الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. حازم إمام.. وروح الزمالك
بعد نتائج منتخب الشباب لكرة القدم المخيبة للآمال فى بطولة أمم أفريقيا التى تستضيفها مصر وضياع فرصة التأهل لكأس العالم، أسرع اتحاد الكرة الخُطى فى التعاقد مع الخبير التحكيمى البرتغالى فيتور بيريرا، لتهدئة الرأى العام بعد نكسة المنتخب التى كانت امتدادًا لإخفاقات المنتخبات الوطنية.
وبصرف النظر عن الإشادة التى تلقاها «بيريرا» من خبراء التحكيم إلا أن المشكلة ليست فى الحكام فقط فهم جزء من منظومة متشعبة ومنها الملاعب التى تشكل صداعًا فى رأس الأجهزة الفنية للأندية والمنتخبات لحالة السوء التى تسيطر على ملاعبنا.
والمشكلة أن الملاعب الرئيسية التى هى واجهة الكرة المصرية أفريقيًا وعالميًا تتعرض لضربات متتالية لأرضيتها لعدم راحتها وغياب الصيانة، ما تسبب فى إصابة عدد كبير من اللاعبين وغياب المستوى الفنى لخوف اللاعب على قدمه والحد من مهارته الفنية والبدنية، واشتكى الكثير من المدربين محليين وأجانب يتولون تدريب أندية مصرية ونبيل معلول مدرب الترجى التونسى خلال تدريبات فريقه والمباراة الأخيرة مع الزمالك ببرج العرب، ما أعطى صورة ليست جيدة عن ملاعبنا التى نتباهى بها.
وتوقفت عند تصريح لحازم إمام عضو مجلس اتحاد الكرة حين برر الخروج المذل لمنتخب الشباب من الدور الأول لأمم أفريقيا واختزل ما حدث فى «الخوف وعدم التركيز» من جانب اللاعبين خاصة وأن الاتحاد وفر لمنتخب الشباب 46 مباراة ودية قبل البطولة، ومهمة الاتحاد الأساسية إعداد المنتخب بشكل جيد وقمنا بها.
وهذا تبرير ومنطق ليس سليمًا لأنه قبل توفير المباريات كيفية اختيار المدرب، وهل هناك لجنة محايدة فنية على درجة عالية من الكفاءة والموضوعية اختارت هذا المدرب أو ذاك سواء لمنتخب أول وشباب أو أولمبى وناشئين؟
الاختيار السليم للمدرب يحل الكثير من المشاكل التى ستظهر مستقبلا ويترتب عليه انتقاء اللاعب الدولى حسب المرحلة السنية وتوازنه النفسى والانفعالى بالتوازى مع الجوانب الفنية والبدنية وبالتالى لن تجد لاعبًا دون المستوى فى كل جانب من جوانب التفوق وخاصة الخوف وغياب التركيز!
والمدرب إذا لم يكن مقنعًا للاعب فلن يفيد مائة مباراة بروفة للمباريات الرسمية، وكيف يستفيد اللاعب من وديات وهو لا يعرف أساسيات الكرة من تسليم وتسلم فاختياره للانضمام للمنتخب غير سليم لأنه اعتمد على مهارته الفنية بعيدًا عن الضغط على الخصم والتحامه، والتمركز وبناء هجمة وانتشار إيجابى وطريقة تفكيره وحلوله داخل الملعب وخلافه!
= مازلت أرى أن الروح والاصرار سلاح كروى فتاك تُعوض جانبًا من النواقص الفنية، وهو عامل مهم فى فوز الزمالك على الترجى ببرج العرب وانتعاش حظوظه فى التأهل لربع نهائى دورى الأبطال الأفريقى.
ولو لعب الزمالك بنفس الروح أمام شباب بلوزداد فسيعود إلى القاهرة بـ3 نقاط ثمينة تقربه جدًا من المفاجأة، ولكن الفرق بين لقاء الترجى وموقعة بلوزداد بالجزائر أن الأخير سيكون متحفزًا للفوز للتأهل عكس الترجى الذى ليس بالقوة المعروفة – كما هو حال بطل الجزائر- وجاء إلى القاهرة للنزهة، وعلى قدر روح كل لاعب واصراره واستغلال الفرص ستكون قيمة الانتصار على بلوزداد ممثلا فى فوز كبير أو على قدر التأهل!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ .. الناقد الرياضى ومدير تحرير الوفد