الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : ظاهرة إطلاق المبادرات بصراحة
إطلاق المبادرات باتت ظاهره مجتمعيه هامه ، فى القلب منها تلك المبادرات التى لها علاقه بالشباب ، وضبط الأسعار والتصدى لجشع التجار ، وهى لاشك هدفها نبيل ، وغايتها صادقه ، وتهدف إلى إحداث حاله من الحراك الإيجابى الذى يصب فى صالح المواطن ، وتحديد معالم الطريق الذى يجب أن نسلكه لتحقيق التقدم والرخاء والنماء ، لايختلف أحدا كائنا من كان على أهمية تلك المبادرات فى حياة المصريين ، لأنها تهدف إحداث تطور إيجابى فى واقع الناس شريطة أن يتم تنفيذها طبقا لما جاء فى مضامين تدشينها ، هنا فقط تكون التحيه ، ويكون التقدير والتوقير والمطالبه بالمزيد منها ، سواء كانت مجتمعيه فيما يتعلق بمحاربة الغلاء ، أو سياسيه تتعلق بتعميق الإنتماء ، أوحياتيه تهدف إلى ترسيخ التلاحم والترابط بين أبناء المجتمع .
إنطلاقا من ذلك يتعين التأكيد على أن المبادرات جميعها تبدأ بزخم شديد ، ويتم تدشينها مصحوبه بأجواء تبعث الامل فى تحقيق المنشود منها ، وتبث روح التفاؤل ، لكن لم يمر إلا وقت بسيط حتى نجد البعض منها تبخر عن آخره كتلك التي يتم تدشينها عند أي انتخابات ويتصدر عنوانها الشباب ، والٱخر تلاشى وأصبح ذكرى كتلك التي لها علاقة بإحداث تنميه ، ولم يبقى من جميعهم إلا الضجيج يتذكره الجميع ، لأنه لامردود حقيقى في الشارع لجميعهم ، ليس أدل على ذلك من مبادرات محاربة الغلاء التى تكاد تكون يوميا لكنها بلا فاعليه ، لأنه بعد مغادرة المسئول يتم نزع لافتة الأسعار التي وضعت للتصوير ، ووضع لافتة الأسعار الحقيقيه التي تطرح السلع بأسعار مبالغ فيها ، لذا وصفها البعض بأنها ضحك على الدقون ، لأنها تتسم بالخداع ، والتضليل ، لذا الغلاء كما هو ، وإرتفاع أسعار السلع كما هو ، وفى نفس الأماكن التى يتفقدها المحافظين ، وتتجول بها اللجان الرقابيه ، ماأطرحه واقعا أتعايشه ، وليس نقلا عن أحد ، وهو الصدق بعينه الذى أكده الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أول أمس الخميس في تصريحات لصدى البلد ، بأنه لاحظ إرتفاع فى أسعار الخضروات خلال الفترة الأخيرة ، وكنت أتمنى أن يطرح مبررات منطقيه لذلك ، ورؤيه مقنعه تتضمن التصدي لتلك الظاهره التي تسبب الإحباط لدى المواطن . بمنتهى الشفافيه رغم ذلك يبقى الشكر واجب لرئيس الحكومه على تلك المصداقيه وكنت أتمنى أن يكون نواب الشعب شركاء فيها ، وليست الأجهزه الرقابيه التي عرضت بمصداقيه أيضا على رئيس الحكومه نظرا لتفاقم الأزمه ، وأعتبرها بداية طيبه أتمنى أن يبنى عليها الجميع قرارات لاحقه تصب في صالح المواطن .
مبادرات كثيره تصدر فيها إسم الشباب ، إحتوت على مبادئ أكثر من رائعه لكن بصراحه شديده كله كلام في كلام ، وبروباجندا على الفاضى ، وإلا أين واقعنا مما أطلقوه من شعارات تضمنت إيجاد آلية فعالة لتوعية الرأي العام المحلى بأهمية المشاركة الإيجابية في الشأن العام ، وبناء الروح الإيجابية لدى الفئات الشبابية نحو المشاركة الفعالة في بناء مصر الحديثة ، والمساهمة في دعم دور منظمات المجتمع المدني في تنفيذ مشروعات تمكين الشباب بالمحافظات ، والمبادرة التي تضمنت الإستثمار فــي قـــدرات الشبــاب و تدريبهم وتأهيلهم للمشاركة الفعالة في العمل العام بصفة عامة والعمل الـمـحـلى بصفـة خـاصـة ، وتلك التي أكدت على الإيمان المطلق بأهمية الشباب ودوره فــــي بناء الــدولة ومؤسسـاتـها ، والتأكيد علـى تبنى الـدولـة لمفهـوم الشراكـة مـــع منظمـات المجتمع المدنـي ، في إشاره أن من إنجازات المبادره أن عدد 27 محافظة لديها كوادر مؤهلة من الشباب لدخول المجال العام ، وعدد 80 جمعية ومؤسسة أهلية ساهمت في تنفيذ البرنامج واكتسبت القدرة اللازمة لأداء البرامج الخاصة بتمكين الشباب ، و225 مدرب مؤهل لتنفيذ برامج إعداد الكوادر الشبابية ، و37925 كادر شباب مدرب ومؤهل للمحليات والاشتراك في الحياة العامة ، 3.792.500 مليون مواطن لديهم الوعي بأهمية المشاركة في الشأن العام ، وذلك علي إعتبار أن كل متدرب سوف ينفذ حملة توعية لعدد 100 مواطن . يبقى السؤال المنطقى والواضح كيف أن هؤلاء الشباب الذين شملتهم الإحصائيه فاعلين وأجيال متعاقبه من شباب الخريجين عاطلين ، يبحثون عن فرصة عمل ولو في القطاع الخاص بلاجدوى ، ولايقنعنى أحدا كائنا من كان أن هناك شاب سيتفاعل مع ذلك وهو بهذه الحاله الإجتماعيه لاإستقرار ولازواج ولامصدر دخل كريم .
إنصافا لم أدرك لتلك المبادرات مردود إيجابى على الوطن والمواطن كما أدركت في مبادرة حياة كريمة حتى وإن تعاظمت الأنا عند كثر من القائمين عليها ، وهى على أية حال تسعى وبحق لتقديم حزمة متكاملة من الخدمات تشمل جوانب صحية ، واجتماعية ، ومعيشية ، كما جاءت مبادرة حياة كريمة كنموذج لتعزيز رأس المال البشري للفئات الأكثر ضعفًا في القرى المستهدفة من المبادرة ، إلى جانب تحسين مستويات المعيشة للفئات الأكثر إحتياجًا (الإسكان اللائق ، وتحسين خدمات المياه ، والصرف الصحي) ، وتحسين الخدمات التعليمية والصحية ، لذا تبنت المبادرة نهجًا شموليًا من خلال التركيز على جميع جوانب الحياة الكريمة ودمجها في تدخلاتها الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق أربعة أهداف إستراتيجية هي ، بناء الإنسان وتحسين جودة حياة المواطنين ، وتحسين مستوى معيشة المواطنين الأكثر إحتياجًا ، وتوفير فرص عمل لائقة ومنتجة ، تستهدف الوصول لإستراتيجيات عمل متكاملة بنَّاءة تستند إلى آليات عمل مبتكرة قابلة للتنفيذ من قبل مختلف مؤسسات الدولة ، وكان لإختيار الريف فلسفه إتسمت بالتقدير والإحترام ، حيث عانى طوال عقود طويلة من التهميش والإهمال نتيجة للعوامل التي تراكمت عبر السنين ، وأثرت في هيكله ومكوناته وبنياته ، كما عانى الريف المصري من إرتفاع وتزايد الفجوة بينه وبين الحضر في مستوى هذه الخدمات ، كما تؤكد المؤشرات التنموية في مصر التفاوت القائم بين الحضر والريف ، وبالأخص ريف الوجه القبلي .
يبقى أن تلك المبادرات لو تم تنفيذها بصدق لتغير وجه الحياه في مصرنا بالكليه ، لذا يطيب لى أن أسأل سؤال مشروع .. أين كل تلك المبادرات من الواقع .. أين دور الشباب الملموس .. أين من شاركوا فى كل تلك المباردات من المواطنين وكل أبناء الو
طن .