المسـتشار أسامـــة الصعيدي يكتب : بعد الإطلاع خارطة طريق للاستثمار الرياضى
شهدت صناعة الرياضة فى العالم تطوراً مذهلاً فى نظم الإدارة وبات الاستثمار الرياضي واحداً من أهم الاستثمارات الاقتصادية فى العالم، بل هو العمود الفقري الذي تعتمد عليه بعض الدول لإنعاش خزينة اقتصادها، وأصبحت الرياضة تمثل نشاطاً صناعياً واقتصادياً قوياً، حيث قدر الاستثمار الرياضي السنوي العالمي قرابة 840 مليار دولار عام 2020.
وفى ذات السياق بات ضرورياً أن نتسائل مع العقول الإدارية التي تدير الرياضة فى مصر هل مازال السوق الرياضي يحبو فى تجربة نادي بيراميدز فقط دون دراسة تلك التجربة بعيداً عن أثر الانتماءات الرياضية فى فشل أو نجاح الاستثمار الرياضي فى مصر، وهل يعي السوق الرياضي فى مصر والقائمين عليه أن الرياضة تحولت من مجرد هواية إلى علم وتنمية اقتصادية وبشرية تحتاج عقول تصبوا إلى تلك التخصصات من خلال ثقافة حاكمة لتلك العقول وهي ثقافة الاحتراف الاستثماري والتي تحتاج إلى خارطة طريق للاستثمار فى مجال العمل الرياضي وهي خطة محكمة تبدأ من وجود عمل تشريعي يتناول كل جوانب الاستثمار الرياضي وضماناته بعيداً عن البيروقراطية الإدارية ثم اختيار العقول الإدارية والخبراء المختصين شريطة أن تكون عقول تدرك أهمية العمل فى دهاليز الاستثمار الرياضي هذا بخلاف الاستناد إلى الأساليب العملية المعتمدة فى مجال العمل الرياضي.
وفى ذات السياق أيضاً يجب التأكيد على أهمية السياحة الرياضية فهي جزء هام من الاستثمار الرياضي، وفى هذا المقام يجود بخاطري سؤال هام لم أجد إجابة له حتى الآن، وهو هل استفاد السوق الرياضي المصري والقائمين عليه من تجربة احتراف محمد صلاح والتي بدأت من نادي المقاولون العرب وشرفت بأن أكون أحد الحلقات الهامة فيها حال عضويتي بمجلس الإدارة وإشرافي على ملف كرة القدم فى النادي فى ذلك الوقت منذ بداية التفاوض مع نادي بازل السويسري، وفى الحقيقة من وجهة نظري لم نستفيد حتى الآن من تجربة محمد صلاح والذي أضحى عملاً مؤسسياً يجب دراسته منذ بداية حلقاته حتى الآن والاستفادة منه فى مجال السياحة الرياضية بخلاف أوجه الاستفادة الأخرى.
وفى النهاية »يجب التأكيد على أن العقول الفارغة الساذجة مضيعة للوقت والجهد، والثروة الحقيقية هي فى عقول لا تعرف سوى ثقافة النجاح «.