين مقاطعتي كيبيك في الشرق وألبرتا في الغرب وإقليم نونافوت في الشمال.
وأعرب في أبريل الماضي عن ندمه لوفد من السكان الأصليين والميتيس (المنحدرين من تزاوج الأوروبيين والسكان الأصليين) والإنويت (شعوب أصلية تسكن السواحل الشمالية من أمريكا الشمالية) الذين سافروا إلى الفاتيكان، ثم أعلن أنه سيسافر إلى كندا ردًا على الدعوات التي تدعو إلى الاعتذار على الأراضي الكندية.
وأُجبر ما يقدر بنحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين على الالتحاق بمدارس داخلية في كندا، حيث تعرضوا للإهمال والإساءات. وكان أكثر من 60% من المدارس تديرها الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الوقت.
كما كانت المدارس التي تمولها الحكومة في ذلك الوقت جزءًا من سياسة تهدف إلى استيعاب أطفال السكان الأصليين وتدمير ثقافات ولغات السكان الأصليين. وكان هناك أكثر من 130 مدرسة من هذا النوع منتشرة في جميع أنحاء البلاد، وكان آخر إغلاق في عام 1996.
ويزور البابا فرانسيس البالغ من العمر 85 عامًا قرية ماسكواسيس، التي يسكنها السكان الأصليون والواقعة على مسافة 70 كيلومترًا إلى الجنوب من إدمونتون، عاصمة ألبرتا، ومدينةَ كيبيك، عاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه، وإيكالويت، عاصمة إقليم نونافوت الذي يشكل شعب الإنويت الغالبية الساحقة من سكانه.