بوابة الدولة
الجمعة 15 نوفمبر 2024 07:13 مـ 14 جمادى أول 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

د. محمد شبانة يكتب ... ” عين جالوت ” .. تفاصيل أكبر معجزة فى التاريخ العسكرى

د. محمد شبانة
د. محمد شبانة

هناك تساؤلان, وهناك ثلاث نتائج حتمية لانتصار المغول لو حدث في عين جالوت بمبدأ التكهن التاريخي كانت ستكون حتمية تاريخية ستحدث لا محالة.
التساؤل الأول: هل أنقذت عين جالوت الإسلام حقاً في ظل تحول بركة (تُكتب بركة وتُنطق بالمغولية بيركي أو بيركاي) خان زعيم خانية القبيلة الذهبية أو مغول القبجاق (القفجاق) إلى الإسلام قبل الموقعة وعداوته ومحاربته لابن عمه هولاكو؟.
التساؤل الثاني: هل فعلاً تم إنقاذ أوربا من المغول (حيث وصلوا إلى شرق أوربا عند بولندا ولم يمنع توغلهم سوى وفاة القاآن الأعظم أوقطاي "أوجداي") رغم إسلام بركة الذي يحكم القبيلة الذهبية التي تقع روسيا وشرق أوربا في أملاكها, أو بالأحرى هل كان انتصار المغول الإيلخانيين في عين جالوت يمكن أن يذيب الجليد بينهم وبين مغول القبجاق بزعامة بركة خان ويتوحد أبناء العمومة للسيطرة على بقية العالم رغم الخلاف الديني بينهما؟ أم ماذا كان يمكن أن يحدث؟
الإجابة على السؤالين يمكن أن تكون في إجابة واحدة لأنهما مرتبطين ببعضهما على نحو وثيق, أولاً لا بد أن نرصد بعين البصيرة بعض النقاط ونلقى عليها الضوء كالتالي:
لا بد أن نعلم أن المُغول كشعب كان يعتنق في الأساس ما يُسمى الديانة "التنكرية" (التنجرية) أو عبادة السماء وإلهها المسمى تنكري أو تنجري, وهي معتقد خليط من عبادة مظاهر الطبيعة,وعبادة الأسلاف, والأنيمية أو الأرواحية, والطوطمية,وأهم من كل ذلك ما يُعرف بالمعتقدات الشامانية وتلك المعتقدات الدينية هي أصل عبادة الشعوب الترك- مغولية البدوية برمتها, لكن مع الوقت بدأ بعض المُغول يعتنقون البوذية والمسيحية النسطورية وأيضاً الإسلام لكن الأخير كان على إستحياء, والأهم أن المُغول رغم كل قسوتهم وشراستهم الحربية وهمجيتهم في الاجتياح للمدن كانوا غير متعصبين دينياً ويتقبلون الآخر وهذا ما عهدناه منذ جنكيز خان الذي اتسم حكمه بالذكاء السياسي والتسامح مع كل الأديان.
في المقابل كانت الأيديولوجية المغولية والمرجعية القانونية تتمحور حول "الياسا" أو شريعة جنكيز خان وهي شريعة المغول البدوية الصارمة التي كانوا يحتكمون إليها حتى لو اعتنقوا ديناً غير التنجرية, بل أنه رغم التسامح الذي يبدونه لأبناء الديانات المختلفة إلا أنه كان من الصعب تقبل دين آخر غير الدين الرسمي للمغول (أو البوذية باعتبارها فلسفة بعيدة عن فكرة الثواب والعقاب والتشريعات التي توجد في المسيحية والإسلام مثلاً) بالذات في زعيم أو حاكم يتبوأ منصباً هاماً سواء في القاآنية العظمى (وهناك أشخاص لم يتم قبولهم لتبؤ القاآنية العظمي بسبب اعتناق الدين المسيحي) أو الخانيات المختلفة أو حتى مجلس القورولتاي وهو المجلس الأعلى للمُغول وهو عبارة عن مجلس عسكري سياسي تشاوري, لكن حتى لو اعتنق أحد ذلك على مضض (وكان ذلك نادراً) يظل ينحي دينه عن أمور الحكم والسياسة والحرب ويُعلى المصلحة العامة للمُغول ويغلب الشريعة الجنكيزية.
من مباديء الحكم المُغولية فكرة التوسع لحكم العالم وهي من الثوابت الراسخة في العسكرية والسياسة المُغولية وهي من أهم وصايا جنكيز خان الذي كان يحلم بذلك بل أن لقب جنكيز خان نفسه الذي عُرف به (ملك العالم أو البحار أو ملك ملوك العالم ...الخ) يعكس هذه الأيديولوجية الجنكيزية المغروسة في أبناء وأحفاد جنكيز خان.
أن أحد أهم الأسباب التي جعلت المُغول لا يسيطرون على العالم بعد موت جنكيز خان, وبث بذور الفرقة فيما بينهم هو الصراعات بين أبناء وأحفاد جنكيز خان فيما بينهم على الأراضي والبلاد والأقاليم التي تم إخضاعها ونشبت بينهم حروب منهكة لكل الأطراف أضعفت الجميع نسبياً ولولا ذلك ولولا عين جالوت لربما تمكن المُغول بعد إخضاع الكوكب الأرضي من إخضاع بقية كواكب النظام الشمسي لو تمكنوا من صنع سفن فضاء, وأيضاً عدم ظهور شخصية قوية فيها من شراسة وقوة جنكيز خان باستثناء هولاكو الذي كانت عين جالوت بداية نهايته ونهاية المُغول.
أضف إلى هذه النقاط إشارة في عجالة للدولة المُغولية بعد جنكيز خان, فقد كان هناك القاآنية العظمى أو المُغول العظام ثم عُرفت بأسرة يوان وهي مركز الحكم للإمبراطورية المُغولية, وهناك أيضاً خانيات (ممالك) أخرى في مُغولستان وخانية جغطاي وخانية مغول القبجاق أو القبيلة الذهبية وإيلخانية فارس والأخيرة هي مملكة هولاكو الجبار.
ما هي طبيعة الصراع بين مُغول فارس إيلخانية هولاكو, ومُغول القبجاق خانية بركة خان؟ الحقيقة أن الصراع بينهما صراع عصبوي سلطوي سياسي عسكري توسعي بين أبناء جوجي وأبناء تولوي أكثر منه شيئاً آخر وبدأ قبل حتى أن يتحول بركة (بيركي ابن جوجي أكبرأبناء جنكيز خان) إلى الإسلام فالصراع ليس دينياً في المقام الأول بل أن تحول بركة للإسلام هو الذي حدا بالبعض لقلب الأمور وجعله صراعاً دينياً, لا شك أن إسلام بركة كان هاماً للإسلام ولكن ليس الأهمية التي يحاول البعض المبالغة بشأنها, كما أن بركة لم يخرج من تحت مظلة القاآن الأعظم قوبيلاي سنة 658هـ إلا لسبب سياسي وليس دينياً وهو أن إريق بوقا الذي كان يؤيده بيركي خسرعرش القاآنية لصالح قوبيلاي الذي يؤيده هولاكو.
إذن المبالغات في موضوع إسلام بيركي ليس لها ما يبررها خاصة أن الإسلام كان هشاً في بلاد القبجاق بل أن من خلف بيركي نفسه لم يكن مسلماً ومسألة إسلام مُغول القبيلة الذهبية بعد إسلام خانهم بيركي أمر لا علاقة له بالإيمان أكثر من كونه تقديس شخصية الخان وعدم عصيان أوامره فهو سمع وطاعة أكثر منه إيمان بل أن الإسلام لم يترسخ في القبجاق إلا بعد نصف قرن من وفاة بيركي, ثم فلنلاحظ أن القاآنية العظمى تولاها قبل قوبيلاى مُنكو وكلاهما أخوان لهولاكو ومن أبناء تولوي ابن جنكيز خان, إذن بنظرة فاحصة لو انتصر هولاكو في عين جالوت كان سيتم التخلص من بيركي بالقتل بأي وسيلة وهو الذي ارتبط به الإسلام وسينتهي بنهايته وسيتم تغليب المصلحة العليا المغولية وستقف القاآنية العظمى مساندة لهذه الخطوة وسيتم استئناف التوسع المُغولي في أوربا الشرقية بعد أن يتم وضع خان للقبيلة الذهبية موالي لهولاكو أو بالأحرى تابعاً له وهو السيناريو الذي يتسق والمنطق ويتوائم مع السياسة المغولية, وينسجم مع الأيديولوجية الجنكيزية المجردة من العواطف والساعية لحكم العالم بأكمله, هذا هو التكهن التاريخي بالأحداث, لكن جاء نصر عين جالوت وأفسد كل ذلك, وقوى من عزم بيركي فعقد تحالفات مع المماليك في مصر وتم التمكين للإسلام في بلاد القبجاق, بفضل عين جالوت, كما تم حماية أوربا من إكمال التوسع سواء شرقاً من أملاك القبيلة الذهبية أو غرباً بعد أن يتم إخضاع مصر وجعلها قاعدة إنطلاق لشمال إفريقيا ومنه لغرب أوربا.
أما الثلاث نتائج الحتمية فهم, أولاً كان سيتم نبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم, ثانياً كان سيتم هدم الكعبة أو البيت الحرام, ثالثاً كان سيتم هدم قبة الصخرة والمسجد الاقصى لبناء معبد أو هيكل سليمان المزعوم أو معبد بافومت إله (شيطان) الشر الخاص بطائفة فرسان الهيكل هل أنا أبالغ؟, لا لأن المدقق في قراءة المشهد التاريخي والرابط بين الأحداث سيرى بعين البصيرة أن الصليبيين وهم الذين حاولوا مراراً تحويل المُغول للمسيحية وفشلوا لا لشيء إلا للإنقضاض على الإسلام, وتنفيذ مشروعهم الجهنمي الذي حاولوا غير مرة منذ عهد نور الدين وفي عهد صلاح الدين تنفيذه وهو نبش قبر الرسول وهدم الكعبة لهدم أساس الدين الإسلامي وتحويل المسلمين للمسيحية وحتى أكون منصفاً فهذا المشروع ليس فكرة الصليبيين العاديين بل فكرة جماعة فرسان المعبد أو الهيكل الظلامية الشريرة الحاقدة على الإسلام والكارهة له وهي جماعة المسيحية نفسها منها براء فهي جماعة سرية شيطانية خرج من جلبابها الماسونية والصهيونية العالمية, حيث كان سيتم إحياء المشروع وساعتها كان سوف يتخذ فرسان المعبد من الزوجات المسيحيات لكبار رجالات الإمبراطورية المُغولية (مثل دوقوز خاتون زوجة هولاكو) معيناً لهم في سبيل تحقيق تلك المخططات الشيطانية, لكنها عين جالوت وأبطال عين جالوت عرفتم إذن لماذا هي أهم موقعة في التاريخ البشري بأكمله كانت فيها العناية الإلهية حاضرة, ولماذا تم اختزان دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لدين الإسلام وللأمة الإسلامية ألا يُحاط بها من أعدائها ثم أجابها الله في الوقت المناسب تماماً.


كاتب المقال الدكتور محمد شبانة المتخصص فى الآثار الإسلامية

​​​​​

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى14 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.3244 49.4242
يورو 51.9386 52.0486
جنيه إسترلينى 62.4201 62.5512
فرنك سويسرى 55.4332 55.5515
100 ين يابانى 31.6263 31.6923
ريال سعودى 13.1332 13.1619
دينار كويتى 160.2952 160.7238
درهم اماراتى 13.4289 13.4564
اليوان الصينى 6.8090 6.8239

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4069 جنيه 4046 جنيه $82.57
سعر ذهب 22 3730 جنيه 3709 جنيه $75.69
سعر ذهب 21 3560 جنيه 3540 جنيه $72.25
سعر ذهب 18 3051 جنيه 3034 جنيه $61.93
سعر ذهب 14 2373 جنيه 2360 جنيه $48.17
سعر ذهب 12 2034 جنيه 2023 جنيه $41.29
سعر الأونصة 126547 جنيه 125836 جنيه $2568.25
الجنيه الذهب 28480 جنيه 28320 جنيه $578.00
الأونصة بالدولار 2568.25 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى