استمرار الجدل السياسي بشأن أزمة الطاقة في ألمانيا
أعرب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الحزب المسيحي البافاري ماركوس زودر، للحكومة الألمانية عن استعدادهما للتعاون في ضوء أزمة الطاقة.
قال ميرتس في المؤتمر العام لحزبه في هانوفر، اليوم السبت: "نعم، نحن نتجادل حول التفاصيل. لدينا آراء مختلفة حول العديد من النقاط، لكن من الضروري أيضا التعاون في مثل هذا الوقت الصعب"، موضحا أن هذا ينطبق هذا على الولايات الألمانية التي يحكمها حزبه أو الحزب البافاري، وكذلك على الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي.
تجدر الإشارة إلى أن الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب البافاري يشكلان معا ما يعرف باسم "التحالف المسيحي".
وذكر ميرتس أن التحالف المسيحي يعرض على الحكومة الاتحادية التعاون حيثما أمكن، وقال: "علينا أن نصل إلى حلول مشتركة وكذلك التصرف على نحو مشترك. إذا لم تقبل الحكومة الاتحادية ذلك الآن، فستكون هذه مسؤوليتها وحدها. وسوف نوضح ذلك أيضا في الأيام والأسابيع المقبلة".
وكان ميرتس اتهم المستشار أولاف شولتس في وقت سابق بقلة التواصل والتعاون مع التحالف المسيحي في مكافحة أزمة الطاقة.
وقال زودر موجها حديثة للحكومة الاتحادية: "عزيزتي... إشارة المرور"، لتحصلي على المساعدة من الأشخاص الذين يفهمون شيئا عن الأزمات".
تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم الألماني يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، ويطلق عليه اسم ائتلاف "إشارة المرور" على خلفية الألوان المميزة لكل حزب من الأحزاب الثلاثة (الأحمر والأخضر والأصفر).
وكان زودر اتهم الحكومة الاتحادية في وقت سابق بالتصرف بصورة عشوائية في أزمة الطاقة. وقال زودر، الذي يشغل منصب رئيس حكومة ولاية بافاريا، إن لديه انطباع بأن "هذه الحكومة الجديدة أصبحت مثقلة بالأعباء بشكل متزايد"، مؤكدا ضرورة أن تكون المهمة الأساسية للحكومة هي ضمان "منازل دافئة، وطعام ميسور التكلفة، وطاقة ميسورة التكلفة، ووظائف آمنة".
وفي إشارة إلى تبادل الانتقادات بين شولتس وميرتس قبل أيام قليلة في البرلمان الاتحادي (بوندستاج)، قال زودر: "لا أريد أن أرى مستشارا صارخا في ألمانيا"، مضيفا أن وزير الاقتصاد الاتحادي روبرت هابيك "ليس أكثر من مجرد فتى بارز يئن".
وفيما يتعلق بإمدادات الغاز، انتقد زودر تدبير الحكومة الاتحادية حتى الآن عدد قليل جدا من البدائل لمواجهة نقص إمدادات الغاز الروسي، وقال: "عندما يقول الوزير المسؤول في ألمانيا في ظل أكبر أزمة غاز في بلدنا: فقدت المسار ولم يعد لدي أي فكرة حقا"، فإن هذه تعتبر شهادة فقر لهذا البلد. كما دعا زودر مجددا إلى إلغاء الرسوم الإضافية على الغاز المثيرة للجدل، والتي تهدف لدعم شركات استيراد الغاز.