الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب..قبل وقوع الكارثة..!
أثارت تصريحات الخبير الجيولوجي والموارد المائية المصري عباس شراقي، على قناة العربية وبعض الفضائيات، مخاوف المصريين حول إمكانية انهيار سد النهضة في أي وقت وطالب البعض بوضع هذه التصريحات المنطقية موضع اهتمام خوفًا من كارثة تأكل البشر والحجر والشجر.
تصارعت وتيرة التقارير والدراسات التي أكدت إمكانية حدوث انهيار للسد بعد زلزال بقوة" 5 درجات" ضرب إريتريا مؤخرًا، والمنطقة تقع في نطاق الأخدود الأفريقي العظيم الواقع في حزام الزلازل يربك الحسابات ويضع المنطقة فوق فوهة بركان ساحق بسبب ظروف طبيعية وبشرية تجمعت في خلق يؤرة توتر وأزمة مع مستجدات التغييرات المناخية والكوارث الطبيعية التي لم تترك منطقة في كل بقاع الكون تقريبًا.
صخور بناء سد النهضة "نارية ومتحولة" وتتسم بالتشقق والتحلل، بجانب زيادة سعة السد بشكل مفرط دون إجراء دراسات دقيقة، وفي منطقة نشطة زلزاليا وأكثر أمطارًا وفيضانًا.
وتزيد الأمور تأزما مع سعة السد "74 مليار متر مكعب"، دون إجراء دراسات دقيقة تدعم هذه الزيادة ويزيد فرص الانهيار المفاجئ توابع الزلازل" المتواصل" وليس الزلزال الأصلي فقط.
وخلال الـ 15 عامًا الأخيرة تم إنشاء 70 سدًا صغيرًا على أنهار شمال إثيوبيا، و انهار 45 سدّا، مايكشف مأساة إنشاء سدود ضخمة على أنهار الهضبة الوسطى لشدة انحدارها خاصة في حوض النيل الأزرق أكبر أنهار الهضبة وأشدها قوة.
وأي انهيار للسد نتيجة للهزات الأرضية، يؤدي إلى كارثة بشرية هائلة لم يشهدها التاريخ ، وتوابعها ستكون على السودان ومصر، وتفوق انهيار سد" بانكياو "بالصين في أغسطس 1975، ومقتل أكثر من 150 ألف شخص، في أعنف أعاصير التاريخ.
انهيار السد لن يقتصر على السودان ويتخطاه للمنشآت والسدود السودانية على النيل مما يضيف كميات هائلة من المياه إلى الكارثة غير المسبوقة.
الحكومة المصرية تحارب في جبهتين الأولى، السعي لايجاد زخم دولي يساند مطالب مصر باتفاق قانوني مُلزم ينظم عمليتي ملء وتشغيل السد بعد ضرب إثيوبيا لاتفاق إعلان المبادئ في مارس 2015 عطفًا على فترات الجفاف والتي تصيب مصر كلها بالشلل المائي، والثانية يتضمن شقين، إقناع السلطات الإثيوبية بتقليل سعة السد والتي تصل حاليا لـ74 مليار متر مكعب وعمل صيانات دورية وإشراف دولي مع تأمينه ضد أي زلزال رغم صعوبة ذلك لأسباب عدة، والثاني وهو الأهم ونكون في هذه الحالة " ردة فعل " لأزمة واردة بنسبة كبيرة حال حدوث لا قدر الله الانهيار، وعلى الحكومة التخطيط له مبكرًا من خلال تطوير منخفض توشكى مسافة 250 كم جنوب السد العالي و56 كم غرب بحيرة ناصر، وسعته 120 مليار متر لكن المشكلة أن مياه انهيار سد النهضة تفوق سعة بحيرة ناصر وفتح بوابات السد العالي نفسه ما يضر بجسمه ووجوده أيضا بشكل أو بآخر..!
ليس من قبيل الشطط اختيار توقيت ومكان السد الذي يذهب بفكرك لحيل شيطانية هدفها تدمير مصر بشريًا واقتصاديًا وجيوسياسيًا وإزاحتها من على الخريطة باعتبارها صمام أمن والقلب النابض للأمتين العربية والإسلامية، ولا تقارن معه أي تكلفة مالية في سبيل تحقيق هدف الأعداء منذ أن عرفت البشرية التاريخ..!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد.