المستشار أسامة الصعيدى يكتب : بعد الإطلاع الغيبه والنميمة بين الأخلاق والجريمة
دعونا نعيش سويا في دهاليز موضوع هذا المقال من خلال الربط بين الأخلاق والقانون حتى يتسنى لنا بلوغ الفضائل والتوعية والتحذير من الرذائل أو الكبائر ومنها الغيبة والنميمة، والربط بين أفعال هؤلاء المفسدون الذين يسعون فى الأرض فساداً وبين القانون الذي يحمل سيفاً يجب أن يقطع السنتهم لأنهم بأفعالهم يرتكبون جرائم ينتظمها قانون العقوبات تحت عنوان جرائم الشرف والاعتبار والسلوك الإجرامي الذي يهدد الشرف والاعتبار قد يكون قولاً من خلال أي وسيلة اتصال أو كتابة مثل رسالة إليكترونية أو على صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي.
وفى ذات السياق دعونا نخرج عن حديث القانون وسيفه القاطع لألسنة هؤلاء المغتابون والنمامون ونتحدث عن هذه الآفة الخطيرة، فالغيبة هي هتك لأعراض الناس والنميمة هي الوشاية بينهم فقد حذرنا سيدنا رسول الله »صلى الله عليه وسلم« من الغيبة فى وصية له لأبي ذر: »يا أبا ذر إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله، فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها أي من تم سبه فى غيبته، فهذه الآفة الخطيرة مرض يحمله قلب حاقد وحاسد وعقل معتوة يسعى من خلال الغيبة والنميمة إلى تشوية صور الناس، فهذا الشخص اللعين يجد نفسه دائماً حقيراً ودنيئاً وقزماً أمام كبرياء وعظمة هؤلاء الذين يسعى إلى تشوية صورتهم فيجد ضالته فى استخدام ذات الوسيلة التي استخدمها العبيد أداة لمحاربة الأقوياء وهذا ما ذكره بعض المؤرخين إن العبيد إذا أرادوا محاربة أسيادهم كانوا يقومون بالثرثرة حولهم لإلحاق ضرر بسمعتهم، كما قيل أيضاً على لسان بعض المؤرخين أنه فى أثينا القديمة فى اليونان لم يكن للنساء أي حقوق قانونية فكانت أداتهم هي الثرثرة للحصول عليها«.
وفى النهاية »يجب التأكيد على أن الغيبة والنميمة هي فى الحقيقة أخطر من "الأسلحة النووية" فهي تشغل الناس عن العمل والانجاز وتزرع بينهم الفتن والحروب والصراعات، وتولد الكراهية بكافة أشكالها وتدفع إلى القطيعة وتؤجج نيران الحقد، من أجل ذلك فصاحبها متوعد بالعذاب الشديد فى الآخرة وفى الدنيا من خلال سيف القانون «.