أوروبا تواجه شتاء مرعبا بعد توقف إمدادات الغاز الروسي
من المستحيل على الاتحاد الأوروبي تقليل الاعتماد على إمدادات الغاز الطبيعي الروسية في العام المقبل دون توقف الإنتاج بشكل هائل وإغلاق المصانع.
وأظهرت أبحاث اجرتها صحيفة “RBK Business” نقلا عن دراسة أجراها القسم الروسي السابق في شركة الاستشارات Yakov & Partners، أنه على الرغم من التقارير التي تفيد بأن مخازن الاتحاد الأوروبي ممتلئة، فإن الكتلة لم تتغلب بعد على اعتمادها على الطاقة الروسية ولن تكون قادرة على اجتياز الشتاء المقبل والعام المقبل “دون الحفاظ على إمدادات الغاز من روسيا أو خفض كبير في الاستهلاك”.
وأوضح التقرير أنه من أجل تلبية احتياجاتها حتى نهاية عام 2022، سيتعين على الدول الأوروبية إما الحفاظ على وارداتها من روسيا أو خفض استهلاك الغاز بمقدار سبعة إلى 12 مليار متر مكعب إضافي، وهو أمر ممكن فقط مع الإغلاق الكامل أو الجزئي لعدد من الصناعات.
وأضاف التقرير أن العجز قد ينمو إلى 20-30 مليار متر مكعب إذا تعافى الطلب الصيني على الغاز الطبيعي المسال أو إذا كان الشتاء باردا وطويلا، أو في حالة حدوث اضطرابات في سلاسل التوريد.
وأشارت شركة Yakov & Partners إلى أن 70٪ من قدرات إنتاج الأسمدة النيتروجينية في الاتحاد الأوروبي قد توقفت بالفعل، وتم تخفيض إنتاج الألومنيوم بنسبة 25٪ ، وإنتاج الصلب بنسبة 5٪.
واقترح التقرير أن الانخفاض في الإنتاج من المرجح أن يستمر “حتى في حالة الشتاء المعتدل”.
وقالت إيلينا كوزنيتسوفا، الشريكة في الشركة: “من منظور عام 2023، فإن رفض الغاز الروسي يعني عجزا يتراوح بين 40 و60 مليار متر مكعب للدول الأوروبية حتى مع الحفاظ على المعدل الحالي لتوفير الغاز لعام 2023 بأكمله”.
وأوضحت أن 60 مليار متر مكعب من الغاز قابلة للمقارنة مع الاستهلاك السنوي للغاز في فرنسا وبولندا مجتمعتين، أو إجمالي الاستهلاك السنوي للغاز في صناعات مثل إنتاج الأسمدة والبتروكيمياء والمعادن الحديدية وغير الحديدية، وجميع الهندسة.
وحذرت كوزنيتسوفا من أن وقف هذه الصناعات سيؤثر بشكل أكبر على الصناعات الأخرى ذات الصلة، من الزراعة إلى الخدمات.
وفي وقت سابق، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن أزمة الطاقة تتفاقم في دول أوروبا.
وقال نوفاك: "الفواتير المرتفعة مقابل المرافق، والغاز، لا يستطيع المستهلكون دفعها، وهذه الأزمة آخذة في الازدياد".
وعلق نوفاك أيضًا على كلمات رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي دعت الأوروبيين إلى إرسال فواتير الكهرباء والغاز إلى روسيا.
وختم بالقول: "يمكنك أن تنصح بأي شيء، لكن هذا لن يجعل الأمر أسهل".