أوروبا تواجه أسوأ موجة جفاف.. والصين تدعو لاستخدام المياه بـ القطارة
تشهد أوروبا أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام. حسب بيان نشره مركز البحوث المشتركة (JRC) التابع للمفوضية الأوروبية.
ويتوزع أكثر من نصف أراضي الاتحاد الأوروبي (حوالي 64٪)، حسب البيان، في مناطق صدرت فيها تنبيهات أو تحذيرات من الجفاف.
وحسب الخبراء، فإن الأحوال الجوية الجافة والدافئة في عدد من المناطق الغربية والبحر الأبيض المتوسط ستستمر حتى نوفمبر المقبل.
وجاء في البيان: "يعتقد خبراء مركز البحوث المشتركة أن الجفاف الحالي هو الأسوأ على مدى 500 عام".
وأشارت المفوضة الأوروبية لشؤون المبتكرات والثقافة والتعليم والشباب، ماريا جابرييل، إلى أن ظروف الطقس لها تأثير سلبي على منسوب المياه ومحاصيل الحبوب، وتؤدي إلى وقوع الحرائق في الغابات.
وحسب جابرييل، فإن آثار تغير المناخ تبدو أكثر وضوحا من عام إلى آخر.
موجات الحر والجفاف في الصين
في الوقت نفسه، تشكل موجات الحر والجفاف في الصين التي تشهد ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، "تهديدا خطيرا" للمحاصيل الزراعية لفصل الخريف.
وحذرت السلطات الصينية التي تخشى على الأمن الغذائي للدولة الآسيوية العملاقة من الجفاف.
ومنذ بداية جمع بيانات الأحوال الجوية في 1961، لم تشهد الصين صيفا حارا إلى هذا الحد مع موجة تاريخية في مدتها ومداها.
فقد جف الخزان الرئيسي لمياه الشرب في البلاد نهر يانجتسي في عدد من الأماكن مما كشف عن تربة متصدعة بينما تعيش العديد من المدن الصينية منذ شهرين على إيقاع التحذيرات اليومية من ارتفاع درجات الحرارة الذي اضطر السلطات إلى تقنين الكهرباء.
وتشكل الأحوال الجوية تحديًا للزراعة، في بلد يعاني في الأوقات العادية من نقص في الأراضي الصالحة للزراعة.
ويسبب الجفاف مشكلة للمزارعين، خصوصا لزراعات الأرز وفول الصويا التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.
وفي هذه الأجواء، دعت أربع وزارات أمس الأول إلى اتخاذ إجراءات لحماية المحاصيل واستخدام المياه "بالقطارة". ويعتبر الأمن الغذائي قضية حساسة في الصين لأنها شهدت في تاريخها مجاعات.
في بداية أغسطس اعترفت إدارة الطقس في الصين بأن البلاد شهدت ارتفاعًا في درجات الحرارة أسرع مرتين من المتوسط العالمي منذ 1951 وهو مسار يتوقع أن يستمر في المستقبل.
وفي ظل نقص المياه لمحاصيلها، تحاول الصين التسبب في هطول أمطار بشكل اصطناعي خلال إطلاق مقذوفات محملة بيوديد الفضة في السماء، كما ظهر في صور بثها التلفزيون الحكومي (سي سي تي في).
وأجبر جفاف الأنهار التي تغذي السدود الهيدروليكية السلطات على تقنين الكهرباء محليا بينما يلجأ السكان إلى تشغيل مكيفات الهواء بأقصى طاقتها للتبريد.
ويعد نقص المياه أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب)، التي يبلغ عدد سكانها نحو 84 مليون نسمة وتعتمد بنسبة 80 بالمئة على السدود لتوليد الكهرباء.
وفي إجراء لتوفير التكاليف أوقف عدد كبير من المصانع والشركات نشاطها، بينما في مقاطعة بلدية تشونغتسينغ (جنوب غرب)، حيث يعيش 31 مليون شخص لا يمكن فتح مراكز التسوق إلا من الساعة 16,00 إلى الساعة 21,00.