الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب .. أكتوبر وتنشيط ذاكرة الشباب
تتجدد اليوم الذكرى الـ ٤٩ على انتصارات حرب السادس من أكتوبر المجيدة التي فتحت آفاق تحرير الأرض والعرض وللأسف لم يعرف شبابنا عن هذا النصر قدرا معقولا من المعلومات التي ينبغي أن تظل ثابتة في ذاكرتهم ولم يلتقي شبابنا بأبطال كالذين أطلق عليهم (أكلة الدبابات أو صائدي الدبابات) كاللواء عبد الجابر أحمد على قائد الكتيبة 35 فهد، وهى المخصصة للصواريخ المضادة للدبابات بالجيش الثاني وعبد العاطي ومحمد المصري وغيرهم من الإبطال.
شباب كثيرين للاسف لم يعرفوا حتى سنة هذه الحرب وهذا النصر بالرغم من أنها مدونة في كتب التاريخ ووثقتها كل الأفلام وكل الوثائق وما زلنا نجد عددا ليس قليل من الشباب معلوماتهم سطحية للغاية عن هذا النصر الكبير والعظيم وذا سألت شباب كثير تأتي إجاباتهم صادمة بسبب عدم المعرفة والإلمام حتى بساعة العبور بخط بارليف ولا بمعركة العش ، ولا معركة الفردان ولا أية معلومات عن معركة الثغرة في الدفرسوار وصل الحال إلي درجة أن إحدى الطالبات عندما تحدثت عن حرب أكتوبر (العاشر من رمضان) تحدثت بمنطق التشكك إذا كانت مصر انتصرت أم هزمت في هذه الحرب.
حاولت بقدر استطاعتي الدخول في العديد من المناقشات مع شباب تتراوح أعمارهم من 20 إلي 25 سنة تبين لي أن شبابنا وصل به الأمر إلى أنه على غير علم بتاريخ العسكرية المصرية المعاصر، والمؤسف أننا نتركهم يستقبلون ما يقال لهم عبر الفضائيات وأدوات الميديا المختلفة بما في ذلك أفلام إسرائيلية مصورة باللغتين العربية والإنجليزية عن «بطولات» جيش الدفاع الإسرائيلي ويضعون أمام الشباب المصري صورا لبطولات وهمية للجيش الإسرائيلي وينجحون في تصوير أنهم لم يهزموا من جيش عربي قط وللأسف يصدقهم بعض الشباب ونجدهم يشككون في هذا النصر بالرغم أن إسرائيل هزمت هزيمة تاريخية أمام العالم.
هناك مجريات لهذه المعركة العظيمة والمشرفة التي خاضها آباؤنا وأشقائنا من رجالات القوات المسلحة ضد العدو الإسرائيلي، ولكن لماذا طواها الزمن وكأنها لم تحدث ولم يعرف عنها الشباب.
صحيح هناك مواقع عديدة تتحدث عن حرب أكتوبر، ولكن القليل من هذه المواقع التي نجد فيها التفصيل الكافي والصور التوضيحية وأين الأعمال الدرامية والأفلام الوثائقية التي تخلد هذه المعارك، باستثناء أعمال قليلة توضح لنا كيف أن أبطال الجيش المصري ما هانوا وما ضعفوا وقاتلوا في حدود ما كان متاحاً من إمكانات، وكيف أن أجهزة المخابرات والاستطلاع العامة والعسكرية أحسنت التخطيط والمراوغة لهذه المعركة التي أعادت كرامة المصرين ، الأمر الذي يستوجب أن قطاع من شبابنا يحتاج إلى إعادة نظر لتنشيط ذاكرتهم بكل الوسائل ، سواء كانت هذه الوسائل درامية أو وثائقية حول هذه المعركة المهمة التي يجب أن تلهم أجهزة الدولة أو القائمين على العمل الفني بأن يقدموا أعمالاً تليق بمصر وتصنع مراجع مصورة للذاكرة الوطنية لشبابنا ومعرفتهم بمعركة تبة الشجرة على مسافة 10كم شرق قناة السويس حيث تمكنت القوات المصرية من الاستيلاء عليها بعد معركة شرسة ومعركة الفردان التي دارت بين فرقة أدان وفرقة أبو سعده، عندما قام العميد حسن أبو سعده، قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني بصد الهجوم المضاد الذي قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلي، وتدمير كافة دباباته، وتمكن وقتها العميد يسري عمارة من أسر العقيد عساف ياجوري قائد اللواء الإسرائيلي .
كان ينبغي توعية شبابنا أن يدرك أن الإعلام العالمي لعب دورا كبير في إعلاء النزعة العنترية والتعالي لدي الإسرائيليين أيام حرب أكتوبر.
وأيضا لا أدرى لماذا لا يتعرف الشباب على أسماء القادة الأبطال العسكريين وقت الحرب في الجيش المصري مثل قائد الحرب الرئيس محمد أنور السادات هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ، و الفريق أول أحمد إسماعيل علي وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة ، والفريق سعد الدين الشاذلي هو رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة ، واللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ، و اللواء فؤاد ذكري قائد القوات البحرية ، واللواء محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية ، واللواء محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي ، و اللواء سعد الدين مأمون قائد الجيش الثاني الميداني ، واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني ، واللواء محمد سعيد الماحي مدير سلاح المدفعية ، واللواء كمال حسن علي مدير سلاح المدرعات ، واللواء مهندس جمال محمد علي مدير سلاح المهندسين ، والعميد نبيل شكري قائد وحدات الصاعقة ، والعميد محمود عبد الله قائد وحدات المظلات ، واللواء إبراهيم فؤاد مدير المخابرات الحربية.
لماذا لا نقترح جمع الفيديوهات التي تتحدث عن النصر ونعرضها الشباب ونعرفهم أهمية النصر وأكتوبر" بدلا من أننا نجد عدد كبير من الشباب لا يعرف عن هذا اليوم سوى أنه يوم أجازة ".
اقترح أن الاحتفال لا يقتصر على الإعلام بإذاعة الأفلام، والاحتفال بالعرض عند المنصة فقط، أتمنى أننا نحتفل بذكري هذه المعركة في الميادين العامة ويخرج المصريون كما خرجوا في ثورة 30 يونيه ونحتفل بالذكرى المجيدة".
لأن الاهتمام بهذه الاحتفالات ينقل رسائل ثابتة للشباب لا يتم محوها من ذاكرة الشباب ويرفع درجة الانتماء للوطن، ولماذا لا نفكر في عمل عروض عسكرية للشباب والأطفال الصغار، وتوزيع كتيبات على المدارس حول هذه البطولات قبل احتفالات أكتوبر فيها ملخص عن هذه الحرب و بسالة الجيش المصري و الدروس المستفادة، وتكون طريقة عرض الأحداث فيه بطريقة مشوقة تثبت في ذهن الطفل والشاب و تعرفه حرب أكتوبر و سلسلة الإحداث المتتالية للحرب، ونعرض علي شاشات التليفزيون في الميادين العامة و على شاشات العرض عند قاعة المؤتمرات و فيديوهات لحرب أكتوبر و نعرض صور أرشيفية للحرب، وعلى مدار اليوم يتم تشغيل أغاني وطنية بصوت عالي" لعمل تنشيط جيد لعقول الشباب بهذه الذكرى .
كما تقوم وزارة الشباب والرياضة بتقديم مجموعات الطلائع في المحافظات على أن تنعش ذاكرة الشباب
كاتب المقال الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق ..