الكاتب الصحفى محمد المصرى يكتب: طلب احاطة د. سرور .. بين المعارضة والأغلبية
رغم أن د. فتحى سرور – رحمه الله – كان عضواً بارزاً فى هيئة مكتب الحزب الوطنى ، وأحد أعمدة نظام الرئيس الاسبق حسنى مبارك .. واختلفت معه كثيرا فى بعض القضايا .. لكن شهادة لله وللتاريخ البرلمانى أنه كان من أفضل رؤساء مجلس الشعب الذين جلسوا على منصته وأداروا جلساته على مدى عشرين عاماً .. وكان حكماً عدلاً بين المعارضة والأغلبيه فى البرلمان .. فقد كان يتيح الفرصة لجميع الاتجاهات تحت القبة لتعبر عن رأيها بكل حرية فى حدود الأعراف البرلمانية وماتسمح به اللائحة والقانون ..وللحق كان يحمى المعارضة من تسلط الأغلبية .!
ومن أهم القواعد البرلمانية التى كان يؤكدها دائما فى العلاقة بين نواب المعارضة ونواب الاغلبية انه كان يقول للجميع : " قولوا ما تشاؤن واقترحوا ما تريدون بكل حرية .. والقاعة فى النهاية هى التى توافق أو ترفض" .
وأذكر أنه عندما كانت تشتعل المناقشات وتحتدم المعارك الساخنة بين النواب أنه كان يحاول أن يقرب وجهات النظر بينهم بفضل حنكته السياسية والقانونية .. وكان يرسى ثقافة التسامح بين النواب عندما يتطاول أحد النواب على الآخر أو يخرج عن حدود الزمالة البرلمانية !
ورحمة الله عليه كان أحد الفقهاء الدستوريين فى مصر والعالم كله .. فقد كان موسوعة قانونية ودستورية شهدت بها كل البرلمانات العالمية ... وقد ظهر
ذلك واضحاً عندما تولى رئاسة الاتحاد البرلمانى الدولى - وهو أول منظمة سياسية دولية لدعم وترويج مفهومى السلام والتحكيم - لمدة ثلاث سنوات وكان أول عربى يستكمل مدته القانونية فى الرئاسة .. وقد سلم د.سرور راية الاتحاد الدولى على أرض مصر فى عام 1979 أمام 1600 نائب برلمانى دولى ميجيل مارتنيز عضو البرلمان الأسبانى بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة فى احتفالية برلمانية عالمية تمت فى قاهرة المعز .
وكان أهم مايشغل بال د.سرور اثناء رئاسته للاتحاد البرلمانى الدولى هى قضية الديمقراطية وهى اكثر الكلمات سحرا واكثر المصطلحات تدولا فى المجتمع الدولى كما كان يقول .. وأنها حق أساسى للمواطن ينبغى أن يمارس فى ظل مناخ من الحرية والمساواة والشفافية والمسئولية مع احترام التعدد فى الأراءومراعاة المصلحة العامة .
وطبعا هذا الاعلان العالمى للديقراطية الذى صدر فى عام 1997 تضرب به بعض الدول حالياً عرض الحائط ولا تلقى بمادئه بالاً .. وخير دليل على ذلك ما يحدث على أرض فلسطين من إبادة جماعية للشعب الفلسطينى من العصابات الصهوينية واختراق واضح للقوانين الدولية .. ومازالت دول العالم تتفرج على مايحدث لقتل الأطفال والنساء واتباع سياسة التجويع لهذا الشعب الاعزال ولا ادرى لماذا هذا الصمت العربى والعالمى مما يحدث وأين أصوات البرلمانيين العالميين تجاه هذه المجازر اليومية لاخواننا فى فلسطين .!