رجب هلال حميدة يكتب ..يوميات رمضانيه.. مفهوم الخلافة
عندما تولى يوسف بن تاشفين الحكم في دولة المرابطين طلب منه بعض الفقهاء أن تكون ولايته من الخليفة في بغداد، في الوقت الذي نصحه البعض الاخر ان يلقب نفسه بامير المؤمنين ويعلن نفسه خليفة، فهو الحاكم الاقوى في بلاد المغرب والاندلس، وبينه وبين الامامة الجامعة الشاملة للمسلمين في ذلك الوقت الممثلة في الدولة العباسية وحاضرتها بغداد ، دولة قاسمة هي الدولة العبيدية في مصر، فلا حاجة لان نتبع بغداد؟! وكأن لسان حالهم يقول : ما الحاجة لكي نتوحد مع المسلمين؟!
ما الحاجة لكي نكون كالجسد الواحد؟ّ!
لسان قذر كانت ارهاصاته وقتها مبتورة ،وهو نفسه اللسان الذي نسمعه هذه الايام ،يتفاخر كذبا ان "نَجْدْ" لم تتبع تلك الامامة او ان "المغرب" لم يتبع تلك الامامة ايضا يوما!! وكأن في ذلك فخر وليس بعار،وكأن التبعية فقط بقوة السلاح والجبر.
وهاهو القائد يوسف بن تاشفين يضرب على انوف هؤلاء مستنكرا اقوالهم قديما والتي تتردد اصداءها حتى اليوم، فيرفض لقب امير المؤمنين، ويرسل رحمه الله رسالة للخليفة في بغداد أبوالعباس أحمد المستظهر بالله يطلب منه - وكأنه بحاجة لذلك اصلا - تقليدا وعهدا بحكم البلاد التي تحت يديه في الاصل - فجاء الرد من بغداد سريعا،بمنحه لقب «أمير المسلمين وناصر الدين» ، وكذلك بالخلع واللواء، والعهد بذلك، كما أن الإمام ابي حامد الغزالي والقاضي الطرطوشي، أرسلا إليه خطابًا يحثانه على خدمة الإسلام ويفتيانه في ملوك الطوائف.
فضربت العملة في بلاد ابن تاشفين باسم امامة المسلمين ووحدتهم (الخلافة) ودعى الخطباء على المنابر بذلك - رحم الله رجلا عرف معنى الوحدة بين المسلمين.... رحم الله القائد المسلم يوسف بن تاشفين ...