في أمسية ثقافية بالمجلس الأعلي للثقافة
لجنة السرد القصصي والروائي تناقش”غرفة سرية” لطارق عبد الفتاح و ”امرأة البدايات” لهايدى فاروق (صور)
قصة "الأرجوحة " لهايدى فاروق تطرح نقاش عن العلاقة الخاصة بين الأب والابنة و"من دون أستئذان" حولت ما يحدث علي الرصيف إلى نص أدبي بحس مميز.
نظمت لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة أمسية ثقافية ضمن فعاليات سلسلة تواصل التي تنظمها اللجنة تحت إشراف الدكتورة عزة بدر، نائب مقرر لجنة السرد القصصي والروائي، بحضور نخبة من الشعراء ونقاد الأدب والصحفيين. من بينهم الكاتب الصحفي ورئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبق محمد هيبة والدكتورة هبة حمزة المذيعة بالتلفزيون المصري. والفنان التشكيلي سيد هويدى... والدكتور محمد المفتي أستاذ العلوم التربوية بجامعة عين شمس.
وشارك فيها كل من الشاعر عماد غزالي عضو لجنة الشعر، والقاص طارق عبد الفتاح مذيع بالتليفزيون المصري، والقاصة الصحفية هايدي فاروق، في مجال الإبداع القصصي.
وأدارت الأمسية الثقافية الدكتورة عزة بدر، الكاتبة الصحفية بمجلة صباح الخير بمؤسسة روز اليوسف ونائب مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة.
بدأت الأمسية بمجموعة من قصائد الشاعر عماد الغزالي والذي له تسعة دواوين شعرية أخرها ديوان "نتخلص مما نحب"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة "ديوان الشعر العربي" وقد بدأ الغزالي تجربته الشعرية منذ سن مبكرة، وشرع في نشر أعماله منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي وكان أول ديوان له عام 1990.
بالإضافة إلى ثلاث كتب فى مجالى البحث والمختارات الشعرية ومن ضمن دواوينه لاتجرح الأبيض وصيد فاسد و وجدران مائلة
و حصل علي جائزة الدولة التشجيعية للشعر.. عن ديوانه الثالث: «فضاءات أخرى للطائر الضليل»
وأكدت الدكتورة عزة بدر أن ما ألقاه الشاعر عماد الغزالى من قصائد شعرية تميز بالتدفق الحميم وأعطت قصائده بانورما لشكل الحياة وتمس الإنسان المعاصر.
كما تضمنت الأمسية في مجال الإبداع القصصي مشاركه لمذيع التلفزيون المصري طارق عبد الفتاح بقصتين هما "الغربان وموعد غرام" حيث أكدت الدكتورة عزة بدر أن عبد الفتاح قد اصدر مجموعته القصصية الأولى" غرفة سرية" ويميز عالمه التكثيف وتناول أفكاره بشكل إنساني كما أن كل قصة مصحوبة بلوحة تشكيلية بديعة والغلاف للفنان التشكيلى المتميز سيد هويدى
ومن جانبه وجه الإعلامي والقاص طارق عبد الفتاح الشكر لدكتورة عزة بدر التي تبحث عن كل ما هو جديد في الكتابة.
وكانت متحمسة لنشره للمجموعة، مؤكدا أن مجموعته القصصية الأولي الصادرة عن دار نشر أم الدنيا ضمت أنماطا مختلفة من السرد منها الواقعي والخيالي الذي يغرق في الأسئلة الوجودية فهى تغوص فى جوانب الوجع الإنساني وتتضمن فى مجملها جملة من الغرف السرية كتلك الغرفة التي عاش فيها بطل احد القصص مهمشا بين العالم ينظر للناس ولا يرونه رغم أنه يعيش بينهم .
وقد دارات مناقشات حول القصتين اللتان قرأهما طارق عبد الفتاح وهما "الغربان" و"موعد غرام".
ونالت قصة "الغربان" النصيب الأكبر من النقاش حيث تطرقت الدكتورة عزة بدر لذكر طائر الغراب في الأدب الفرنسي.
وأشارت لقصيدة الغراب للشاعر الشهير الأمريكي إدجار آلان والذي يعد واحد من أبرز شعراء عصره.
بينما قرأت الشاعرة إيمان الكاشف قصيدة "الثعلب والغراب للشاعر الفرنسي جان دولا فونتين باللغة الفرنسية.
وتحدث الدكتور محمد المفتي أستاذ العلوم التربوية بجامعة عين شمس عن الثقافة الشعبية في التفاؤل والتشاؤم من الطيور أو الحيوانات مشيرا إلى أنها كلها خرافات وتختلف من شعب لآخر.
وقرأت الكاتبة الصحفية والقاصة هايدي فاروق قصتين هما" الأرجوحة" و"من دون استئذان "من مجموعتها القصصية الأولى امرأة البدايات والتي صدرت عن مؤسسة روزاليوسف لهذا العام.
وأكدت الدكتورة عزة بدر أن هايدي فاروق موهبة خصبة تختار قصصها بدقة وموضوعاتها متفردة، وإن قصة الأرجوحة هي قصة متميزة تختصر عالمها القصصي فهي دائما تقول المرأة التي تستطيع والمرأة التي لا تستطيع ، المرأة التي تقدر والمرأة التي لا تقدر وهي تعقد هذه المقارنة طول الوقت... في أكثر من قصة من قصص المجموعة المميزة.
وأشاد الحضور بقصة الأرجوحة والتي فتحت بابا للنقاش حول أهمية الأب في حياة الأبنة وكيف أن له مكانة مميزة في حياة المرأة في عالمنا العربي وهى علاقة شديدة الخصوصية حتى أن هناك خلطا بين دور الزوج ودور الأب وأن المرأة في المجتمع العربي تطلب من الزوج أن يكون نسخه من والدها ويقوم بدوره وهو أمر مستحيل.
ومن جانبه أشار الدكتور محمد المفتي أستاذ العلوم التربوية بجامعة عين شمس أن قصة الأرجوحة تركت لديه انطباعا مختلفا حيث ترمز الأرجوحة لمواقف الحياة التي تمر بها الفتاة الصغيرة لذلك كانت دائما تحتاج للأب ليقف سندا لها، ويدفعها إلى الأمام ومن خلال احتكاكها بالحياة أصبحت قادرة علي تخطي المواقف وكبح جماح الظروف.
وأشاد الكاتب الصحفي محمد هيبة رئيس التحرير الأسبق لمجلة صباح الخير بالمجموعة القصصية امرأة البدايات والتي تؤكد علي قوة المرأة واستقلاليتها وتبنى شخصيتها... ووصف المجموعة بالممتعة متمنيا أن تنتقل هايدي فاروق لكتابة الرواية في الفترة القادمة.
أما قصة" من دون استئذان" والتي تناولت مشهدا أصبح معتادا في وسط البلد وهو تعلق الشباب الصغير بالسيارات وهم يركبون الأسكوتر والباتيناج أشاد الحضور باللقطة الواقعية التي حولت ما يحدث علي الرصيف وفي الشارع إلى نص أدبي وهو يحسب لها ذلك الحس المميز الجديد.
وفي الجزء الثاني من ندوة" تواصل تم عرض رؤية فكرية بعنوان: تحولات الإبداع العربي في الألفية الثالثة قدمها الناقد الأدبي الدكتور رضا عطية، والدكتور نادر رفاعي أستاذ مساعد بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون.