لغز أقدم تكييف فرعوني.. كيف تعامل المصري القديم مع الموجات الحارة؟
الموجات الحارة في فصل الربيع سواء القصيرة التي لا تتعدى أيام، أو المستمرة بسبب تقلب الطقس في هذا الموسم والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، طرحت في أذهان البعض فكرة كيف كان المصري القديم يقضي يومه في الطقس الحار؟، هل عرف أجهزة التبريد؟، أم خطر بباله أساليب أخرى لتلطيف الأجواء الساخنة؟، وهو ما كشفه الباحث الأثري عماد مهدي، موضحًا كيف كان المصري القديم يتعامل مع موجات الحر ويتكيف مع البيئة الجافة.
هل تحكم المصري القديم في المناخ
يوصف مناخ مصر بأنه حار جاف صيفًا ودافئ ممطر شتاءً، لكن المصريين قديمًا تحكموا في المناخ بأساليب عبقرية، بحسب مهدي، إذ كانت طبيعة البلاد جافة وبالتالي كان هناك موجات حارة لكن المصري القديم تغلب على صعوبة المناخ بحيل كثيرة، موضحًا: «مكنش زمان الحر موجود زي حاليًا لأنه كان بيحافظ على البيئة، كل بيت في مصر القديمة كان فيه بركة مياه فيها أسماك وورق البردي وزهر اللوتس وتحيط بها الأشجار المتنوعة مثل الجميز، النخيل، الدوم والخروع من كل ناحية، بالطريقة دي كان بيتحكم في المناخ بزرع الأشجار المثمرة وتطويع البيئة والحفاظ عليها».
شبابيك في المنزل للتهوية
تطور الإنسان المصري القديم في الهندسة المعمارية، وكان يصمم الغرف بطريقة مكيفة، بحسب«مهدي»: «في معبد دندرة شباك تهوية بمثابة جهاز تكييف بسبب تصميم الشباك ضيق على واسع، ودي طريقة هندسية في البناء كان بيستخدمها عشان تحول الهواء الساخن لبارد، واستخدمت الشبابيك في كتير من البيوت، وكان يجري بناء المنازل من الطوب اللبن لامتصاص الحرارة».
بجانب الوسائل السابقة، تميز المصري القديم بمعرفة الملابس المناسبة لفصل الصيف، فكان يرتدي الملابس الفضفاضة البيضاء: «معظم الآثار بتجسد ملابس المصري القديم، كان اللبس في الصيف أبيض فضفاض، وكان دايمًا بيظهر بالزي الصيفي لأنه بيعكس أجمل صورة للتناسق الجسدي».