مجدى سبلة يكتب .. سيطرة اعلام الفيديوهات
في احد الدردشات مع زميلي الصحفي صفي الدين دياب مراسلنا من امريكا منذ 30 عاما ورئيس تحرير موقع سفنكس نيوز قال لى يا استاذ مجدى توقف عن الكتابة الورقية والرقميه فاندهشت قائلا المقال مقال رأى قال المقال الصحفي الان أصبح لدينا اسمه مقال مرئى .
قلت كيف قال عندما يكون لديك قضية تريد الكتابة فيها وتقول رأيك قم بتسجيله في فيديوا وأرسله الينا ونحن نبثه بثا مباشرا لان الإعلام أصبح لدينا في امريكا واوربا هو اعلام الفيديوهات.
اى مقال عن قضية يصبح عبارة عن تسجيل مدته من 4 إلى 5 دقائق تشرح وتفصل القضية التى تتكلم فيها وتقول رأيك فيهابوضوح .
قلت له وماذا عن بقية القوالب الخبر والتحقيق وتغطية الحدث والحوار قال كل قالب من القوالب يتم تحويله الى فيديوهات لان المواطن لم يعد يشترى جورنال ولم يعكف لقراءة مقال رقمى أمام الموبايل او الكمبيوتر او أمام التليفزيون لكنه ممكن أن يسمع المقال المرئي في اى وقت أو اى مكان وبالتالي وفر ثمن الجريدة والمجلة وودع الجلوس امام الكمبيوتر والتليفزيون .
فالمواطن اصبح مكتفيا بالموبايل يسمع عليه ما يشاء من خبر او تحقيق أو حتى مقال بطريقة الفيديو يكون القالب مصحوبا بصورة حية عن الموضوع او الحدث .
أمام كلام صديقي الصحفي المصرى الأمريكى قلت وداعا الإعلام المصرى التقليدى الذى عرفناه وتعلمناه ودرسناه وسالت نفسي ودار خلدى ماذا نصنع في مؤسساتنا الصحفية التى شكلت وجدان وتنوير المصرين هل نغلقها وماذا ستصنع في الهيئة الوطنية للصحافة التى خلقها الدستور ولم يعد لها دور وماذا نصنع في ماسبيرو والهيئة الوطنية للاعلام ..واين سيذهب ما يسمى بالمجلس الوطني للإعلام والى أين سيذهب عمال المطابع وكيف نعيد تأهيل عشرة آلاف صحفي مصرى مشتغل وماذا نصنع بمطابع هذه المؤسسات هل نبيعها خرده ام ماذا سنطبع عليها وهل سنودع الأحبار والزنكات والدشت وعالم المطابع الذى كنا نعيش فيه ..
أطالب الحكومة بتشكيل فريق استشارى يضم كل تخصصات وتقنيات الإعلام بكل وسائله ومحتواه ويحدد محتوى جديد يخاطب العقل المصرى ويشكل وجدانه كما شكل الإعلام القديم وجدان المصرين ..نحن الآن في مفترق طرق وتغير مسار في مجال بتعلق بوعي المصرين وما ادراك ما وعي المصريين .
وهل نقول وداعا للهيىة الوطنية للصحافة والهيىة الوطنية للاعلام والمجلس الأعلى ونقابة الصحفيين والمؤسسات الصحفية القومية والخاصة والمستقلة. واهلا ب احمد مبارك وشريف الصيرفي ،في تجربة المقال المرئي .
كاتب المقال الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق