الكاتب الصحفي عبد الناصر محمد يكتب: تخاريف صيام ( ٣ ) أغنية رمضانية أقدم من شهر رمضان نفسه !!
كلمات فرعونية الأصل حفرت لنفسها تاريخا مرموقا فى سجل الأرشيف الغنائى العظيم الخاص بشهر رمضان المبارك.
وهذه الكلمات هى الأخرى كانت فى العصر الفرعونى القديم عبارة عن فقرة غنائية كانت يطلقها المصريون الفراعنة للترحيب بالملكة " إياح حتب " ومعنى هذا الاسم " قمر الزمان " وهى والدة الملك أحمس الأول قاهر الهكسوس وذلك فى نهايات الأسرة السابعة عشرة.
كانت الملكة محل تقدير كبير من جانب الشعب نظرا لتضحياتها العظيمة من أجل الوطن ولذلك كانت جماهير الوطن حريصة على الخروج لاستقبالها حاملين المشاعل والمصابيح وهم تلك الكلمات الخالدة " وحوى يا وحوى إياح " .. ومعناها " مرحبا يا قمر ".
ومن هذا التراث العظيم استلهم الشاعر الغنائى القديم محمد حلمى المانسترلى هذه العبارة لتكون مقدمة أغنية رمضانية عظيمة من أشهر أغانى رمضان وقام الملحن أحمد عبدالقادر بتلحينها وغنائها عام ١٩٣٧.
وهناك قصة وراء غناء المطرب والملحن أحمد عبدالقادر لهذه الأغنية، مفادها أنه حينما قدم من محافظة الشرقية للالتحاق بالإذاعة المصرية في الثلاثينيات كان النظام المعمول به هو تخصيص خمس عشرة دقيقة لكل ملحن يختار فيها أغنيات ثلاث للبث. وقتها عرض عليه الموسيقار محمود الشريف أن يغني «رمضان جانا»، لكنه فضل عليها «وحوي يا وحوي»، فاضطر الشريف لعرضها على المطرب محمد عبدالمطلب، الذي تردد في قبولها أول الأمر، لكنه وافق لاحقاً بسبب حاجته للمال بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية التي كسدت فيها الأعمال الفنية وأغلقت خلالها المسارح ، وهكذا غنى عبدالمطلب «رمضان جانا» التي تكلف إنتاجها عشرين جنيهاً، ذهبت ستة منها له، بينما غنى عبدالقادر «وحوي يا حوي» التي اشتهر بسببها دون أغانيه الكثيرة الأخرى.
ثم أعاد فتحي قورة وأحمد صبري صياغة كلماتها وألحانها لتغنيها الطفلة اللبنانية هيام يونس وعمرها آنذاك خمس سنوات ضمن أحداث فيلم «قلبي على ولدي»
بطولة زكى رستم وكمال الشناوى وأمينة رزق للمخرج هنري بركات فى عام 1953.
وهذه الفتاة ظهر نبوغها الفنى وهى فى الرابعة من عمرها حين غنت ببراعة لفتت الأنظار أغنية " غنيلى شوىّ شوىّ " للأسطورة أم كلثوم ، ولُقبت هذه الفتاة بأعجوبة القرن العشرين نظرا لتألقها وتميزها وهى مازالت فى سن صغيرة.