مخاوف أمريكا بشأن الصين ونفوذها .. ما مدى حدوث المتوقع ومحرّك الانزعاج؟
قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إن الصين لم تصل حتى الآن إلى ذروة قوتها، على عكس التحليلات التي تشير أن بكين ستشهد قريباً تراجعاً في نفوذها وقوتها العسكرية والاقتصادية.
وأضافت، في تقرير نشرته اليوم الاثنين: "تراجعت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لأدنى مستوى لها منذ نصف قرن، وهناك سيناريو مخيف بدأ في السيطرة على بعض المحللين وصناع السياسة الأمريكيين".
وتابعت المجلة: ”يقوم هذا السيناريو على أن فرصة الصين لضم تايوان، وهو ما يعتبر أحد أبرز أهداف السياسة الخارجية للرئيس الصيني شي جين بينغ، تقترب سريعاً، وهناك ضغوط على بكين كي تتحرك سريعاً وبشكل حاسم بينما لا تزال الفرصة في يديها“.
وقالت: "يقوم هذا السيناريو على أن صعود الصين يقترب من نهايته، هناك تراجع ديموجرافي غير مسبوق، عبء ديون ثقيل، تفاوت في الابتكار، ومشكلات اقتصادية أخرى خطيرة أدت إلى تباطؤ النمو في الصين، ومن المتوقع أن يتفاقم هذا التباطؤ، وهو ما يجعل بكين دون قوة عسكرية أو نفوذ سياسي لتحدي الولايات المتحدة“.
الصين تدرك الصعوبات
وأشارت المجلة أن بكين تدرك هذه الصعوبات، وأن هذا يمكن أن يدفعها للتحرك سريعاً قبل فوات الأوان، وبحسب ما قاله الباحثان مايكل بيكلي وهال براندز، فإن الصين ترغب في إعادة رسم خريطة العالم، إما أن يكون الآن أو لن يتحقق أبداً.
ورأت ”فورين أفيرز“ أن هذا التحليل ”مضلل“، قائلة: ”من الحقيقي أن الصعود الاقتصادي الصيني تباطأ، وأن هذا سيكون بمثابة عائق أمام الطموحات السياسية والعسكرية لبكين، ولكن السقوط الحاد ليس متوقعاً، ومن المنتظر أن يكون أي هبوط للذروة الاقتصادية الصينية تدريجياً، ومن المتوقع أن تخف حدته من خلال الإنفاق الكبير على البحث، والتنمية، والذي يهدف إلى تعويض التراجع الديموغرافي والصعوبات ذات الصلة بالديون“.
تراجع اقتصادي
وقالت المجلة: ”التراجع الديموجرافي سيؤدي لتراجع الصين على الصعيد الاقتصادي في نهاية المطاف، ولكن من المرجح أن تكون هذه العملية تدريجية وليست مفاجئة، ويظل توقيتها غير مؤكد، من المحتمل أن تتقلص القوة العاملة في الصين وستستمر في الانكماش إلى أجل غير مسمى مع تراجع عدد السكان“.
وأشارت ”فورين أفيرز“ أنه في عام 2021، انخفضت معدلات المواليد في الصين إلى مستوى قياسي، وسينخفض عدد سكان الصين بسرعة أكبر في وقت لاحق من هذا القرن، حيث سينخفض بأكثر من 200 مليون شخص بحلول عام 2060، وفقاً لتوقعات الأمم المتحدة، وهو ما يجعل النمو الاقتصادي مستحيلاً.
ولكن حتى في ظل هذا التراجع الديموغرافي، فإن الصين ستكون وفق أسوأ السيناريوهات ضمن أكبر 3 أنظمة اقتصادية في العالم، ومن المتوقع حتى في هذه الظروف أن تكون الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.