الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب قضية المطرب محمد فؤاد تحتاج فتح الملفات المسكوت عنها
قضية المطرب محمد فؤاد مع طبيب مستشفى عين شمس التخصصى ونشوب مشاجرة أدت الى قيام الطبيب بتحريرمحضرضد المطرب بالتعدى علية ، حتى أصبح " فؤاد " متهما يواجة المصير المجهول، البراءة أو الحبس، هذة القضية تستدعى منا فتح الملفات الشائكه والمسكوت عنها داخل المستشفيات الحكومية والخاصة والجامعية .
وكانت بداية الازمة عندما تعرض شقيق الفنان محمد فؤاد لمشكلة صحية استدعت نقله إلى مستشفى عين شمس التخصصي في المستشفى نشبت مشادة كلامية بين شقيق فؤاد والطبيب المعالج بسبب تأخر الكشف عليه وعندما تدخل محمد فؤاد في الموقف تصاعد الخلاف وتحول إلى مشاجرة،ولكن علينا ان نتكلم بعقلانية هل كان الدافع لدى المطرب محمد فؤاد إنقاذ شقيقة من الازمة الصحية ،أم كانت النية الذهاب للمستشفى لعمل معركة ومشاجرة ومعة شقيقة الذى يحتاج من ينقذة من الأطباء بأسرع ما يمكن ؟!!!!
الحقيقة أن هناك نوعية من الأطباء لايشعرون ولا يبالون بالازمة والانتكاسة الصحية للمرضى ومعانتهم من الألم ،هولاء يستفزون المريض ومرافقية لدرجة أن تصل الأمور الى ما حدث مع المطرب محمد فؤاد ،ونعلم إن الأصل فى المستشفيات إنها فتحت أبوابها من أجل إنقاذ حياة الناس وتخفيف ألآمهم وحل مشاكلهم الصحية,لكنها تحولت إلى أماكن تعج بها الفوضى والاهمال ، وتقبض فيها أرواح المرضى ,ويحمّل فيها المرضى مزيدا من الأمراض والجراح.
أرواح الناس غالية جدا,وأجسادهم لا تقدر بثمن,لذلك عملت الدول التي تؤمن بذلك على افتتاح مستشفيات تتوفر فيها أحدث المنتجات الطبية,يديرها أطباء ذو كفائة عالية،تم اكتسابها من طريقة تعليمهم وتدريبهم بأسلوب علمي متطور،أدى في مجمله إلى تحقيق الهدف المتمثل في تلقي المريض العناية اللازمة لحالته،وبجانب ذلك كله,وجدت قوانين صارمة تحكم الأطباء وتضعهم تحت الرقابة والمحاسبة والمسائلة القانونية،حال ارتكابهم أي خطأ يؤدي إلى موت مريض أو حدوث مضاعفات لحالة آخرى،لذلك يمارس الأطباء مهنتهم بحذر شديد ومسؤولية كاملة،لأنهم يعلمون أنهم يعملون تحت رقابة قانونية لن تتساهل مع أي هفوة أو استهتار أو اجتهاد خاطئ في التشخيص والعلاج.
دعونا هنا نتفق بأن الطب مهنة من أرقى وأعظم المهام وأشرفها في حياة البشرية,حتى أنها لا تقدر بثمن,لأن الطبيب يقدم للناس بعد الله سبحانه وتعالى أسباب الشفاء من المواجع والأمراض التي تعرقل حياتهم,وكم يكون الأمر عظيما،تعجز في وصفه الكلمات حال انقاذ الأطباء حياة إنسان،ومحافظتهم على عضو جسدي لآخر،ومنحهم بأذن الله السعادة لمريض عانى من المتاعب والألم.
ودعونا نتفق أيضا ,أن بلادنا تشهد في المجال الطبي مآسي لا حصر لها،بسبب غياب القانون الذي يتحكم في افتتاح المستشفيات والعيادات,ومراقبة الأطباء ومحاسبتهم،ودعونا نتفق أيضا أن الطب تحول إلى تجارة مربحة يجني أصحابها وشركائهم الملايين من الجنيهات التي أصبحت اليوم محورا رئيسيا في حياة أصحاب المهنة ,الذين افتتحوا مبانيهم بكثرة وتكاثر,واضعين نصب أعينهم (الربح المادي) دون التفكير أو العمل على تقديم خدمات طبية صحيحة تستحق أن يدفع المريض من أجلها الملايين.
حماية المواطن من شجع المستشفيات والأطباء أمر يجب أن يتكفل به كل صاحب ضمير,ولأننا لا نملك سوى القلم، فأعتقد أن فضح المستشفيات وإخراج كوارث الأطباء إلى الناس ووضعها أمام عيون المجتمع،مسألة في غاية الأهمية،لذلك أعبر عن تأييدي لمقترح هام ورد في تعليق لقارئة كريمة ،طالبت فيه الموقع بفتح زاوية اعلامية للأخطاء الطبية،ينشر فيها القراء قصصهم ومعاناتهم وما حدث لهم ولأقاربهم،كما أن وسائل الاعلام والمنظمات،خاصة المعنية بحقوق الانسان،يقع على كاهل اعضائها مهمة حماية المواطن من ذلك الجشع,وهنا لا بد من الضغط على مجلس النواب من أجل تشريع قانون يحاسب الأطباء ويحاكمهم ويراقبهم,ويضع معايير جديدة لافتتاح العيادات والمراكز والمستشفيات،كما أن مجلس النواب ملزم اليوم بالإنتصار للشعب الذي يمثله ،من خلال تفعيل لجان تقصى حقائق يتمتع فريقها بالعلم والكفائة والحس الأنساني,من أجل النزول الميداني بزيارات مفاجئة للمستشفيات والوقوف على أداء الأطباء مع المرضى في عيادات الطوارئ التي تعج بالمأسى وإجراء بحوث عن المكان الذي فقدوا فيه ضمائرهم وإنسانيتهم,فحياة الناس غالية ومقدسة،وأرواحهم وأجسادهم أمانة وما أثقلها من أمانة يصبح التفريط بها جريمة إنسانية يستحق مرتكبها عقاب الدنيا والآخرة
نحن أمام كارثة المريض دائما مغضوب علية وعلى أهلة ، ويتفنن الأطباء بالهروب من المسئولية أو إنقاذ المريض بأن علاجة ليس هنا داخل المستشفى وعليكم التوجة بة الى مستشفى أخر، ويتكرر هذا الموقف مع المريض في رحلتة للبحث عن مستشفى تستقبلة، كارثة حقيقية،لا زلنا حتى هذه اللحظة نواجهها بصمت عجيب ولا مبالاة ، ربما لأننا شعب نؤمن بالقضاء والقدر، وهي نقطة يجب علينا مراجعتها،إذ لا يمكن للأنسان أن يخسر كل ما يملك ويبيع كل ما يملك لعلاج قريب له،وفي نهاية المطاف يجد طابوراً طويلا من المعزين الذين يعظمون له الأجر،داعين للمتوفي بالرحمة والمغفرة، كما حدث مع الزميلة الراحلة مها عبد الفتاح التى رحلت عن عالمنا بعد إن تكبدت ما يزيد عن 500 ألف جنية عملية قلب مفتوح حيث رحلت بعد ايام معدودة من إجراء العملية التى شابها خطأ جسيم.
على أولئك الأطباء ،أن ينظروا الى حالة الأسر الفقيرة التي تبيع كل شيء,وتستدين من الناس من أجل معالجة مريضها الذي يدخل المستشفى حيا ويخرج ميتا,وعليهم أن يستيقظوا من نومهم العميق انسانيا وأخلاقيا,وهم يستهترون ويرتكبون أخطاء في حق المرضى ،على أولئك الأطباء وكل من يحميهم ،أن يتذكروا أن المال ليس كل شيء,وأن الدنيا فانية,وعند موتهم لن يحملوا سوى أعمالهم,وما أسوأ أن يحمل المرء فوق ظهره مظالم الآخرين,التي سيجدها بين يديه يوم لا ينفع مال ولا شريك أو مسؤول،على الأطباء ،أن يعلموا أن الإنسان في بلاد(الكفر) يعالج بعناية واهتمام،لا يختلف من شخص لآخر،ولا يمكن أبدا أن تغلق أبواب العيادة أو المستشفى أمام أي شخص لا يحمل تأمينا أو مالا، فالقانون يحرم ذلك مثلما يحرم حجز جثة ميت لأنه أو أهله لم يدفعوا ما تبقى من تكاليف العلاج.
أمثلة الاهمال يرصدها المحافظين
وعلينا أن نتذكر أنة خلال الأيام الماضية فقد قام محافظ الدقهلية بإحالة مدير مستشفى نبروة وعددا من الأطباء للتحقيق في 8 يوليو 2024 بسبب غيابهم عن العمل وترك العمل مما أثر على تقديم الخدمة الطبية للمرضى والمترددين وتوقف تقديم الخدمة الطبية بعدد من الأقسام، حيث بلغ عدد الأطباء الغائبين عن العمل 9 أطباء وعدد الأطباء التاركين العمل بدون إذن 9 أطباء، و محافظ أسيوط يحيل مدير مستشفى الغنايم و3 أطباء للتحقيق فى 15-7 -2024، لعدم وجود طبيب بوحدة الغسيل الكلوي وترك البعض العمل خلال الأوقات الرسمية، ومحافظ محافظ المنوفية يحيل 29 موظفا بالمستشفيات إلى التحقيق للتقصيروأبدى المحافظ استياءه الشديد من مستوى جودة الخدمة الطبية والعلاجية المقدمة للمرضى، كما أحال 2 من الأطقم الطبية للتحقيق لعدم ارتدائهم الزي الرسمي، فيما أحال 27 من العاملين لتغيبهم وتركهم العمل بدون إذن رسمي وتقصيرهم في مهام واجبهم الوظيفي، وذلك وفقاً لتقرير الإدارة العامة للتفتيش والمتابعة بالمحافظة وذلك بتاريخ 13- يوليو – 2024، و محافظ سوهاج يُقيل مدير مستشفى المراغة ويُحيل العاملين للتحقيق لتردي الأوضاع بالمستشفى، وعدم وجود أطباء، وسوء مستوى النظافة بالمستشفى بتاريخ 16 – يوليو 2024 ، ومحافظ أسيوط يحيل مدير مستشفى صدفا المركزي والنوبتجية المسائية للتحقيق لعدم وجود أطباء في النوبتجية المسائية لمتابعة الحالات بتاريخ 29 – يوليو 2024، وإذا رجعنا للوراء في 5 – يوليو 2021 نجد محافظ الشرقية يحيل 72 طبيب وممرض وإداري للتحقيق لتغيبهم عن العمل بمستشفى الزوامل المركزي، و محافظ القاهرة يحيل 5 أطباء و4 ممرضات للتحقيق بمستشفى كوتشنرفى 22- أكتوبر -2018 بعد إن تبين لة عدم تواجد 3 أطباء من الاستقبال وغيابهم وكذلك أطباء عيادات الأنف والأذن وعيادة العظام لتأخرهم عن مباشرة أعمالهم وتواجد مرضى فى انتظارهم ، كذلك إحالة 4 ممرضات بعيادة تنظيم الأسرة لتجمعهم لتناول الشاى وتراخيهم في أداء عملهم ، هذه أمثلة بسيطةعن حالات الإهمال والاستهتار وغياب الضمير لدى بعض الأطباء، ونذكر أمثلة أخرى بإحالة طبيب و2 آخرين بمستشفى فى أسيوط للمحاكمة التأديبية، وقد وشَمَلَ تقرير الاتهام كلًا من طبيب نساء وتوليد، وأخصائي جراحة عظام، ومسئول سجل نوبتجيات الأطباء بالمستشفى، على خلفية قيام المتهم الأول بإجراء عملية ولادة قيصرية لإحدى السيدات بإحدى المراكز الطبية الخاصة غير المرخص لها باستقبال وإجراء عمليات نساء وتوليد – بعد تركه للنوبتجية المكلف بها بالمستشفى الحكومي في ذلك اليوم – وإجرائه لعملية الولادة بذلك المركز دون تواجد طبيب أطفال بالمخالفة للقوانين واللوائح؛ أسفر عن عدم إمكانية تدارك بعض المضاعفات التي تعرض لها المولود والمتمثلة في تجمع السوائل بمخارج الهواء ومعاناته من "متلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة" واضطرار ذويه لنقله وإدخاله حضَّانة بإحدى المستشفيات الحكومية، ثم وضعه على جهاز التنفس الصناعي حتى توفي بعد ولادته بأربعة أيام،وأيضاً إحالة3 أطباء للمحاكمة تأخروا في إسعاف مريضة بتسمم حتى ماتت وذلك بتاريخ الثلاثاء 7 مايو 2019 وجاء قرارالإحالة للمحاكمة على خلفية الإهمال الجسيم في أداء واجبهم حيال التعامل مع حالة مرضية لفتاة تبلغ من العمر عشرين عاماً دخلت المستشفى تعاني من حالة تسمم مما ترتب عليه وفاتها بقسم الاستقبال بالمستشفى،والمحالون للمحاكمة هم: طبيب مقيم بمستشفى طما المركزي، وطبيبة بمستشفى طما المركزي والمكلفة بأعمال النائب الإداري ومسؤولة قسم الاستقبال وكشفت التحقيقات أن المتهم الأول تغيب عن أعمال النوبتجية المكلف بها وغادر مقر عمله قبل موعد انتهاء النوبتجية وأخطر كذباً إدارة الرعاية الصحية العاجلة بالمديرية تواجده برفقة المريضة وتحركه بسيارة الإسعاف لنقلها لمستشفى أسيوط الجامعي بالمخالفة الحقيقة مما ترتب عليه ترك المريضة بالاستقبال لمدة تزيد عن الساعة دون أي اجراء طبي وحتى وفاتها.
وحتى نكون منصفين هنالك أطباء في بلادنا ذو ضمير وأخلاق عالية ,وكفائة لا ينكرها أحد,غير أنهم مع قلتهم لم يتخذوا موقفا تجاه ما يسمى بزملائهم الذين يسيئون للجميع بتصرفاتهم,تاركين انطباعا سلبيا يشمل الكل تطبيقا للمثل القائل (السيئة تعم) ومن أجل تطبيق الشق الآخر من المثل(الحسنة تخص) ندعوا أولئك الأطباء الأكفاء أن لا تقبل نقابة الأطباء في عضويتها سوى الأطباء المشهود لهم بممارسة المهنة بضمير وانسانية وامانة.وإستبعاد من يسئ للمهنة ..الخ.
يشكو الناس كثيرا من سوء الخدمات في المستشفيات ومن تعامل الأطباء بالدرجة الأولى، ويرون أن الكثيرين منهم لا يمتلكون الإنسانية التي يجب أن يمتلكها من تكون حياة الناس مؤتمنة لديهم، وتزداد الشكوى حدة كلما استهتر بعض الأطباء بالمرضى وجعلوهم في رحلات ذهاب وإياب بين التحاليل والأشعة ، ناهيك عن تباعد المواعيد الطبية وبطء الخدمة الطبية عموما.
روايات مختلفة سمعناها حول أساليب تعامل بعض الأطباء مع المرضى، كرفع الصوت على المريض أو الاستهزاء به وعدم تقدير الحالة النفسية التي يمر بها، كما سمعنا في لقاءات صحية متخصصة كثيرة دعوة تتردد مرارا حول أهمية إخضاع الأطباء لدورات تكوينية في أساليب التعامل الصحيح مع المرضى
الأطباء يستهترون ويتاجرون بالمرضى
يقول مواطنون تحدثوا إلى ”لبوابة الدولة الإخبارية ”، أن بعض الأطباء أصبحوا ماديين إلى حد كبير، وأن مهنة الطب الإنسانية صارت بالنسبة للكثيرين منهم ”تجارة”، حيث أنهم يتاجرون بحياة المريض، فهم لا يهتمون به في مواعيد الكشوفات بالمستشفيات الحكومية ولكنه يلقى الترحيب بالعيادة الخاصة .
الأغلبية من الأطباء اليوم مصابون بفيروس الاستهتار، وأعتقد أن هذا الأمر سببه الجشع لا يعتنون بك لأنهم يدخرون جهودهم لعياداتهم، وبالعيادة نتفاجأ بين فينة وأخرى برفع ثمن الاستشارة والمعاينة والكشف والتحاليل وغيرها، وحين تسأل لماذا كل ذلك، يقال لك أن الغلاء مس كل مناحي الحياة.
يقال أنه على من يريد دراسة الطب التحلي بالعديد من الصفات، كونها مهنة مختلفة عن غيرها من المهن، يجب أن يتحلى الطبيب الجيد بالذكاء وسرعة البديهة، واللباقة في الحديث والتعامل مع الناس، كما أنه من الضروري أن تتوفر لديه القدرة على امتصاص غضب الآخرين، فهو يتعامل مع بشر وعليه أن يدرك أن المرء يقصد الطبيب ويضع صحته بين يديه، لذلك لا بد أن يكون قلب الطبيب وعقله أوسع من غيره، كونه يتعامل مع صاحب الحاجة إلى العناية الطبية والنفسية ولا بد من محاولة امتصاص غضب المريض، فأغلب المرضى إن استطاع الطبيب امتصاص غضبهم يرجعون ليعتذروا إليه بلباقة.
أرى إنة يجب ضرورة تدريس طرق التعامل مع المرضى في الجامعات وذلك بإضافة مادة عن التواصل العام بين الطبيب والمريض في المقرر الجامعي لطلبة الطب، فلم يكن الطبيب فيما سبق بحاجة إلى توفر هذه الصفات باعتبارها أمورا بديهية في مهنة تقوم على الإنسانية، ولكن أعتقد أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية لها بالغ الأثر على تعامل الإفراد فيما بينهم.