مختار محمود يكتب: عبد الصمد أفندي..و”تكوين” والبحث عن ملحدين!
من الأسماء التي ارتبط اسمها مؤخرًا بمؤسسة "تكوين الفكر العربي"، والإعلان عن استضافته قريبًا هو المصري حامد عبد الصمد. المذكور جيزاوي خمسيني مقيم في ألمانيا. يوصف "عبد الصمد" بأنه عرَّاب الإلحاد وزعيم الملحدين الأول في مصر. عندما يأتى إلى القاهرة.. يستقبله مريدوه استقبال الفاتحين، فتُقام له الندوات، وتُنظم له المؤتمرات؛ لكى يتحدث عن الإلحاد وأهميته في بناء الإنسان المثالي والمجتمعات المتطورة. في آخر ندواته بمصر..تعرض "عبد الصمد" لهجوم وغضب كبيرين من بعض الشباب!!
في منشوراته وفيديوهاته على منصات التواصل الاجتماعي وبرنامجه المثير للجدل "صندوق الإسلام"..يبدو "عبد الصمد" دائم التطاول على الذات الإلهية ونبىِّ الإسلام والقرآن الكريم والإسلام بصفة عامة. كل سخائفه وسخائمه موجهة ضد الإسلام فقط، ولا شيء غير الإسلام!
من الأفكار التي لا يتوقف "عبد الصمد أفندي" عن ترويجها ادعاؤه أن "الفاشية الدينية بدأت منذ فتح مكة"، وهى الفريَّة التي يتلقفها بعض الصغار هنا، ويزيدون عليها ويضاعفونها. كما أنه يُكرِّس حياته لمهاجمة الإسلام والنيل من النبي صلى الله عليه وسلم. ويُردد في أي مُحفل يُدعى إليه داخل مصر أو خارجها أن "الإسلام لم يُقدم للإنسانية أي شيء جديد أو أي إبداع خلاّق"! كما يزعم أن "الإسلام -كحضارة - هو في مرحلة شيخوخة ولا يقدم جديدًا، ولا يجيب عن التساؤلات المُلحة للقرن الحادي والعشرين".
يتساءل "عبد الصمد" ساخرًا بشأن القرآن الكريم: "أي إصلاح يُنتظر من شعوب تقدّس نصوصًا جامدة عقيمة لا فائدة منها". وهو من يؤمن بـ"أن القرآن حجرة عثرة في طريق تطور المسلمين، لأن الإصلاح يبدأ وينتهي بالنص القرآني"!
في كتابه: "سقوط العالم الإسلامي" المطبوع عام 2010.. يتنبأ "عبد الصمد" بسقوط العالم الإسلامي، وهي رغبة شديدة الإلحاح، يفرضها في جميع كتاباته وندواته، وهو صاحب مقولة: "نحتاج إلى مُلحدين؛ للتشكيك بطريقة إلحادية في كل شيء في هذا الدين بدون محظورات"، ويرى أن "زمن الشريعة انتهى"! لا تزيد بضاعة "عبد الصمد" شيئًا مذكورًا عمَّا ردده الأقدمون من من الكارهين للإسلام بالسليقة وأوردوه في كتبهم مثل: "ابن الراوندي" صاحب مقولة: "اعلموا أني ملحد" ومؤلف الكتب الملعونة، وغيره، وما تعجُّ به الإسرائيلياتُ من افتراءاتٍ ومزاعمَ وأكاذيبَ، مع مزجها بما تنتجه رأسه من خيالاتٍ وأوهامٍ وضلالات.
لا ينكر "عبد الصمد" أسلوبه الانتهازي؛ حيث يُقرُّ بأنه تزوج ألمانية يسارية تكبره بنحو 20 عامًا؛ أملاً في الحصول على جواز السفر الألماني. وفي روايته المثيرة للجدل: "وداعًا أيتها السماء"، التي تمت طباعتها للمرة الأولى 2008، يعترف خلالها بتعرضه للاغتصاب في إحدى مراحله السنية، ويتناول الآثار السيئة التي تركتها هذه التجربة على نفسه حتى الآن!
ما أفرزه "عبد الصمد" خلال السنوات الأخيرة، سواء كان مكتوبًا أو مصورًا أومُذاعًا، يُعتبر الرافد الأكبر للأجيال الجديدة من الملحدين، وغيرهم من القواعد والمتنطعين "على كَبَر". ويتجلى ذلك في منشوراتهم عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، ومقالاتهم المنشورة في الصحف المصرية، فضلًا عن الصفحات الإلحادية عبر "فيس بوك"، وإسهاماتهم في المواقع الإلحادية المتنوعة والمدعومة على الشبكة العنكبوتية. وربط اسم "عبد الصمد" بمؤسسة "تكوين"، يضعها بلا شك في حرج بالغ، ويدحض جميع ادعاءاتها بأنها جاءت وقامت ونشأت بغرض الإصلاح والتجديد والدفاع عن الأديان، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور!!