الجارديان: انتخابات الرئاسة الأمريكية قد تغير المشهد السياسي في أوروبا بعد تصديها لليمينيين
رأت صحيفة الجارديان البريطانية أنه على الرغم من تصدي مجموعة من الدول الأوروبية لصعود اليمين المتطرف إلا أن الانتخابات الأمريكية قد تغير كل شيء
وذكرت الصحيفة - في مقال رأي نشرته اليوم الاثنين أن عودة "انتقامية" للمرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من شأنها أن تشجع وتضفي طابع الشرعية على القوميين والشعبويين الأوروبيين المحبطين..مشيرة إلى أنه بعد أكثر من نصف عام من الانتخابات المهمة، نجحت الأحزاب الديمقراطية الليبرالية إلى حد كبير في الصمود في مواجهة تقدم القوى الظلامية للشعبوية القومية في أوروبا.
ومع ذلك فمن السابق لأوانه إعلان انتصار جدار الحماية هذا ضد اليمين المتطرف، فقد تخلف الانتخابات الرئاسية الأمريكية آثارا مزعزعة للاستقرار في أوروبا وخارجها إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض..حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية.
وقالت /الجارديان/ إن فوز نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ، التي أعادت الأمل للديمقراطيين في الاحتفاظ بالسلطة في غضون ثلاثة أسابيع فقط منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق ، من شأنه أن ينشط القوى التقدمية في جميع أنحاء العالم.
وفي أوروبا .. فإن التحالف الفضفاض بين الأحزاب السائدة الذي أبقى قوى عدم الليبرالية وعدم التسامح والتعصب خارج السلطة في بروكسل وباريس وبرلين ووارسو هش وساعد على ذلك عجز الأحزاب اليمينية المتطرفة التي فازت بنحو 25% من الأصوات في الانتخابات التي جرت على مستوى الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي، عن تشكيل جبهة موحدة في البرلمان الأوروبي.
وأضافت /الجارديان/ أنه في المملكة المتحدة، أظهر انتصار كير ستارمر الساحق على حزب المحافظين الذي انحرف إلى اليمين القومي بعد تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي ، أن القومية الشعبوية يمكن هزيمتها عندما يدرك الناخبون أنها فشلت في تلبية توقعاتهم وتركتهم في وضع أسوأ.
وأضافت /الجارديان/ أنه في المملكة المتحدة، أظهر انتصار كير ستارمر الساحق على حزب المحافظين الذي انحرف إلى اليمين القومي بعد تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي ، أن القومية الشعبوية يمكن هزيمتها عندما يدرك الناخبون أنها فشلت في تلبية توقعاتهم وتركتهم في وضع أسوأ.
ومع ذلك فإن اندلاع أعمال الشغب العنيفة المناهضة للمهاجرين من جانب اليمين المتطرف يسلط الضوء على كيف يمكن لمجموعة متطرفة تم حشدها على وسائل التواصل الاجتماعي أن تسبب دمارا سياسيا حتى لو كان صوتها في البرلمان هامشيا.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الاختبار الكبير القادم لجدران الحماية الأوروبية سوف يأتي في ألمانيا، عندما تجري ثلاث ولايات شرقية انتخابات الشهر المقبل، والتي يتم مراقبتها باعتبارها بروفة للانتخابات الفيدرالية العام المقبل.
ورأت الصحيفة أنه من بين كل الأحداث التي يمكن أن تغير الديناميكيات السياسية في أوروبا، فإن الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي الأكثر قوة، فمن شأن عودة انتقامية لترامب أن تشجع وتضفي الشرعية على القوميين والشعبويين الأوروبيين.
واختتمت الصحيفة مقالها بالقول : إذا ما انتصرت هاريس وقادت إدارة تجسد التنوع والنسوية والالتزام القوي بسيادة القانون، فقد يساعد ذلك في تعزيز جدار الحماية في جميع أنحاء أوروبا ، ومع ذلك، فإن الحواجز التي تمنع اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة لن تنجح في الأمد البعيد إلا إذا كانت الأحزاب السائدة قادرة على معالجة القضايا المتعلقة بتكاليف المعيشة والإسكان والطاقة بأسعار معقولة والتي دفعت العديد من الناخبين إلى أحضان الشعبويين على جانبي الأطلسي.