الكاتب الصحفي جهاد عبد المنعم يكتب: اندرايف والمسؤولية المجتمعية
لو كان هدف اللاعب المصري العالمي مو صلاح في بداية حياته كسب المال و تكوين ثروة لم يكن ليحقق اي نجاح كذلك اللاعب المعجزة كرستيانو رونالدو او ميسي لو كانت اهدافهم كسب المال وتحقيق الثراء السريع وامتلاك القصور والطائرات الخاصة لما وصلوا ابدا وانما كانت اهداف هؤلاء التميز وإتقان مهارات وفنون اللعبة وبذلوا مجهودات ضخمة في سبيل الفورمة واكتساب مهارات فنية متنوعة وسرعة ولياقة بدنية عالية وبعد ذلك جاءت الثروة والشهرة.
المعنى الذي اقصده هنا ان المال يأتي تابعا ومصاحبا لهدف اخر هو التميز والابداع والابتكار والاستعداد وبكل تاكيد ينطبق ذلك على كل المشروعات التجارية والصناعية والخدمية فإذا كانت الشركة تريد تحقيق ارباح كبيرة في اسرع وقت فغالبًا لن تحقق شيئًا وسينتهي بها الامر الي الافلاس وانما اذا كان هدفها الاول التميز واكتساب ثقة الناس وخدمتهم بالتأكيد سيأتي المال والأرباح تباعا .
ومن بين تطبيقات كثيرة ومتنوعة في مجال خدمات النقل والتوصيل جاءت اندرايف بشعار جديد جميل قريب من قلوب الناس ومحبب جدا للانسانية وهو شعار تحقيق العدالة وفي سبيل ذلك تحملت الشركة العالمية الكثير من التضحيات وقلة الأرباح حيث بدات العمل بهدف توفير الخدمات للناس وإغاثتهم حتي أنها تقدم خدمات التوصيل مجانًا في كثير من الظروف الصعبة وفي كثير من دول العالم فالمهم ليس تحقيق الأرباح ولكن الوصول الي من يحتاج الخدمة والإغاثة ونجحت اندرايف نجاحا مذهلا وتفاعلت اندرايف مع كل المجتمعات التي عملت بها وتحملت مسئولية مجتمعية تجاه المجتمع المحلي وقدمت خدمات كثيرة مجانية مثل دورات تعليمية متميزة وتدريب وتاهيل الشباب والاطفال من خلال برامج مثل Begin It لتعليم الاطفال والشباب ما تحت العشرين مهارات تكنولوجيا المعلومات .
ومنذ أيام قليلة شاهدت فيلمًا وثائقيا متميزا جدا بعنوان inner inDrive وقد حصد الفيلم اكثر من 70 جائزة دولية حيث تناول الفيلم بشكل انساني راقي جدا الجانب الإنساني والروحاني للمشاركين في الفيلم وتم التصوير في قبرص وكازاخستان والمكسيك ونيجيريا وإندونيسيا.
بدأت الرحلة الإنتاجية للفيلم منذ عام حيث كان الهدف الرئيسي هو العثور على القصص الإنسانية الأكثر إلهامًا من ثقافات ووجهات نظر مختلفة، لذلك أجرى فريق عمل الفيلم بحثاً كاملاً عن تاريخ الشركة منذ انطلاقها في مدينة ياكوتسك، كما أجرى فريق العمل العشرات من المقابلات للكشف والوصول إلى القصص الملهمة من خلفيات ووجهات نظر متنوعة.
منح هذا الفيلم فرصة للمشاهد التعرف على الدوافع الداخلية لـ اندرايف من خلال لقطات وقصص انسانية لم تعرض من قبل للمشاركين سواء العاملين في الشركة أو مع الأشخاص الذين غيرت اندرايف من حياتهم ومن بينهم المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة أرسين تومسكي.
اعتمدت اندرايف على قوة السرد القصصي لإيصال رسالة محتواها العدالة والشمولية لقطاع خدمات نقل الذكي لأن الأفلام تتمتع بقدرة فريدة على إثارة المشاعر والعاطفة ونقل الأفكار المعقدة بطريقة مقنعة وسهلة المنال، من خلال مشاركة القصص حول تجارب المستخدمين .
وفي مصر تتمتع اندرايف حتى الان بإحترام كبير وحب وتفاعل مع كل مستخدمي تطبيقات التنقل والتوصيل بسبب مراعاة ظروف الحياة ولأن التطبيق يتيح للناس الفصال في السعر ونحن هنا في مصر نحب الفصال وايضا يحقق ذلك رضا كل من العميل والكابتن الذي يعرف مسبقًا وجهته قبل ان يقبل الرحلة .
واذا كان اندرايف رقم 2 عالميا اتوقع ان يكون في المركز الاول قريبًا جدا .. ولكن يبقي عندي تساؤل مهم اين المسئولية المجتمعية لاندرايف في مصر لابد من برامج تدريبية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات مجانًا للاطفال والشباب علي غرار تجربة.